مدريد (إسبانيا) 18 يناير 2021 (واص) - أكد ممثل جبهة البوليساريو بإسبانيا السيد عبد الله العرابي، أن الاحتلال المغربي يمارس ضغوطا شديدة على الحكومة الإسبانية من أجل أن تحذو حذو الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب والاعتراف له بالسيادة المزعومة على الصحراء الغربية التي يحتلها بصورة غير قانونية منذ خريف العام 1975.
وأبرز السيد عبد الله العرابي في تصريح نقلته وكالة الأنباء الجزائرية، أن العلاقات بين إسبانيا ودولة الاحتلال المغربي تمر في الوقت الرهان "بوضع صعب" بسبب الأطماع التوسعية للنظام الملكي على حساب الشعب الصحراوي ومحاولاته المتواصلة "الضغط بشدة" على مدريد من أجل "تغيير موقفها" تجاه القضية الصحراوية.
وأكد الدبلوماسي الصحراوي، أنه لا يمكن الحديث عن العلاقات الثنائية بين هذين البلدين دون الإشارة إلى القضية الصحراوية؛ فلا ننسى أن إسبانيا كانت دولة مُستعْمِرَة ولديها مسؤولية سياسية وقانونية فيما يتعلق بتصفية الاستعمار من الصحراء الغربية وتمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير.
السيد عبد الله العرابي أبرز أن النظام المغربي يستعمل ملفات التعاون المشترك مع إسبانيا، فيما يخص مجال محاربة الجرائم والإرهاب والهجرة غير الشرعية كورقة ضغط على الحكومة الإسبانية وهذا ما يضع إسبانيا "في حرج".
إلى ذلك أوضح المتحدث بأن نظام المخزن يحاول إقناع الإسبان بكل السبل بما فيه "الترهيب والترغيب" لتبني نفس موقف الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دولاند ترامب والاعتراف له بالسيادة الوهمية على الأراضي الصحراوية المحتلة، لافتا إلى أن إسبانيا تحاول أن تجعل من المغرب شريكاً في معالجة مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، إلا أن الرباط تستغل كل تلك القضايا للتأثير على موقفها بخصوص الصحراء الغربية ليكون لصالح سياستها التوسعي.
وأكد السيد العرابي أن البوليساريو في اتصال مع الحكومة الإسبانية، التي أكدت بدورها أنها لن تعترف للمغرب بالسيادة المزعومة على الصحراء الغربية، فيما لاتزال الضغوط المغربية تتزايد، مؤكدا في هذا الصدد أن هذه هي الفرصة المواتية لإسبانيا لتتعامل بصفة جدية مع النظام المغربي ولوضع حد لأطماعه التوسعية خاصة وأن هذه الأطماع تهدد أمن واستقرار كل المنطقة، كما تؤثر على المصالح الاقتصادية لأوروبا وإسبانيا بصفة خاصة.
وفيما يخص التطورات التي تشهدها القضية الصحراوية، أكد السيد عبد الله العرابي على دور الاتحاد الإفريقي في تسوية النزاع في الصحراء الغربية، خاصة بعد قراره في أعقاب الدورة الاستثنائية الـ14 لرؤساء الدول والحكومات الإفريقية، القاضي باستعادة مجلس السلم والأمن الإفريقي للقضية الصحراوية، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق ببلدين عضوين في الاتحاد الإفريقي، وقانونه التأسيسي واضح فيما يخص احتلال دولة عضو فيه فما بالك أن تكون الدولة المُحتلة عضو هي الأخرى في الاتحاد.
وخلص ممثل جبهة البوليساريو بإسبانيا إلى أن الحل النهائي للقضية الصحراوية يجب أن يكون "إفريقيا-إفريقيا" قوامه الاحترام المتبادل بين الدول الأعضاء واحترام الحدود المتعارف عليها دوليا والموروثة غداة الاستقلال، والأهم الانسحاب الفوري لقوات الاحتلال المغربية من الأجزاء التي تحتلها بصورة غير قانوني من أراضي الجمهورية الصحراوية.
( واص ) 406/500/090