الشهيد الحافظ، 08 نوفمبر2019 (واص)- تمر اليوم 9 سنوات على الهجوم الوحشي للقوات المغربية على المخيم الاحتجاجي السلمي الصحراوي المعروف بمخيم اكديم ازيك شرق مدينة العيون المحتلة، الذي انتهج أرقى أساليب الاحتجاج عندما خيم خارج المدينة المحتلة المطوقة بجميع تشكيلات القمع المغربية، معبرا عن رفضه لسياسة الاحتلال .
تعود الذكرى ليسترجع الذين عاشوا الحدث بشاعة الاحتلال، ويتذكر من تابعوه صورة الاحتلال المغربي البشعة الملطخة بدماء الأبرياء الذين لا ذنب لهم سوى أنهم انتهجوا أسلوبا خاصا وحضاريا يعبرون من خلاله عن إرادتهم ورفضهم للاحتلال البغيض .
فجر ال 8 من نوفمبر 2010 ينفذ الجيش المغربي مستخدما الشاحنات والسيارات وخراطيم المياه والأضواء الكاشفة ومكبرات الصوت والرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع عمليته الجبانة في حق الأبرياء الذين كانوا ينامون تحت آلاف الخيم التي بنوها طوال ما يقارب الشهر لعل الاحتلال يستجيب لإرادتهم ومطالبهم الشرعية ، لكن الاحتلال أبان أنه لا يقيم وزنا للحريات ولا حقوق الإنسان ولا حتى أرواح الأبرياء .
وعلى الرغم من أن الجريمة التي لا تحتاج إلى دليل وما صاحبها من إدانة وطنية ودولية واسعة ، فإن الاحتلال المغربي ظل بعيدا عن المحاسبة القانونية على هذا الجريمة و الجرائم الأخرى التي ارتكبها في حق الصحراويين منذ احتلاله للصحراء الغربية سنة 1975، وظلت حليفته التقليدية في سفك دماء الصحراويين وتشريدهم فرنسا تدافع عنه بكل قوة وفي أعلى المنابر الدولية .
وعوضا عن أن يعاقب المغرب كمجرم، ضاعف هذا الأخير وتيرة ارتكاب جرائمه وانتهاكه لحقوق الإنسان ، فقام بالزج بالعشرات من الصحراويين في السجون المغربية ، وكان السجناء السياسيون ـ مجموعة اكديم ازيك - في مقدمتهم حيث تمت محاكمتهم من قبل محكمة عسكرية جائرة أصدرت في حقهم أحكاما قاسية ، ليعيش السجناء ظروف السجن وما تنطوي عليه الكلمة من سوء معاملة وحرمان من ابسط الحقوق ، وما ترتب عن ذلك من مضاعفات بسبب السجن والإضرابات المستمرة عن الطعام من قبل المجموعة .
عندما نتذكر الحدث لا يمكننا إلا أن تتذكر الأحداث المتلاحقة التي سبقت تفكيك المخيم ومنها قتل المواطنين الصحراويين بدم بارد وهم يحاولون العبور إلى المخيم مثلما ما حدث للطفل الناجم الكارحي وغيره ، واعتقال العشرات ومنعهم من الالتحاق بمخيم اكديم ازيك و الحصار الجوي والبري الذي فرض على النازحين الصحراويين.
لقد كان مخيم اكديم ازيك نقطة تحول في مسيرة التحرير للشعب الصحراوي نحو الحرية والإنعتاق و صرخة مدوية تعكس إرادة صحراوية جماعية لرفض سياسات الاستعمار المغربي اللاشرعي للصحراء الغربية من تهميش واستيطان ونهب جشع للثروات، في وقت كشف للعالم زيف سياسة الاحتلال ودعايته عن حقوق الإنسان والحريات ، وأكد بما لا يدع مجالا للشك أن الإحتلال يبقى احتلالا وأن حيله الخبيثة ودعايته المغرضة لا تصمد لحظة أمام إرادة الصحراويين ودفاعهم المستميت عن قضيتهم الوطنية بكافة الأساليب وفي كل وقت حتى يحققوا حريتهم واستقلالهم .
9 سنوات مضت على الحدث والمغرب مازال طليقا، و قد زادت وتيرة انتهاكاته لحقوق الإنسان ، وجعل من المناطق المحتلة من الصحراء الغربية سجنا محاصرا ، يمنع المراقبين الدوليين من زيارته ويطرد الصحفيين والحقوقيين الذين يريدون الاطلاع على الوضع هناك .
سياسة استعمارية منذ احتلاله للصحراء الغربية أثبتت فشلها ،فلا توجد دولة واحدة تعترف للمغرب بالسيادة على الصحراء الغربية ، وقد تلقى الكثير من النكسات وفي مقدمتها التأكيد من هيئات ومنظمات وازنة عدم شرعية احتلاله للصحراء الغربية و إنهاء اتفاقيات شراكة معه، و المثال على ذلك الاتحاد الأوروبي من خلال محكمة العدل الأوروبية التي أثبتت ذلك في عدة قرارات ، ولاشك أن سياسة التعنت وإنكار حق الشعب الصحراوي وانتهاك حقوقه ستقوده إلى محاولة القيام بمغامرات لا تحمد عقباها، ولعل آخر تلك محاولات النظام المغربي التعنت على قرارات الشرعية الدولية .
وتقديرا ووفاءا لذلك ، أصدر السيد إبراهيم غالي، رئيس الجمهورية والأمين العام للجبهة مرسوما اليوم، 21 ماي 2019، "رسم من خلاله يوم 8 نوفمبر كيوم وطني للأسير المدني الصحراوي، يتم إحياؤه سنويا بفعاليات وأنشطة تشرف عليها وزارة شؤون الأرض المحتلة والجاليات .
وبالمناسبة تنظم وزارة الأرض المحتلة والجاليات الحدث يوم غد السبت بقاعة الشهيدة النعجة عالي إبراهيم ، يتم خلاله تنظيم أنشطة متنوعة الاستذكار الحدث ودلالاته. (واص)
090/105.