بودابيست، 11 ماي 2020 (واص)- أصدر الدكتور المجري، يانوس بيسينيو المشرف على أطروحات الدكتوراه بكلية الأمن والسلامة بجامعة ابوداي، ورئيس مركز الدراسات الافريقية، كتاباً جديداً حول قضية الصحراء الغربية تحت عنوان "المجر و قضية الصحراء الغربية'' يعالج القضية الصحراوية من عديد الجوانب.
و من بين أهم الجوانب التي تطرق اليها الكاتب المجري هي العلاقة بين الصحراء الغربية والمجر التي حاربت إسبانيا في العام 1898 لتسليم مستعمرتها في وادي الذهب للملكة النمساوية الهنغارية. قبل أن تفشل المفاوضات التي إستمرت على مدى عامين لتظل الأراضي الصحراوية بكاملها تحت الإستعمار الاسباني.
كما تطرق كذلك الخبير المجري والعضو السابق ببعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية، إلى خدمة العديد من الجنود المجريين ضمن اللفيف الأجنبي الإسباني منتصف سبعينيات القرن الماضي غداة إنسحاب إسبانيا من الصحراء الغربية، وإعلان جبهة البوليساريو عن قيام الجمهورية الصحراوية، نقلا عن شهادات العديد من هؤلاء المحاربين القدامى علاوة على إستخدام مصادر علمية متعددة في هذا الجانب.
و من جهة أخرى أشار المؤلف إلى علاقات التعاون بين دبلوماسيين مجريين والجمهورية الصحراوية مستعينا بجملة من الوثائق المشفرة للحكومة السابقة والخاصة بالأرشيف الوطني المجري، حيث يستعرض في هذا الصدد الأسباب الحقيقية التي حالت دون إعتراف الإتحاد السوفياتي والجمهوريات الاشتراكية بأوروبا الشرقية، بإستثناء يوغوسلافيا السابقة، بالجمهورية الصحراوية كدولة مستقلة، وكيف قامت تلك الدول بمتابعة ودعم تطلعات الشعب الصحراوي في الاستقلال.
كما أولى الكاتب في إصداره هذا، أهمية خاصة للحرب الدبلوماسية والسياسية التي وقعت في الصحراء الغربية، مبرزا الكيفية التي تصرفت بها الدول والمنظمات الدولية التي كان لها ضلع في ذلك النزاع، إضافة إلى بعثة الأمم المتحدة في للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) والأنشطة التي يضطلع بها الجنود ورجال الشرطة المجريين المشاركين في تلك القوة الأممية، إعتمادا على حوارات أجراها معهم وعرض نماذج إستبيان تلخص تجاربهم الخاصة في الكتاب.
وقد إعتمد الكاتب المجري يانوس بيسينيو في عملية البحث التي تكللت بتأليف الكتاب، على الأرشيف الوطني الصحراوي وأرشيف المجر إضافة إلى سجلات الأرشيف النمساوية والأمم المتحدة ناهيك عن التاريخ الشفهي الغير مكتوب الذي تلقاه الكاتب من أشخاص شاركوا في صناعة الأحداث المرتبطة بالنزاع في الصحراء الغربية.
جدير بالذكر أن الدكتور يانوس بيسينيو الذي كان من أوائل أعضاء بعثة المينورسو، ثم في بعثات أممية أخرى بدارفور وأفغانستان، حاصل على شهادة الدكتوراه في العلوم العسكرية من جامعة ميكلوس زرينفي للدفاع الوطني العام 2011، ثم تلقى درجة الدكتوراه التأهيلية في العام 2017 من جامعة إيتفوس لورانت. وأسس مركزا للبحث العلمي تابع لهيئة الأركان العليا لقوات الدفاع المجرية سنة 2014 ظل يرأسه إلى غاية 2018. ولديه العديد من البحوث في التاريخ الحديث والمعاصر لإفريقيا، الهجرة والشرق الأوسط، عمليات حفظ السلام، الإمداد العسكري، قوات حفظ السلام المجرية بإفريقيا خاصة بالصحراء الغربية، ثم حول الفكر السياسي المقارن، الاتصال السياسي والاتصال الثقافي المشترك، برامج نزع السلاح وإعادة الادماج بإفريقيا، الإرهاب، العلاقات الإسلامية المسيحية في القارة.
و إعتبرت ممثلية جبهة البوليساريو، أن هذا الإصدار الثري من شأنه أن يساهم في إغناء المكتبة المجرية ويعززها إلى حد كبير في تنوير الرأي الأكاديمي والرأي العام المجري حول قضية الصحراء الغربية أخرة مستعمرة في القارة الأفريقية. (واص)
090/110