بئر لحلو (الأراضي المحررة)، 02 ديسمبر 2020 (واص) - يرى مدير قسم افريقيا بوزارة الخارجية الصحراوية السفير عليين حبيب الكنتاوي، أن العدوان على الكركرات هي "الخطأ الاستراتيجي الأكبر للمغرب المذعور من وحدة الشعب الصحراوي و استماتته من اجل تحقيق الاستقلال"، مشيرا الى ان "اي مبالاة او حياد ازاء الاطماع التوسعية لنظام المخزن سيكون هذه المرة انتحارا استراتيجيا لدول الجوار".
وقال السفير عليين حبيب الكنتاوي في مقال راي بعنوان "الكركرات ..اللقمة المسمومة"، ان "الحرب الصحراوية المغربية الثانية سيتوقف على نتائجها مستقبل التعايش والسلام الاقليمي، وفق ما يؤكد الكثير من الخبراء، كما انه القناعة الراسخة لدى جيران الشعب الصحراوي الذين يشاطرونه بشكل مباشر آلام لدغة التوسع المغربي في المنطقة".
وأوضح المسؤول بالخارجية الصحراوية، "اذا كان جشع التوسع المغربي في نهاية القرن 16 قد جعل من السهوب الملحية في منطقة تاغازا، والسيطرة على الذهب والموقع الاستراتيجي التجاري الرائع لمالي هدفا رئيسا لحملاته التوسعية حينها، فإن الاحتياطات الكبيرة من الفوسفات في بوكراع، و مناطق الصيد البحري الغنية في الصحراء الغربية، وكذا مخزون غار جبيلات الهائل من الحديد في الجزائر والزويرات في موريتانيا هي مركز الأطماع التوسعية المغربية المعاصرة".
وأضاف ان "المملكة المغربية لن تتوقف عن الرغبة في التمدد الا مع نفاذ الموارد أو حين يبادر المهددون باستخدام القوة لكبح جماح التوسع"، لافتا الى انه "حاليا يتم اتخاذ خطوات داخل المغرب، للشروع في مخطط لضمان الوصول الى التيلوريوم والمعادن النادرة الأخرى في السواحل الكنارية الصحراوية، وهو ما أدى الى انتشار حالة ذعر مكبوتة في مراكز الأبحاث الإسبانية".
ويرى ذات المسؤول، ان "الحجج الواهية لا تنقص المغرب في هذا الصدد، فبالأمس كان يتم تزوير التاريخ"، و اليوم -يضيف- "يكتشف المغرب فجأة جذوره المقطوعة عن إفريقيا معلنا ميلاد حاجة ملحة لتواصل الحدود مع إفريقيا السوداء".
ونبه الى انه "اذا كان الامر يتعلق هذه المرة بالكركرات لكن مع شروق شمس يوم آخر قد تكون الوجهة هي روسو اقصى جنوب موريتانيا او برج باجي المختار أوعين قزام في أقصى جنوب الجزائر، كما أن جزر الكناري، بسبب جاذبية المعادن النادرة المكتشفة حديثًا، قد تدرج قريبًا في سلة الإمبراطورية الوهمية، بناء على نظريات لاعقلانية من مثل الامتداد الطبيعي للجرف القاري المغربي أو ادعاء أصل بربري أسطوري ل لوس غوانشيس".
وذكر الدبلوماسي الصحراوي، ان "الغصة الخانقة للمغامرة التوسعية في الصحراء الغربية هي ما يمنع حدوث تسونامي وشيك، و المواجهة الجديدة وجودية، مسألة حياة أو موت، ليس فقط للشعب الصحراوي بل أي لا مبالاة أو حياد من الجيران ستكون هذه المرة انتحارًا استراتيجيًا".
ووفق ذات المتحدث، فان "تراخي المجتمع الدولي أعطى أجنحة للتوسع المغربي وجعل من قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الصحراء الغربية أوراقا لا قيمة لها"، و الاكثر -حسبه- "لقد أسقط بالتقادم كل قيمة لرأي محكمة العدل الدولية وأفرغ قرارات محكمة العدل الأوروبية من محتواها محيلا في النهاية مخطط التسوية الى مسار مثير للاحباط ولا نهاية له".
وبخصوص العودة الى الكفاح المسلح، أكد ان الشعب الصحراوي "لم يجد من سبيل غيره بعد الاستهانة التي أبدتها اتجاهه الامم المتحدة، و تأويل طيبته و ثقته في الشرعية الدولية على أنها سذاجة، وأن بحثه عن حل سلمي اشارة ضعف".
كما أشار الى بعثة المينورسو "لم تعد تفرق بين مهمتها الاصلية في تنظيم استفتاء و بين مهمتها المكتسبة للحراسة والتامين على التجارة غير المشروعة العابرة للقارات، و الرضوخ لنزوات المستعمر".
وابرز في سياق متصل، ان "العملية المشؤومة التي قامت بها الرباط في الكركرات كانت بتشجيع من تحالف غير متجانس وراءها، مدعية، عبثا، استكمال السيطرة وشرعية احتلال الصحراء الغربية".
ويلفت الى ان "كل حلفاء المملكة المغربية سواء فرنسا أو إسبانيا أو بعض دول الشرق الاوسط، الان مرعوبون، مشتتون، كل يبحث لنفسه عن طريق أمام الزئير المذهل والمفاجئ للشعب الصحراوي"، مضيفا أن "المغرب المذعور الأخرس أدرك متأخرا خطورة بيع جلد الأسد قبل اصطياده بعد ان فشل رهانه في ارهاق الشعب الصحراوي او احباطه معنويا"، كما أن "العالم يتفاجأ مرة اخرى بتصميم ووحدة و استماتة الشعب الصحراوي، لتصبح الكركرات هي الخطأ الاستراتيجي الأكبر للمغرب..من يزرع الريح يحصد الزوابع". (واص)
090/105/700