Перейти к основному содержанию

النص الكامل لكلمة رئيس الجمهورية، الأمين العام للجبهة خلال إشرافه على افتتاح المؤتمر الثامن لاتحاد النساء الصحراويات

Submitted on

ولاية أوسرد ، 23 فبراير 2019 (واص) - القى اليوم السبت رئيس الجمهورية ، الأمين العام لجبهة البوليساريو السيد إبراهيم غالي كلمة خلال إشرافه على افتتاح المؤتمر الثامن لاتحاد النساء الصحراويات المنعقد  بولاية أوسرد .   
كلمة فخامة السيد إبراهيم غالي، رئيس الجمهورية الصحراوية، الأمين العام لجبهة البوليساريو، في افتتاح المؤتمر الثامن للاتحاد الوطني للمرأة الصحراوية. ولاية آوسرد، 23 فبراير 2019
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوات في رئاسة المؤتمر،
الأخوات المؤتمرات،
الحضور الكريم،
أود في البداية أن أتوجه، باسم الشعب الصحراوي عامة وباسم المرأة الصحراوية بشكل خاص، بالتحية إلى كل الوفود النسائية وكل الشخصيات والضيوف الكرام الحاضرين معنا اليوم. إننا نقدر أيما تقدير هذه المواقف الأخوية، وهذه الالتفاتة التضامنية مع المرأة الصحراوية ومع كفاح الشعب الصحراوي من أجل الحرية والكرامة والاستقلال.إن هذا المؤتمر الثامن هو محطة جديدة في هذا الكفاح المتواصل، الذي تبوأت فيه المرأة الصحراوية المكانة المتقدمة والمستحقة، وحققت الكثير من المكاسب والإنجازات، ليس فقط على طريق التحرير، كهدف وطني أسمى، ولكن أيضاً على طريق بناء الإنسان وبناء المجتمع. لقد كانت المرأة حاضرة في المراحل الأولى للثورة، فساهمت في نشر الوعي الوطني وشاركت في مظاهرات تاريخية، كما كان الأمر في انتفاضة الزملة التاريخية سنة 1970 وفي المظاهرات العارمة لدى استقبال بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق سنة 1975، وغيرها.
إننا في جبهة البوليساريو وحكومة الجمهورية الصحراوية لنعتز أيما اعتزاز بتجربة الثورة الصحراوية التي آمنت منذ اللحظات الأولى بدور المرأة وقدراتها التي لا حدود لها، وعملت على تمكينها من المشاركة الميدانية الواسعة في كافة واجهات الكفاح، وتواجدت مع أخيها الرجل في السجون والمعتقلات والمخابئ السرية المغربية، وفي جبهات القتال. وإننا لنترحم هنا على الشهيدة سيدأمي المخطار، التي يحمل هذا المؤتمر اسمها، وعلى كل شهيدات وشهداء القضية الوطنية.
وإنه لمصدر افتخار كذلك أن تكون المرأة الصحراوية قد ساهمت بالنصيب الأكبر في معترك البناء المؤسساتي للدولة الصحراوية في القطاعات الأكثر حيوية، على غرار التعليم والصحة والإدارة وغيرها. كل ذلك، رغم الظروف القاسية ومعاناتها جراء الاجتياح العسكري الوحشي المغربي وحملات التقتيل والإبادة وواقع اللجوء والتشريد. ونستحضر بالمناسبة يوم 18 فبراير 1976، ذلك اليوم المأساوي في تاريخ شعبنا والإنسانية جمعاء، حين تهاطلت قنابل النابالم والفوسفور الأبيض، المحرمة دولياً، من طائرات القوات الجوية الملكية المغربية الغازية، فوق رؤوس المئات من النساء والأطفال والشيوخ الصحراويين العزل في منطقة أم أدريكة.
كما أن المرأة الصحراوية اليوم تتولى الكثير من المناصب القيادية والمسؤوليات والمهام داخل هيئات الجبهة ومؤسسات الدولة الصحراوية، تنفيذية وتشريعية وقضائية، سياسية وعسكرية، واقتصادية واجتماعية، على الواجهة الوطنية وعلى الساحة الدولية، وبرهنت في كل ذلك عن قدرتها وكفاءتها ووطنيتها الخالصة.
الأخوات المؤتمرات،
الحضور الكريم،
اسمحوا لي أن أتوجه بتحية خاصة إلى الوفد القادم من الأراضي المحتلة وجنوب المغرب والمواقع الجامعية. إن تواجد هذا الوفد بيننا اليوم هو رسالة تحدي وإصرار وشجاعة، تعكس موقف الجماهير الصحراوية في كل مواقع تواجدها، الرافض لواقع الاحتلال المغربي، المصمم على استكمال سيادة الدولة الصحراوية على كامل ترابها الوطني.
وإن حضور المرأة الصحراوية ومكانتها الريادية في كفاح الشعب الصحراوي يجد أسطع برهان وأقوى دليل في تقدمها لصفوف المقاومة السلمية الباسلة، المجسدة في انتفاضة الاستقلال، وهي التي تتعرض لأبشع أنواع القمع والتنكيل والسحل والتعذيب والترهيب، وصولاً إلى الاختطاف والاعتقال والمحاكمات الصورية.
إنها الأم والأخت والزوجة التي تقدم تضحياتها بسخاء، تفقد فلذات كبدها بين شهيد مفقود ومعتقل ، ورغم ذلك ، لا تتردد في التقدم نحو الغزاة الجلادين، رافعة شارات النصر والعلم الوطني، صادحة بشعارات تقرير المصير والاستقلال، مستعدة لكل التضحيات من أجل قضيتها العادلة. فتحية إلى المرأة الصحراوية في الأرض المحتلة، وتحية إلى انتفاضة الاستقلال المباركة وبطلاتها وأبطالها، والحرية لمعتقلي أقديم إيزيك وجميع المعتقلين السياسيين الصحراويين في السجون المغربية.
الأخوات المؤتمرات،
الحضور الكريم،
ينعقد هذا المؤتمر في مرحلة متميزة من كفاحنا الوطني، يطبعها هذا الاهتمام الدولي المتزايد بالنزاع بين الشعب الصحراوي، بقيادة جبهة البوليساريو، وبين المملكة المغربية. ومن جانبنا، نسجل ونحيي الجهود التي يقودها المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، الرئيس هورست كوهلر، ونجدد تعاوننا الصادق من أجل استكمال تصفية الاستعمار من آخر مستعمرة في إفريقيا، عبر تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه، غير القابل للتصرف، في تقرير المصير والاستقلال. كما نرحب بموقف الاتحاد الإفريقي المبدئي الثابت، بتبني القضية الصحراوية، كقضية ومسوؤلية إفريقية، وإعطائها الأولوية المستحقة، بما في ذلك تشكيل ترويكا خاصة بها على مستوى الرؤساء.
وفي وقت نحيي بحرارة مواقف الدعم والمساندة الواسعة على مستوى الشعوب الأوروبية، فإننا ندعوها إلى حماية المثل والمبادئ التي تأسس عليها الاتحاد الأوروبي، والتحرك لإدانة وإلغاء أي اتفاق مع المملكة المغربية، يشمل المجال الإقليمي للصحراء الغربية المحتلة. إن الإقدام على مثل تلك الخطوة هو توريط مباشر وغير مسؤول للمواطنين الأوروبيين في عملية نهب مكشوفة، مخالفة لمقتضيات القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والقانون الأوروبي، وبالتحديد لقرارات محكمة العدل الأوروبية.
الأخوات المؤتمرات،
الحضور الكريم،
إننا ونحن على مشارف تخليد الذكرى الثالثة والأربعين لقيام الدولة الصحراوية، نجدد عزمنا وتصميمنا على تعميق وتعزيز المكانة التي تبوأتها المرأة الصحراوية، وندعوها إلى التشبث بالمكاسب التي حققتها وحمايتها كحقوق مشروعة، تجسد قناعات وتطلعات جبهة البوليساريو والدولة الصحراوية، في انسجام مع المبادئ والأهداف والمواثيق الدولية، في الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة وغيرها.
نحن علي يقين كذلك بأن المرأة الصحراوية هي الأقرب وهي الأجدر وهي الأقدر على مواجهة العديد من التحديات الجسام والمهام السامية التي تتطلبها معركتنا التحريرية، والتطورات التي تشهدها المنطقة والعالم.  من هنا، فإننا ندعو المرأة الصحراوية إلى مواصلة وتعزيز دورها الحيوي في خلق ديناميكية التغيير الإيجابي،والتطوير الضروري داخل المجتمع، كمطلب حددته الثورة الصحراوية، بما يجعله عصرياً منفتحاً ومتسامحاً، ويضمن صيانة قيمه وعاداته النبيلة، ويخلصه من النقائص والسلبيات ومخلفات الاستعمار، من جهل وتخلف وغيرها، ويحصنه ضد كل أشكال الانحراف والتطرف. وفي الوقت نفسه، وإلى جانب أخيها الرجل، فإن المرأة الصحراوية مطالبة، بكل وعي ومسؤولية، باعتماد سياسات إنجابية حكيمة، تجمع بين مراعاة المسلمات الصحية والدواعي الديموغرافية المصيرية.
اسمحوا لي في الأخير أن أجدد الترحيب بكل ضيفات وضيوف المرأة الصحراوية والشعب الصحراوي، وفي مقدمتهم وفد الجزائر الشقيقة، بلد المليون ونصف المليون من الشهداء، بلد العزة والكرامة التي ما فتئت تقدم للعالم أرقى الدروس في التمسك بالقانون والشرعية الدولية ودعم الحقوق المقدسة للشعوب في تقرير المصير الاستقلال.
كل التوفيق والنجاح للمؤتمر الثامن للاتحاد الوطني للمرأة الصحراوية.
معاً نسير، نحو النصر والتحرير.
قوة، تصميم وإرادة، لفرض الاستقلال والسيادة.    شكراً والسلام عليكم. (واص)
090/105/500