الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب
الأمانة الوطنية
الدورة العادية الثامنة
التاريخ : 15 يوليو 2018
بــيـــــــــــــــــــــــــــــــان
برئاسة الأخ إبراهيم غالي، الأمين العام للجبهة، رئيس الجمهورية، عقدت الأمانة الوطنية للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، دورتها العادية الثامنة يومي 14 و15 يوليو 2018. جدول أعمال الدورة تضمن العديد من أوجه الفعل الوطني خلال الفترة الممتدة منذ الدورة العادية السابعة، انطلاقاً من تقرير قدمه المكتب الدائم للأمانة.
وسجلت الأمانة ما تميزت به الفترة محل التقييم من سير منتظم للبرامج والاستحقاقات الوطنية، في سياق تنفيذ مقررات المؤتمر الرابع عشر للجبهة، في تزامن مع سلسلة من الانتصارات المسجلة،وطنياً وقارياً ودولياً، وهو ما تجلى في الحضور الكبير للقضية الوطنية على الساحة الإعلامية الدولية. وحيت الأمانة الوطنية روح التفاني والإصرار والاستعداد والوطنية المتجذرة التي أبان عنها الشعب الصحراوي، في كل مواقع تواجده، سواء في إطار إنجاز الخطط البرامج المقررة أو في تنظيم الوقفات وتخليد المناسبات والتظاهرات الوطنية، على غرار الذكرى الخامسة والأربعين لاندلاع الكفاح المسلح في بلدة التفاريتي المحررة.
وفي هذا السياق دائماً، توقفت الأمانة الوطنية عند الجهود المتواصلة لتعزيز مكانة ودور التنظيم السياسي، كإطار شامل وجامع للفعل الوطني الصحراوي. وعبرت الأمانة الوطنية عن كامل الارتياح والإشادة إزاء العمل الميداني لجيش التحرير الشعبي الصحراوي، حامي الحمى وضامن التحرير، وهو يؤدي مهامه الدستورية في الذود عن حرمة الوطن والتصدي للمخاطر والتحديات الأمنية الناجمة عن التطورات المتسارعة التي تشهدها المنطقة.
وتوقفت الأمانة الوطنية مطولاً عند انتفاضة الاستقلال، المجسدة في فصول المقاومة السلمية الباسلة في الأرض المحتلة وجنوب المغرب والمواقع الجامعية، والتي سجلت مواقف في غاية الشجاعة والتحدي، وحضوراً مستمراً في محطات عديدة، على غرار المظاهرات البطولية التي تزامنت مع زيارة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى المدن المحتلة. لقد واجهت الجماهير الصحراوية العزلاء جبروت ووحشية وهمجية قوات الاحتلال المغربي، ونقلت إلى العالم رسالة الشعب الصحراوي وموقفه المبدئي الراسخ، الرافض للاحتلال المغربي الغاشم، والمتشبث بحقه، غير القابل للتصرف، في تقرير المصير والاستقلال.الأمانة الوطنية، التي عبرتعن شديد الإدانة للممارسات الاستعمارية القمعية التي تنتهجها دولة الاحتلال المغربي في حق المدنيين الصحراويين العزل، بما في ذلك عبر محاولة التصفية الجسدية، كما هي حالة الشاب أيوب الغن، طالبت الأمم المتحدة بتوفير الحماية اللازمة للسكان الصحراويين، وضمان حقوقهم في التجمع والتعبير والتظاهر السلمي،تطبيقاً لاتفاقيات جنيف ومقتضيات القانون الدولي الإنساني، ورفع الحصار المفروض على الأراضي الصحراوية المحتلة وفتحها أمام الإعلاميين والمراقبين الدوليين المستقلين.
كما جددت الأمانة الوطنية المطالبة بالتعجيل بإطلاق سراح معتقلي أكديم إزيك ومعتقلي الصف الطلابي وامبارك الداودي ويحي محمد الحافظ إعزة وجميع المعتقلين السياسيين الصحراويين في السجون المغربية، والوقف الفوري للنهب المغربي للثروات الطبيعية الصحراوية.
وأشادت الأمانة الوطنية بالدور المتنامي للجالية الصحراوية في دعم الأنشطة النضالية المؤازرة لنضالات جماهير انتفاضة الاستقلال، وهو ما تجلى في المظاهرات التي شهدتها جنيف وبروكسل ومدريد وباريس وبرلين وغيرها.
وحيت الأمانة الوطنية الجهود الحثيثة التي يقوم بها الأمين العام للأمم المتحدة، السيد أنطونيو غوتيريس ومبعوثه الشخصي فخامة الرئيس هورست كوهلر، مجددة إرادتها الصادقة في التعاون مع هذه الجهود لاستكمال تصفية الاستعمار من آخر مستعمرة في إفريقيا. وبعد أن حذرت من أن سياسة التعنت والعرقلة المغربية تهدد السلم والاستقرار في المنطقة، شددت الأمانة الوطنية على أنه حان الوقت لكي يقوم مجلس الأمن الدولي باتخاذ إجراءات صارمة لدفع المملكة المغربية للانصياع للشرعية الدولية،وبالتالي إنهاء الاحتلال المغربي اللاشرعي للصحراء الغربية والإسراع بتمكين الشعب الصحراوي من حقه في الاستقلال، على غرار كل الشعوب والبلدان المستعمرة.
الأمانة الوطنية التي ذكرت بالتزام جبهة البوليساريو بمقتضيات اتفاق وقف إطلاق النار والاتفاقية العسكرية رقم 1، جددت استعدادها للتعاون مع جهود الأمين العام للأمم المتحدة لحل الإشكاليات الناجمة عن الخرق المغربي السافر، المتمثل في فتح معبر وطريق في الجدار العسكري على مستوى منطقة الكركرات.
ولدى التطرق إلى ملف الثروات الطبيعية، رحبت الأمانة الوطنية مجدداً بقرارات محكمة العدل الأوروبية، والتي تؤكد بأن الصحراء الغربية والمملكة المغربية بلدان منفصلان ومتمايزان، وأنه لا سيادة للمغرب على الصحراء الغربية، وأنه لا يمكن استغلال ثروات الإقليم بدون استشارة الشعب الصحراوي، عبر ممثله الشرعي والوحيد، جبهة البوليساريو، وأن أي اتفاق بين المملكة المغربية والاتحاد الأوروبي لا يمكن أن يشمل الصحراء الغربية.
وأكدت الأمانة الوطنية أن جبهة البوليساريو ، في إطارٍ يحترم القانون ومصالح الشعب الصحراوي ، تبقى منفتحة على الحوار والتفاوض مع الشركات والفاعلين الاقتصاديين للاستثمار في الثروات الطبيعبة الصحراوية. وأدانت الأمانة الوطنية المحاولات التي تقوم بها بعض الأطراف الأوروبية، مع الأسف، للتحايل والقفز على المقتضى الواضح والصريح لقرارات المحكمة الأوروبية، وبالتالي الانتهاك الصارخ للقانون الأوروبي والقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني. وأمام أي انزلاق من هذا القبيل، تؤكد الأمانة الوطنية أن جبهة البوليساريو تحتفظ بحقها في اللجوء إلى كل الطرق القانونية المتاحة للدفاع عن حقوق الشعب الصحراوي.
وحيت الأمانة الوطنية الاتحاد الإفريقي ومواقفه المبدئية، وتشبثه بدوره ومكانته كشريك للأمم المتحدة في حل قضية إفريقية بامتياز، من أجل إنهاء آخر مظاهر الاستعمار في القارة. وسجلت الأمانة الوطنية قرار القمة الحادية والثلاثين للاتحاد الإفريقي حول إنشاء آلية إفريقية خاصة بالنزاع المغربي الصحراوي، مجددة الاستعداد الكامل لإجراء مفاوضات مباشرة، بحسن نية وبدون شروط مسبقة، بين الدولتين العضوين في المنظمة القارية، الجمهورية الصحراوية والمملكة المغربية.
كما توجهت الأمانة الوطنية بالتحية الحارة والشكر والتقدير إلى الجزائر الأبية، جزائر المواقف المبدئية، بقيادة فخامة الرئيس المجاهد عبد العزيز بوتفليقة، في دعمها ومساندتها الدائمة وغير المشروطة لكفاح الشعب الصحراوي من أجل الحرية والاستقلال، انسجاماً مع مبادئ ثورة الأول من نوفمبر المجيدة ومقتضيات الشرعية الدولية.
وهنأت الأمانة الوطنية الجمهورية الإسلامية الموريتانية الشقيقية، بقيادة فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز، على النجاح المشهود للقمة الواحدة والثلاثين للاتحاد الإفريقي، التي احتضنتها العاصمة الموريتانية أنواقشوط، وجددت الإرادة الصادقة للجمهورية الصحراوية لتعميق علاقات الأخوة والتعاون والتشاور والتنسيق مع هذا البلد الجار الشقيق.
الأمانة الوطنية، وهي تؤكد التزام الحكومة الصحراوية، في الإطار الدولي وداخل الاتحاد الإفريقي، بالتصدي لكل مظاهر التطرف والإرهاب، جددت التحذير من المخاطر المحدقة بالمنطقة، والناجمة عن سياسات التوسع والعدوان وضخ المخدرات التي تنتهجها دولة الاحتلال المغربي، أكبر منتج ومصدر لمخدر القنب الهندي في العالم، بشهادة التقارير الدولية، ودورها الأساسي في دعم عصابات الجريمة المنظمة والجماعات الإرهابية.
كما توجهت الأمانة الوطنية بالتحية والشكر إلى الحركة التضامنية مع الشعب الصحراوي في أوروبا وإسبانيا وفي كل قارات العالم. وطالبت الأمانة الوطنية الحكومة الإسبانية الجديدة بتصحيح الخطأ الجسيم الذي ارتكبته الدولة الإسبانية في حق الشعب الصحراوي سنة 1975، وبالتالي بتحمل المسؤولية التاريخية والقانونية والأخلاقية، باعتبارها القوة المستعمرة والمديرة للإقليم، وتنفيذ واجبها والتزامها بتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير والاستقلال.
ورحبت الأمانة الوطنية بالعضو الجديد في الهيئة، الأخ محمد لمين المحجوب، وترحمت على روح فقيد الشعب الصحراوي البخاري أحمد وضحايا حادثة الطائرة العسكرية الجزائرية وكل شهداء القضية الوطنية.
وبعد دراسة ونقاش وتحليل معمق لمختلف نقاط جدول الأعمال، وأبرز الاستحقاقات القادمة، مثل البرنامج الصيفي للشباب والطلبة والمؤتمر الثالث لاتحاد الطلبة والمؤتمر الثامن لاتحاد المرأة الصحراوية والجامعة الصيفية للأطر الصحراوية، أصدرت الأمانة الوطنية لائحة السياسة الداخلية لدورتها العادية الثامنة.
وانطلاقاً من القانون الأساسي للجبهة، قررت الأمانة الوطنية أن يتم عقد المؤتمر الخامس عشر للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب في غضون السنة القادمة.
وأهابت الأمانة الوطنية في الأخير بجماهير شعبنا، في كل مواقع تواجدها، بمزيد من رص الصفوف والوحدة والتلاحم، بقيادة الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، لمواجهة المؤامرات والدسائس المتزايدة التي تحيكها دولة الاحتلال المغربي، واستكمال مسيرة التحرير المظفرة، وفاءً لعهد الشهداء وسيراً على دربهم المستنير، حتى بلوغ أهداف شعبنا النبيلة في الحرية والانعتاق، واستكمال سيادة الجمهورية الصحراوية، دولة كل الصحراويات والصحراويين، على كامل ترابها الوطني.
قوة، تصميم وإرادة، لفرض الاستقلال والسيادة
( واص ) 090/500/100