نيويورك (الأمم المتحدة)، 27 أكتوبر 2021 (واص) - أكدت الجزائر أن الصحراء الغربية هي "حالة تصفية استعمار طال أمدها" تتطلب مساهمة حقيقية من المجتمع الدولي للتوصل الى تسوية النزاع، مجددة تأكيد عزمها على دعم دعوة الأمين العام للأمم المتحدة ، أنطونيو غوتيريش ، لإطلاق حوار مباشر بين جبهة البوليساريو والمغرب.
و قد شددت البعثة الدائمة للجزائر لدى الأمم المتحدة ، بقيادة سفيان ميموني، أمس الاثنين خلال المناقشة العامة للجنة الأمم المتحدة الرابعة المكلفة بالمسائل السياسية الخاصة وبتصفية الاستعمار، على أن "الحوار المباشر بين جبهة البوليساريو والمملكة المغربية، في روح من الاحترام والالتزام الصادق، هو وحده الكفيل بفتح الطريق أمام أمل حقيقي في بناء سلام دائم في المنطقة".
و ذكر السيد ميموني في مداخلته بأن الصحراء الغربية، التي تعد آخر مستعمرة في أفريقيا، "هي حالة تصفية استعمار طال أمدها تتطلب مساهمة حقيقية من المجتمع الدولي للتوصل إلى تسوية عادلة ودائمة ومقبولة للطرفين تنص على حق شعب الصحراء الغربية في تقرير المصير".
وأكد في هذا السياق قائلا: "إنها ليست نزاعًا إقليميًا، ولا حالة استرجاع السلامة الترابية وبالتأكيد الأمر لا يتعلق بمسألة مساومات سياسية. إنها حالة تصفية استعمار من إقليم غير مستقل، معترف به على هذا النحو من قبل الأمم المتحدة ".
وتأسف السيد ميموني قائلا: بالفعل المسار السياسي للنزاع في الصحراء الغربية "واجه المزيد والمزيد من العراقيل" التي أدت حاليًا "إلى التدهور الحاد للوضع في الميدان لا سيما مع انتهاك وقف إطلاق النار واستئناف المواجهات" (بعد الاعتداء المغربي بالكركرات).
و ذكر الدبلوماسي الجزائري أن مجلس السلم والأمن للاتحاد الأفريقي، الذي عقد على مستوى رؤساء الدول والحكومات في مارس 2021، أعرب عن "قلقه" إزاء استمرار الانسداد في المسار السياسي، ودعا المملكة المغربية و الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، وهما دولتان عضوان في المنظمة القارية، الى "الوقف الفوري للاقتتال و توفير مناخ ملائم لإجراء محادثات مباشرة وصريحة دون أي شروط مسبقة".
و في ذات السياق اشار سفيان ميموني الى التقرير الأخير للسيد غوتيريش الذي نشر هذا الشهر قائلا: "إنني قلق للغاية من التطورات في الصحراء الغربية خلال الفترة المذكورة". وكان الأمين العام للأمم المتحدة قد اشار إلى أن "استئناف المواجهات بين المغرب وجبهة البوليساريو يشكل انتكاسة كبيرة لتحقيق حل سياسي لهذا النزاع طويل الأمد".
وقال الممثل الدبلوماسي لدى الأمم المتحدة "إننا نتقاسم هذا الانشغال وننضم إلى دعوة الأمين العام التي تدعو الأطراف إلى تسوية الموقف واستئناف المسار السياسي بحسن نية".
واسترسل ذات المصدر، أن الجزائر "تأمل في أن تؤدي جهود غوتيريش ومبعوثه الشخصي ستافان دي ميستورا إلى استئناف فعال لمسار تسوية هذا النزاع .
وأكد الوفد الجزائري بنيويورك بأن صيغة "الموائد المستديرة" لاستئناف المفاوضات حول الصحراء الغربية والتي يشير اليها مشروع لائحة حول تمديد المينورسو هي "غير مجدية"، موضحا أن "هذه الموائد المستديرة أثبتت عدم فعاليتها كما أنها غير مجدية بحكم استغلالها من طرف السلطات المغربية للتهرب من مسؤولياتها وتشويه واقع النزاع في الصحراء الغربية كمسألة تصفية الاستعمار". (واص)
090/105/700.