بئر لحلو 20 يوليو 2019 ( واص ) - أعربت اللجنة الوطنية الصحراوية لحقوق الإنسان عن انشغالها العميق تجاه التدهور الخطير لأوضاع حقوق الإنسان والشعوب بالأراضي المحتلة من الجمهورية الصحراوية ، في ظل تنامي وتيرة القمع الممنهج والممارسات المشينة والقتل خارج نظاق القانون والمنافية لكل الأعراف والمواثيق الدولية ذات الصلة من قبل السلطات الاستعمارية المغربية.
وسجلت اللجنة في بيان له اليوم السبت ، أن هذا التصعيد الخطيرللنظام المغربي وأجهزته الأمنية المختلفة خلال نهجها سياسة قمعية انتقامية وحاقدة ضد أبناء الشعب الصحراوي الذين خرجوا في مسيرات سلمية معبرين عن فرحتهم بفوز منتخب الجزائر الشقيقة بكأس إفريقيا للأمم بكل جدارة واستحقاق.
نص البيـان
إن اللجنة الوطنية الصحراوية لحقوق الإنسان ، تتابع بانشغال عميق التدهور الخطير لأوضاع حقوق الإنسان والشعوب بالأراضي المحتلة من الجمهورية الصحراوية ، في ظل تنامي وتيرة القمع المنهج والممارسات المشينة والقتل خارج نظاق القانون والمنافية لكل الأعراف والمواثيق الدولية ذات الصلة من قبل السلطات الاستعمارية المغربية.
وقد سجلت اللجنة هذا التصعيد الخطيرللنظام المغربي وأجهزته الأمنية المختلفة خلال نهجها سياسة قمعية انتقامية وحاقدة ضد أبناء الشعب الصحراوي الذين خرجوا في مسيرات سلمية معبرين عن فرحتهم بفوز منخب الجزائر الشقيقة بكأس إفريقيا للأمم بكل جدارة واستحقاق.
وفي هذا السياق تدخلت مختلف الأجهزة الأمنية المغربية والمتكونة من عناصر من الشرطة وقوات التدخل والقوات المساعدة وعناصر أمنية بزي مدني، مساء يوم 19 يوليو 2019، مباشرة بعد نهاية المباراة، وبقوة وعنف وحشي في حق الصحراويين المحتفلين بطريقة سلمية بفوز منتخب الجزائر، وهو التدخل الذي خلف العشرات من الجرحى والاعتقالات التعسفية.
ونتيجة لتلك الممارسات المشينة وهمجية تدخل قوات القمع المغربية، تعرضت ليلة الجمعة 19 يوليو 2019 المرحومة صباح عثمان أحميدة الملقبة بإنجورني البالغة من العمر 24 سنة ، لدهس من قبل سيارتين للدفع الرباعي تابعتين للقوات المساعدة المغربية بالقرب من مدرسة المرابطين بشارع السمارة بمدينة العيون المحتلة، مما سبب لها جروحا خطيرة أدت إلى استشهادها نتيجة الإهمال وعدم نقلها بسرعة إلى المستشفى.
وقد وثَّقت عدة جمعيات صحراوية لحقوق الإنسان ومدونين عبر وسائل التواصل ، تسجيل العديد من الإصابات الخطيرة في صفوف المواطنيين الصحراويين بالعيون المحتلة ، نتيجة قيام أفراد الأمن المغربي بضرب وتعنيف المتظاهرين، باستعمال العصي والهروات، بالإضافة إلى رشق المتظاهرين مباشرةً بالحجارة والاندفاع بسيارات رباعية مدرَّعة تجاه المتظاهرين، مما خلف العديد من الضحايا.
ونتيجة تلك التدخلات الممنهجة والعنيفة أصيب أكثر من 200 مواطنة ومواطنا صحراويا بجروح متفاوتة الخطورة بعد استهدافهم من طرف عناصر الأمن المغربي بزي مدني وعسكري ومن قبل عناصر من القوات المساعدة ، والذين قاموا بضرب المتظاهرات والمتظاهرين وبسحل وسب وشتم والرشق بالحجارة للعديد من المشاركين بسبب رفعهم للعلمين الصحراوي والجزائري وترديدهم شعارات مطالبة بحق تقرير المصير والاستقلال وبالحق في الاستفادة من الثروات الطبيعية للصحراء الغربية .
إن اللجنة الوطنية الصحراوية لحقوق الإنسان، وهي تتابع فصول هذه الجرائم ضد الإنسانية المرتكبة من قبل الدولة المغربية في حق المدنيين الصحراويين العزل، تعلن عن:
•تضامنها المطلق وتعازيها الحارة لعائلة الشابة والطالبة الصحراوية المرحومة صباح عثمان أحميدة وإلى الشعب الصحراوي قاطبة في هذا المصاب الجلل .
•تنديدها واستنكارها الشديدين لهذه الجريمة النكراء المرتكبة من قبل السلطات المغربية، والتي تنضاف إلى سلسلة الاغتيالات خارج نطاق القانون في حق أبناء الشعب الصحراوي.
•مطالبتها الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي تحمل مسؤولياتهما في إجراء تحقيق عادل ونزيه من خلال إرسال لجنة مستقلة للقيام بالتحقيق عن وفاة المواطنة الصحراوية صباح عثمان أحميدة وتقديم الجناة إلى العدالة.
•دعوتها الأمين العام الأممي وهيئة الأمم المتحدة المنوط بها أصلا حماية المدنيين الصحراويين من خلال بعثتها المينورسو المكلفة بتنظيم استفتاء تقرير المصير للشعب الصحراوي، وتذكرها بمسؤوليتها تجاه الصحراء الغربية المحتلة كبلد لم يتمتع بعد بحقه في تقرير المصير والاستقلال، وتحذر من جديد من التبعات والمخاطر الناجمة عن سياسات الاحتلال المغربي وممارساته القمعية والعدوانية من خلال الأجهزة الأمنية والعسكرية المغربية، وتطالبها باتخاذ الخطوات العاجلة لضمان أمن وسلامة المواطنين الصحراويين العزل والعمل على إرسال بعثة أممية لإجراء تحقيق مستقل في الجرائم المرتكبة والعمل على إيجاد آلية أممية مستقلة ودائمة لحماية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية ومراقبتها والتقرير عنها.
•تدعو اللجنة مجلس حقوق الإنسان والمفوضية السامية لحقوق الإنسان إلى إنشاء ولاية مقرر خاص معني بانتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية، وتدعو كل المنظمات والهيئات الوطنية والدولية إلى القيام بحملات دولية تحسيسية تهدف إلى الضغط على النظام المغربي من أجل الإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين الصحراويين بالسجون المغربية، بسبب مواقفهم السياسية المطالبة بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال.
•في الأخير، لقد حان الوقت لأن يضع مجلس الأمن الدولي حدا لاستهتار المغرب بقرارات الشرعية الدولية، ولتحقيق هذه الغاية النبيلة، فإن اللجنة الوطنية الصحراوية لحقوق الإنسان تحث مجلس الأمن على إدانة ممارسات المغرب المنافية لالتزاماته الدولية وإلى إنهاء أعماله العدوانية في حق الشعب الصحراوي، لأن عدم إدانة مثل هذا السلوك الأرعن والتعنت بأقوى العبارات والأفعال الميدانية، سيمثل إشارة خطيرة مفادها تشجيع النظام المغربي للقيام بمزيد من الانتهاكات، والتي ستمر حتما كما في السابق دون عقاب.
بئر لحلو 20 يوليو 2019
( واص ) 090/100