الجزائر 07 ديسمبر 2020 (واص) - عادت القضية الصحراوية مجددا لأجندة مجلس السلم والأمن الإفريقي، بعدما تمت الموافقة أمس الأحد على مشروع قرار بهذا الشأن تقدمت به مملكة ليسوتو إلى القمة الاستثنائية الرابعة عشرة لرؤساء دول وحكومات الاتحاد التي عقدت تحت شعار "إسكات صوت البنادق"، حسب ما أفادت به وكالة الأنباء الجزائرية.
وتم خلال القمة، قبول مشروع القرار الذي تقدمت به ليسوتو والذي يسلط الضوء على الأحداث الأخيرة التي شهدتها الصحراء الغربية بعد العدوان المغربي، بما يضع حدا لمحاولات المغرب إقصاء المنظمة الإفريقية من الجهود الرامية إلى إيجاد حل للنزاع في الصحراء الغربية يكفل للشعب الصحراوي حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال.
وحسب القرار -تضيف الوكالة- "يطلب من مجلس السلم والأمن الإفريقي طبقا للأحكام ذات الصلة من بروتوكوله، أن يتواصل مع الطرفين وهما من الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي من أجل معالجة الوضع الحاصل بهدف تهيئة الظروف اللازمة لوقف جديد لإطلاق النار والتوصل إلى حل عادل ودائم للنزاع يكفل تقرير مصير شعب الصحراء الغربية".
كما يكون الحل العادل لنزاع الصحراء الغربية، تضيف الوثيقة "وفقا لقرارات الاتحاد الإفريقي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وأهداف ومبادئ قانون الاتحاد الإفريقي" الذي ينص على ضرورة احترام الحدود الموروثة عند الاستعمار".
وتصدى خلال هذا الاجتماع كل من رئيس الاتحاد الإفريقي سيريل رامافوزا ومفوض مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي إسماعيل شرقي، للمحاولات اليائسة لكاتب الدولة المغربي محسن جازولي، الذي زعم أن "إسكات البنادق لا يخص الصحراء الغربية" وأنه لا يمكن إثارة القضية على قمة رؤساء الدول والحكومات الإفريقية.
ورد إسماعيل شرقي على مزاعم المسؤول المغربي قائلا "ما لم يثبت وأن هذه الأرض المحتلة ليست في إفريقيا، فإن المجلس ملزم أخلاقيا بالإبلاغ عن التطورات التي تحدث هناك".
ووفقا لبنود بروتوكول مجلس السلم والأمن الإفريقي، فإن هذا الأخير ومن خلال الإبلاغ عن حالة السلام والأمن في إفريقيا، مكلف بإثارة جميع المسائل والنزاعات في القارة " يقول شرقي.
للتذكير تمت دراسة الاقتراح سالف الذكر تحت الفصل الذي ينهي آخر جيوب الاستعمار على غرار جزيرة شاغاوس في موريشيوس وجزيرة مايوت القمرية.
ويرى المتتبعون أن هدف المغرب من تصرفاته خلال القمة لم يكن سوى التشويش على مجريات اللقاء القاري الذي أفردت التقارير المقدمة إليه فقرات وحيزا هاما للقضية الصحراوية.
وأثبت المغرب مجددا من خلال تصرفاته، سعيه المتكرر في تخلي إفريقيا عن ملف القضية الصحراوية لصالح مجلس الأمن الدولي.
واختتمت أمس الأحد قمة الاتحاد الإفريقي الاستثنائية الرابعة عشرة حول برنامج صوت إسكات البنادق والتي ترأسها رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا بصفته الرئيس الدوري للاتحاد الإفريقي.
وفي كلمته بالمناسبة، عبر الرئيس الجنوب إفريقي عن انشغال القارة الإفريقية بالتطورات المتسارعة التي تشهدها الجمهورية الصحراوية مع تجدد المواجهات العسكرية بعد العدوان المغربي الذي قضى على وقف إطلاق النار وطالب بتمكين الشعب الصحراوي من التمتع بحقوقه المشروعة غير القابلة للتصرف في تقرير المصير.
وتضمنت تدخلات العديد من القادة والمسؤولين الأفارقة إدانة صريحة للعدوان المغربي وتضامنا مع الجمهورية الصحراوية وكفاحها من أجل الحرية والاستقلال، إلى جانب مطالبة الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة بتحمل مسؤوليتهما تجاه تصفية الاستعمار من القارة الإفريقية.
( واص ) 090/700/100