Перейти к основному содержанию

الشعب الصحراوي صنع مشهداً تاريخياً في 17 يونيو 1970 (اللجنة الصحراوية لحقوق الإنسان)

Submitted on

الشهيد الحافظ 18 يونيو 2022 (واص) - أكدت اللجنة الصحراوية لحقوق الإنسان، أن الشعب الصحراوي صنع مشهداً تاريخياً في تلك المحطة المضيئة من تاريخه المشرق بعدد قليل وشكل حضاري غير مسبوقين (17 يونيو 1970) حيث أعلن للعالم رفضه للهيمنة الاستعمارية الإسبانية، وسطر الطريق لاحقا للمقاومة والمطالبة بالحقوق الوطنية وقيام الدولة الصحراوية بقيادة طليعة الكفاح الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب.
واستذكر بيان للجنة بمناسبة ذكرى انتفاضة الزملة التاريخية واليوم الوطني للمفقود، بطلات وأبطال انتفاضة الزملة بكل ما يليق بهم من تقدير وعرفان، مستعرضا موقف قائد الحركة الطليعية الذي أبان عن شجاعة وحكمة وبعد نظر في تلك المرحلة.
نص البيان :
 
يخلد الشعب الصحراوي ذكرى مزدوجة تتعلق باندلاع انتفاضة الزملة ضد الاستعمار الإسباني، وفقدان زعيم الحركة الفقيد محمد سيد إبراهيم بصيري، تلك الملحمة الخالدة شكلت  تبلور وعي وطني للتحرر في تاريخ المقاومة الصحراوية .
الشعب الصحراوي صنع مشهداً تاريخياً في تلك المحطة المضيئة من تاريخه المشرق، بعدد قليل وشكل حضاري غير مسبوقين يوم 17 يونيو 1970، أعلن الشعب الصحراوي للعالم رفضه للهيمنة الاستعمارية الإسبانية، وسطر الطريق لاحقا للمقاومة والمطالبة بالحقوق الوطنية وقيام الدولة الصحراوية بقيادة طليعة الكفاح الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب.
لقد فشلت السلطات الاستعمارية في مساعيها الخبيثة، لوقف المد الثوري الصحراوي وانقلبت حساباتها، ذلك أن انتفاضة الزملة، رغم القمع الوحشي الذي تعرضت له، حققت هدفها الرئيسي الذي عمل من أجله الفقيد بصيري، ألا وهو خلق وعي ومقاومة مستمرة في مسيرة الشعب الصحراوي نحو الحرية والاستقلال.
وإذ نتذكر بطلات وأبطال انتفاضة الزملة بكل ما يليق بهم من تقدير وعرفان، نتوقف عند موقف قائد الحركة الطليعية الذي أبان عن شجاعة وحكمة وبعد نظر في تلك المرحلة وتشبث بالقرار الصائب الذي تقتضيه الضرورة والمصلحة الوطنية العليا، متحملاً كل التبعات، مهما كانت خطورتها؛ فقرار الانتفاضة بحد ذاته كان في غاية الأهمية والحسم، أملته المعطيات والمؤامرات القائمة، فكان لا بد من قطع الطريق أمام المخططات الاستعمارية، والتي كانت تستهدف القضاء نهائياً على الوجود الصحراوي، كشعب وكهوية وكوطن.
يوم 18 يونيو (اليوم الوطني للمفقود)، تحل الذكرى 52 لاختفاء قائد المنظمة الطليعية لتحرير الصحراء الفقيد محمد سيد إبراهيم بصيري على يد قوات الاستعمار الإسباني.
وبهذه المناسبة، فإننا نحمل الدولة الإسبانية المسؤولية الكاملة عن اختطافه واختفائه، ونطالبها بالكشف عن مصيره.
اللجنة الصحراوية لحقوق الانسان، تريد عبر هذا التخليد أن نعمل جميعا على تجسيد مبادرة فعلية نحشد لها كل شروط النجاح (حملة ماذا جرى للفقيد بصيري؟) وأن يعلم العالم أجمع بأن الشعب الصحراوي لن ينسى مفقوديه، وأنه لن يتوقف عن تحميل الدولة الإسبانية، بمختلف أجهزتها، المسؤولية الكاملة عن جريمة اختفاء الفقيد بصيري، الذي لم يرتكب من جرم سوى أنه آمن بحق شعبه في التحرر، وسعى لتحقيق ذلك بشكل سلمي، لم يرفع سلاحا ضد أحد، ولم يقتل أحدا، ولم يعتدِ على أحد.
إذن واجب علينا اليوم أن ننطلق حقوقيا وقضائيا وسياسيا لمساءلة الدولة الإسبانية وإجبارها على تقديم الحقيقة كاملة عما جرى.
 كما نطالب الدولة الإسبانية بالكشف الكامل عن حقيقة ما جرى في أحداث انتفاضة الزملة لسنة 1970، وبتحميل المسؤوليات للمسؤولين والمؤسسات الإسبانية التي ارتكبت تلك الجرائم ضد الإنسانية والجرائم ضد الضحايا الصحراويين الذين استشهدوا في تلك الأحداث دون أن نعرف عنهم شيئا، ونطالب أيضا بالحقيقة وجبر الضرر والعدالة لكل ضحايا الاختفاء القسري، مثل ما هو حال الفقيد بصيري.
إن مسؤولية الدولة الإسبانية القانونية والأخلاقية تجاه تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية قائمة ولا وتسقط بالتقادم. إن الحكومة الإسبانية اليوم مطالبة بالانسجام مع مثل وقيم الديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان، وتقديم الحساب عن الجريمة الشنعاء المرتكبة في حق الشعب الصحراوي جراء تملص الدولة الإسبانية من واجباتها والتزاماتها الدولية سنة 1975، والتي شكلت توقيعاً مخزياً على مصادرة وطن وإبادة شعب، في انتهاك صارخ وجسيم للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
إن تخلي إسبانيا عن مسؤولياتها، شجع دولة الاحتلال المغربي لاحقا في ممارسة جريمة الاختطاف، حيث ظل مصير المئات من المختطفين الصحراويين مجهولا، بل استمرت الدولة المغربية في ارتكاب جرائم الاختطاف الممنهج من طرف الأجهزة الاستخباراتية المغربية منذ الاحتلال العسكري للصحراء الغربية بتاريخ 31 أكتوبر 1975، وما خلفه ذلك من بروز العديد من المآسي الإنسانية إلى اليوم.
 وأمام استمرار وتزايد معاناة ضحايا الاختفاء القسري وذويهم، فإننا نطالب الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر وكل الهيئات ومنظمات حقوق الإنسان، الضغط على سلطات الاحتلال المغربي من أجل منع حالات الاختفاء القسري، والكشف عن مصير كل المفقودين الصحراويين وتحديد أماكن تواجدهم سواء الذين منهم لا يزالون على قيد الحياة أو الذين استشهدوا.
إن المجتمع الدولي أصبح متيقنا بعدم صحة المزاعم التي يقولها النظام المغربي، خاصة بعد اكتشاف مقبرتين جماعيتين بفدرة لقويعة ومقابر أخرى خلال السنوات الأخيرة.
 نجدد العهد والوفاء لعهد الشهداء، وعلينا جميعا بذل المزيد من الجهد في توثيق هذه المراحل الهامة من تاريخ الشعب الصحراوي ومقاومته ضد الاحتلال. علينا واجب استحضار ملف كافة المفقودين الصحراويين وتضحياتهم الجسام من أجل القضية الصحراوية وتحقيق حلم وهدف كل الصحراويين في استكمال سيادة الجمهورية الصحراوية.
المجد والخلود للشهداء والهزيمة والعار والخزي للأعداء.
كفاح، صمود وتضحية لاستكمال سيادة الدولة الصحراوية.
الشهيد الحافظ 17 يونيو 2022
( واص ) 090/100