الجزائر 27 ديسمبر 2020 (واص)- أكد عضو الأمامة، ممثل جبهة البوليساريو السيد محمد سيداتي، أن حل قضية الصحراء الغربية سيعزز من السلم في المنطقة، وذلك في حوار مع يومية الخبر الجزائرية.
وقال محمد سيداتي، ليومية الخبر الجزائرية، أن الأبواب مفتوحة أمام التفاوض مع الاحتلال المغربي لاسترجاع الشعب الصحراوي سيادته الكاملة على أراضيه، شرط الرجوع أولا إلى جادة الشرعية الدولية، و إحترام و تطبيق القرارات الاممية، مشددا على أن جبهة البوليساريو لن توقف الكفاح المسلح حتى تحقيق الأهداف المسطرة.
وبخصوص ردود الفعل الدولية عقب قرار ترامب بخصوص الصحراء الغربية، قال محمد سيداني "خلال جلسة مجلس الأمن الأخيرة لاحظنا أن هناك إجماع لكل الأعضاء الدائمين و غير الدائمين حول التأكيد على حل قضية الصحراء الغربية طبقا للشرعية الدولية، و أن الأمم المتحدة بصفتها الضامنة في تقرير المصير مسؤوليتها قائمة ولا يمكن بأي شكل أن يتغير هذا الموقف.
وأضاف" ولاحظنا في المداخلات ان هناك الكثير من الرفض و التحفظ على خطوة المقايضة التي تجرأ عليها الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، و هذا الإجماع الدولي على أن قضية الصحراء الغربية هي قضية تصفية استعمار وحلها يجب أن يكون طبقا للمواثيق و الشرعية الدولي، مهم بالنسبة لنا لأنه وضع الموقف الأمريكي الذي حاول من خلاله ترامب تكسير إجماع حول ممارسة الشعب الصحراوي لحقه في تقرير المصير في حالة عزلة، و بالتالي يمكن القول ان المواقف الدولية ايجابية ومشرفة.
وعن عدم مباركة فرنسا لخطوة ترامب، قال عضو الأمانة الوطنية ممثل جبهة البوليساريو بفرنسا، الرئيس الامريكي خرج عن الإجماع الاممي و الدولي و لجأ الى محاولة سطو دولية بالظلم و العدوان و بالمقايضة بما لا يملك، في خطوة أخلت بالإجماع الدولي الذي كان موجودا، و فرنسا من موقعها كعضو في مجلس الأمن عليها أن تتأكد و تعرف أن مصالحها مرتبطة مع مصلحة الشعوب و ليس مع بلد على حساب آخر، و يمكن قول ان موقفها من اعلان ترامب معقول ويندرج في إطار الشرعية الدولية، خاصة و أن الولايات المتحدة تبحث عن مصالحها الخاصة دون مراعاة مصالح الاخرين.
وفيما يتعلق بالمجتمع المدني الفرنسي داخليا، أكد أنه ومن خلال التطورات الاخيرة، كل من لهم اطلاع و معرفة بالقضية الصحراوية في فرنسا هم الى جانب الشرعية الدولية و مع حق الشعوب في تقرير المصير، و كانت هناك مظاهرات للصحراويين في فرنسا قبل ايام حضرها ايضا ساسة و منظرون و فنانون، وهذا يمكن اعتباره تطور نسبي مهم، وبالتالي يجب علينا كصحراويين جعل القضية الصحراوية واضحة للرأي العام الدولي في ظل التعتيم والتحريف الإعلامي لمعطيات القضية، سواء تعلق الأمر بالطيف السياسي او المجتمع المدني، فالناس اقرب الى القانون و الشرعية الدولية.
وأوضح السيد محمد سيداتي، أن هذا الموقف شخصي يمثل ترامب الذي انتهت عهدته و مناوراته، و هذا التقارب بين المغرب و إدارة ترامب ستكون له مضاعفات تعقد حل قضية الصحراء الغربية، ولكن كانت هناك معارضة قوية للاعتراف داخل الطبقة السياسية في الولايات المتحدة من الحزب الديمقراطي و الجمهوري، وعلى المستوى الدولي، نددت العديد من الحكومات بالموقف وأبدت معارضة واضحة له، وعموما أي دولة خاصة إذا كانت دائمة العضوية في مجلس الأمن سيكون من الجرم و الخطأ ان تخطو خطوة ترامب ، و بالتالي، يضيف، أعتقد أن إعلان ترامب سيسقط من تلقاء نفسه لأنه يتعارض مع أدنى مقتضيات الشرعية الدولية، ولا يخدم مصالح الشعوب، و صداه سيكون محدودا، و هناك إرهاصات تقول إن الولايات المتحدة ليست ملزمة بما أقدم عليه ترامب لأنه يؤثر على السلم في العالم و يمس بصورة الولايات المتحدة ومصداقيتها.
وأكد أن لجوء المغرب للبحث عن دعم ترامب، يعبر عن يأس و تخبط المملكة، لان العالم بأسره لا يعترف لها بالسيادة على الصحراء الغربية فالقضية مصنفة كقضية تصفية إستعمار، وحسب المواثيق الدولية هي من صلاحيات و مسؤوليات الامم المتحدة، وهناك إجماع دولي حولها، مضيفا في حديثه ليومية الخبر الجزائرية، هذا الموقف الطائش لترامب يؤكد أن المغرب لا سيادة له على الصحراء الغربية والمقايضة باطلة لأنها من طرفين لا صفة قانونية لهما، و تتعلق بمصير الشعب الصحراوي و الشعب الفلسطيني الذي نتقاسم معه العديد من القيم، وهنا يجب التأكيد أن الخطوة هي محاولة باتجاه الرأي العام الداخلي المتزعزع الذي يعيش حالة ارتباك من اجل تطمينهم من وضعية مهددة بالانفجار .
وذكر أن الشعب الصحراوي أعطى ثقة كبيرة على مدار 30 سنة للأمم المتحدة و بعثة "المينورسو" التي جاءت في مهمة لاجراء استفتاء تقرير المصير في فترة محددة بستة أشهر، ولكن المغرب عمل على تقويض مهمتها وتعميق سياسة الامر الاستعماري، فلم تتمكن الأمم المتحدة من التصدي لمناوات المملكة و أصبحت المينورسو أقرب الى المتفرج و الصحراويين ينعتونها بالمتآمر ، و بالتالي الامم المتحدة اظهرت فشلها في حل الملف والوضعية أصبحت في تدهور مستمر حتى تجرأ المغرب على خرق وقف إطلاق النار و رفع وتيرة القمع على الصحراويين، ولأن المملكة لها انطباع انها ستفلت من العقاب بدعم أعضاء دائمة في مجلس الأمن، وخاصة من خلال الدور السلبي الذي لعبته فرنسا في هذا الاتجاه، و بالتالي سنواصل التعامل مع الامم المتحدة و لكن يجب تحيين مهام البعثة خاصة في ظل الوضع الجديد.
وبالنسبة لخياراتنا، يؤكد محمد سيداتي، نحن في مرحلة حرب والشعب الصحراوي استأنف القتال ليحقق مبتغاه في الحرية و الاستقلال، و لكن أؤكد أننا نبحث عن السلام و لسنا دعاة حرب، فأكثر الشعوب التي قدمت تضحيات للحلول السلمية هو الشعب الصحراوي، لكن ظنه خاب والتجربة أظهرت انه يجب في آن واحد ان نتصرف بالبندقية و نفاوض من اجل السلام و الامن باليقظة و الحذر فلن نتخلى على الكفاح حتى تحقيق المبتغى المسطر.
وأشار إلى أن ما يجري الآن في المنطقة فيه استهداف واضح للمنطقة برمتها، والحرب في الصحراء الغربية تغذي وضعية الاستقرار و بالتالي حل القضية سيعود بالنفع على المغرب الكبير وشمال إفريقيا، مضيفا أنه بالرغم من أن المغرب تمكن من تقويض العملية السلمية و استفاد منها لفرض قبضته، نحن لا نغلق أبواب التفاوض و المبادرات لاسترجاع حقوقنا، لكن شروطنا قبل ذلك هي الرجوع الى جادة الشرعية الدولية، و احترام و تطبيق القرارات الأممية، و أي مفاوضات يجب ان تصب في هدف واحد، و هو ممارسة الشعب الصحراوي حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير و هذا هو الشرط الذي لا يمكن التراجع عنه لانه مرتبط بمصير الشعب الصحراوي و وجوده.
واص 090/110