Перейти к основному содержанию

رئيس الجمهورية يلقي كلمة في افتتاح أشغال المؤتمر الرابع عشر للجبهة

Submitted on

ولاية الداخلة  (مخيمات اللاجئين الصحراويين)، 16ديسمبر2015(واص) القى اليوم الأربعاء رئيس الجمهورية ، الأمين العام لجبهة البوليساريو  السيد محمد عبد العزيز كلمة في افتتاح أشغال  المؤتمر الرابع عشر للجبهة التي تحتضنه ولاية الداخلة.

 

نص الكلمة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخوات والإخوة أعضاء المؤتمر الرابع عشر للجبهة،

السيدات والسادة،

يسرني أن أرحب أحر الترحيب بكل ضيوف شعبنا من أشقاء وأصدقاء، القادمين من كل أصقاع العالم، لمشاركتنا هذا الحدث التاريخي، مؤتمر الشهيد الخليل سيد امحمد، لينقلوا لهذا الشعب المكافح مواقف الدعم والمساندة والتضامن.

أحيي الجزائر الشقيقة، بقيادة فخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، التي، من خلال وقفتها الدائمة إلى جانب كفاح الشعب الصحراوي، قدمت للعالم أروع دروس الوفاء لمبادئ الحرية وتقرير المصير، انسجاماً مع الشرعية الدولية.

أحيي الشقيقة موريتانيا، الحاضرة معنا بوفد مميز وكبير، يعكس عمق أواصر الأخوة والصداقة والجوار والمصير التي تربط بين شعبينا وبلدينا. تحية إلى رفاقنا في حركات التحرر الإفريقية، إلى كل ممثلي هذه القارة العظيمة التي تبنت القضية الصحراوية واحتضنت بلادنا كعضو مؤسس في الاتحاد الإفريقي.

أرحب بالوفود القادمة من إسبانيا والتي تجسد موقفاً مشرفاً من الوفاء لعلاقات تاريخية وطيدة مع الشعب الصحراوي، ورفض قاطع لاتفاقيات مدريد المخزية ومواقف الحكومات الإسبانية المتعاقبة المخجلة تجاه مسؤوليتها في تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية.  تحية إلى كل الوفود الصديقة من أوروبا وأمريكا اللاتينية والولايات المتحدة الأمريكية واستراليا وآسيا ومن الدول العربية الشقيقة.

الأخوات والإخوة،

ينقل لكم التقرير الأدبي المقدم من طرف الأمانة الوطنية إلى المؤتمر عروضاً شاملة وخلاصات مركزة عن سير العمل خلال الفترة بين المؤتمرين، في ميدان التنظيمي السياسي وفي الدفاع والأمن وفي الميادين الإداري والاجتماعي والاقتصادي والثقافي والإعلامي والخارجي. كما ينقل تطورات الملف الصحراوي على مستوى الأمم المتحدة وجبهات محتدمة أخرى كحقوق الإنسان والجبهة القانونية القضائية والثروات الطبيعية وجدار الاحتلال والألغام. وبعد أن يستعرض بعض الأنقاص المسجلة، يحدد كبريات المهام المنتظرة خلال المرحلة المقبلة.

الأخوات والإخوة،

إضافة إلى الارتياح عامة للمجهودات المبذولة على الساحة الوطنية في التسيير، في ظل أزمة اقتصادية عالمية خانقة، فإن معركة الشعب الصحراوي المتواصلة سجلت إنجازات عديدة على الساحة الدولية.

وجسدت المناسبات الوطنية الكبرى، كذكرى تأسيس الجبهة وإعلان الوحدة الوطنية، والمحطات الخاصة، مثل لجنة العمل التي شكلتها الأمانة الوطنية أو كارثة الفيضانات، مستوى عالٍ من التجاوب والجدية والاستعداد لدى جماهير شعبنا وتجندها الدائم لمعركة التحرير، في كل مواقع تواجدها. كما يبرز موقف الاتحاد الإفريقي المتقدم وإلحاحه على تصفية الاستعمار واستفتاء تقرير المصير بشكل مستمر وصارم.

كما نسجل حضور القضية الصحراوية، بكل جوانبها، سواء على مستوى الاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة الأمريكية. وفي هذا السياق، يعد قرار المحكمة الأوروبية العليا واعتماد إعلان البوليساريو من طرف المجلس الفدرالي السويسري، مكسبان في غاية الأهمية، يكرسان الجبهة كممثل شرعي ووحيد للشعب الصحراوي وكجهة قانونية مؤهلة للمرافعة عن حقوقه وقضاياه في كل المنابر المتاحة.

وسجلت ساحة الأرض المحتلة خلال هذه الفترة أكبر مظاهرة شعبية ضد الاحتلال المغربي منذ 1975 في 4 ماي 2013، لتكرس رفض الشعب الصحراوي الأبدي لهذا الاحتلال. ورغم أن الأمم المتحدة لم تقم بعد بمسؤوليتها في تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية والتزامها بتنظيم الاستفتاء، إلا أن تصريح الأمين العام في نوفمبر الماضي، وزيارة ملك المغرب الاستفزازية للعيون المحتلة وخطابه المستهتر، ورد الأمم المتحدة على تصريحات وزير خارجيته، تشير إلى أن المملكة المغربية اليوم في قفص الاتهام وفي مواجهة صريحة مع المجتمع الدولي، المطالب برفع التحدي ووضع حد عاجل لسياسات العرقلة والمماطلة، خدمة للسلم والأمن والاستقرار في المنطقة.

الأخوات والإخوة،

كفاح الشعب الصحراوي، بقيادة جبهة البوليساريو، حقق نقلة نوعية تاريخية، وكرس إلى الأبد الكيان الصحراوي المستقل، بانتمائه الوطني الراسخ وهويته الثقافية المتميزة في المنطقة والعالم. لم يكن هناك عبر التاريخ إجماع وطني صحراوي شامل حول الجبهة وأهدافها مثل ما هو حاصل اليوم. هذه الأجيال المتلاحقة تحمل هم القضية في أعماقها، حتى وإن عبرت بطرق مختلفة شكلاً، فهي متطابقة مضموناً. وكما يقول التقرير، ليس الكفاح المسلح ورقة للتلويح أو التهديد أو المزايدة، بل هو أسمى وأرقى، لأنه واجب مقدس على كل مناضلات ومناضلي الجبهة، وحق مؤسس في ميثاق وقرارات الأمم المتحدة، وسيظل خياراً قائماً حتى يرحل الاحتلال الغاشم.

فالآفاق اليوم واسعة وواعدة، وعلينا أن نشمر عن سواعد الجد والإصرار على الاستمرار. فهدف الشعب الصحراوي الأسمى هو استكمال سيادة الدولة الصحراوية على كامل ترابها الوطني. ولأجل ذلك، هناك أولويات ومهام كثيرة في انتظارنا، ويجب أن يكون هذا المؤتمر ورشة الانطلاقة الفعلية لتنفيذها. من هذه الأولويات الحفاظ على المكاسب وتعزيزها، وفي مقدمتها الوحدة الوطنية، أم المكاسب وضامنة الانتصار، وتجربتنا في تكوين الإنسان، قبل كل شيء، وبناء أسس الدولة الحديثة، بمؤسساتها التنفيذية والتشريعية والقضائية، بمنظوماتها الإدارية والاجتماعية والاقتصادية والدبلوماسية وغيرها.

 

 

إن الصمود، باعتباره فعل مقاومة وكفاح وإعداد دائم لكل الاحتمالات، يقتضي تقوية التنظيم السياسي، في الأدوات والأساليب، وترقية قدرات وجاهزية جيش التحرير الشعبي الصحراوي لكل الاحتمالات، ودعم انتفاضة الاستقلال وضمان الخدمات الأساسية، كالتعليم والتكوين والصحة والإدارة، والتركيز في الاقتصاد على الإنتاج والاكتفاء الذاتي، وتفعيل البرامج الموجهة للشباب والمرأة والجاليات، وبناء القوة الأمنية الكفيلة بمواجهة التحديات والمخاطر الآنية والمستقبلية، كما يجب تقوية المؤسسة القضائية وتفعيل آليات الرقابة، وخاصة عبر الانتخابات والمجلس الوطني، وتحصين التسيير بنظم وإجراءات رادعة للتجاوزات.

وإضافة إلى وتعزيز مكانة الدولة الصحراوية في العالم، واستثمار معطاة الأراضي المحررة، والعناية بالثقافة وتكنولوجيا الاتصال، تشكل المعركة القانونية والقضائية وملف حقوق الإنسان والثروات الطبيعية وجدار الاحتلال والألغام ميادين في غاية الأهمية والتأثير.

نحن في موقع قوة، ليس فقط لأن الحق والقانون والعدالة مع قضيتنا، ولكن لأننا قطعنا أشواطاً لا رجعة بعدها، ابتعدنا عن نقطة الانطلاق واقتربنا من نقطة الانتصار. المسألة مسألة وقت وصبر واستعداد. مسألة قوة ، تصميم وإرادة لفرض الاستقلال والسيادة. كل التوفيق والنجاح لمؤتمرنا، والسلام عليكم 

 

(واص) 120/ 090