بروكسيل (بلجيكا) 10 ماي 2020 (واص) - أكد عضو الأمانة الوطنية، السفير المكلف بأوروبا والإتحاد الأوروبي، السيد أبي بشراي البشير أن استمرار الرهان الخاطئ على الاحتلال المغربي يظهر أن بعض الدول الأوروبية لم تتمكن حتى الآن من قراءة تاريخها الاستعماري بشكل صحيح.
وأوضح أبي بشرايا البشير في بيان صحفي بمناسبة الذكرى الـ 47 لتأسيس جبهة البوليساريو أن تمديد الاتفاقات الاقتصادية في عام 2019 التي تشمل موارد الصحراء الغربية ضد قرارات محكمة العدل الأوروبية وكذلك الدعم غير المشروط للعديد من البلدان الأوروبية في المغرب في سياسته لعرقلة جهود الأمم المتحدة هو دليل قاطع على ذلك.
وأضاف المسؤول الصحراوي لا يمكن لأوروبا أن تدعي أنها أسست إتحادها على أساس تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان والعدالة والحرية، وفي الوقت نفسه نسيانها عندما يتعلق الأمر "بأرض مثل الصحراء الغربية. الإقليم المحتل عسكريا منذ 45 عامًا حيث يشارك الاتحاد الأوروبي في نهب موارده ويساهم في تأخير حل النزاع بتلك الطريقة، في الوقت الذي ترتكز إمكانيته حله بشكل دقيق وأساسي على تطبيق القانون الدولي على النحو الذي أوصت به الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والمحكمة العدل الدولية ومحكمة العدل الأوروبية.
وأمام العقبات المتعددة الموضوعة على طريق السلام في الصحراء الغربية، وبالتالي في منطقة شمال إفريقيا، شدد -عضو الأمانة- على أن جبهة البوليساريو والشعب الصحراوي لن يتنازلوا أبداً عن حقوقهم المعترف بها دولياً والمؤكدة تاريخياً، غير قابلة للتصرف أو للتقادم، مضيفا في هذا الصدد أن جبهة البوليساريو، التي شهدت حربا، تعرف قيمة السلام وستراهن عليها طالما كان ذلك ممكنا. كما تظل - يضيف أبي بشرايا - على يقظة واستعداد لاتخاذ أي قرار ضروري للحفاظ على حق شعبها في العيش بسلام على أرض أسلافه.
وفي هذا الصدد، أشار البيان إلى أنه وبعد مرور 47 عاما على تأسيس جبهة البوليساريو، الممثل الشرعي الوحيد للشعب الصحراوي الذي أوكل إليها في عام 1973 التفويض التاريخي لقيادة كفاحها التحرري، كحركة تحرير وطني بدون أي توجه أيديولوجي معين باستثناء هدف تحرير الصحراء الغربية المقدس والمشترك لشعب بأكمله، فإن شعبنا لديه اليوم كل الأسباب للاحتفال وتقدير الإنجازات والفتوحات التي تتم تحت رعاية البوليساريو والمعارك التي تخوضها بعزم على عدة جبهات لدعم اختيار الصحراويين وتعلقهم بالحرية والاستقلال.
كما أشار أبي بشراي إلى أن جبهة البوليساريو وفي الوقت الذي إنخرطت فيه في المعركة الدبلوماسية، حيث تواجه خصمًا يتجاهل القانون والشرعية الدولية وينتهك أبسط حقوق الإنسان للصحراويين على مرأى ومسمع من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ككل.
نجحت (جبهة البوليساريو) في خلق الاستثناء بين جميع حركات التحرير، من خلال إرساء الأسس الراسخة للدولة الصحراوية في المنفى، وعلى الرغم من الظروف الصعبة وتواصل تقديم جميع الخدمات لمواطنينها بكفاءة في كافة الأمور المتعلقة بالتعليم، الصحة، وتعزيز حرية ومكانة المرأة، والفصل بين السلطات وإضفاء الطابع الديمقراطي على الحياة السياسية في مخيمات اللاجئين وفي المناطق المحررة، كما أصبحت من جهة لاعباً إقليمياً أساسياً في أمن وإستقرار منطقة شمال غرب إفريقيا في مواجهة سياسة المغرب، لا سيما ممارساته المزعزعة للاستقرار المرتبطة بتهريب الممنوعات ودعم إرهاب المخدرات في المنطقة.
هذا أختتم عضو الأمانة الوطنية للجبهة، بيانه الصحفي بتجديد احترام جبهة البوليساريو لالتزاماتها الدولية، والتحذير من تداعيات توقف عملية السلام منذ استقالة هورست كولر وتخلي مجلس الأمن عن الديناميكية التي تم أنشاؤها في 2018 و 2019 منذ قراره الأخير 2494 (2019) التي قادت الصحراء الغربية إلى مفترق طرق تاريخي أكثر من أي وقت مضى بين السلام الدائم من خلال الممارسة الديمقراطية للحق في تقرير المصير أو منزلق التصعيد والمواجهة.
( واص ) 090/105.