الشهيد الحافظ 07 نوفمبر 2016 ( واص ) - استنكرت الحكومة الصحراوية في بيان لها اليوم السبت ، مضامين خطاب ملك المغرب من السنغال ، والذي طبعه الاستهتار بالشرعية الدولية ونية الاستمرار في عدوانه على الشعب الصحراوي وتعنته إزاء إرادة الشعوب الإفريقية في تصفية الاستعمار من آخر معاقله في إفريقيا.
نص البيان
الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية
وزارة الإعلام
التاريخ : 07 نوفمبر 2016
بيــــــــــــــــــــــــــــــان
في تحدٍ جديد للشرعية الدولية، وبلهجة التعالي والتعنت والتهور المعهودة لديه، ألقى ملك المغرب خطابا من العاصمة السنغالية يوم أمس، جدد فيه نية الاستمرار في عدوانه على الشعب الصحراوي وتعنته إزاء إرادة الشعوب الإفريقية والمجتمع الدولي في تصفية الاستعمار من آخر معاقله في إفريقيا.
فملك المغرب يحتفل في داكار بذكرى مشؤومة في تاريخ إفريقيا ، لأن ما يسميه مسيرة ما هو إلا الغطاء الدعائي لاعتداء وغزو عسكري وحشي للصحراء الغربية ، قامت به القوات الملكية المغربية في 31 أكتوبر 1975 رغم القرارات الدولية الواضحة والصريحة المنددة بهذا الاعتداء على شعب إفريقي.
إن النظام المغربي شكل ويشكل على المستوى القاري عنصر تقسيم وعامل صدام، نتيجة لسياسته التوسعية ضد جيرانه، وكونه دولة إفريقية تنتهج نفس سياسة الابارتايد والاستعمار ضد شعب مجاور، وهو المساهم الرئيسي في ما تشهده منطقة شمال غرب إفريقيا من عدم استقرار ومواجهات وضياع لفرص ثمينة في مجال التنمية وسياسة الاندماج والتكامل.
إن خطاب ملك المغرب من السنغال، التي اعتبرها امتداداً طبيعياً للمملكة المغربية هو، مع الأسف الشديد، بمثابة استهداف سافر لإفريقيا ومنظمتها القارية التي يحاول الملك اقتحامها عنوة، باستهتار واحتقار، دون أدنى احترام لدولها وقوانينها وإجراءاتها التنظيمية.
إن الحكومة الصحراوية، وهي تؤكد ما تكنه من تقدير للسنغال، لا تتمنى أن يكون أي طرف إفريقي مجرد معول في أيد آثمة في حق إفريقيا، تستخدمه لضرب وحدتها وانسجامها والمبادئ التي تحفظ أمنها واستقرارها، وفي مقدمتها تصفية الاستعمار وتقرير المصير واحترام الحدود الموروثة غداة الاستقلال. هل يجب التذكير هنا بأن المملكة المغربية لا تعترف بحدودها الدولية، وتقدمها في دستورها بلغة توسعية باسم " الحدود الحقة"، في حالة وحيدة في العالم؟
لقد ملأ الملك خطابه بالمغالطات من خلال تقديم المغرب كقوة اقتصادية وقطبا تنمويا قادرا على المساهمة في مسار التنمية الإفريقية، في وقت يوجد فيه المغرب في ذيل الترتيبات العالمية، سواء تعلق الأمر بالنسبة للتنمية البشرية أو بحرية التعبير وحقوق الإنسان والقضاء على الفقر والجهل والمرض، أو فيما يتعلق بالميادين الاستراتيجية كالتعليم والبحث العلمي وغيرها. فضمن المواطنين المغاربة، الذين يعتبرهم الملك مجرد رعايا، هناك أغلبية لا تزال تعيش في أحلك ظروف الجهل والتخلف والخوف.
إفريقيا لا تحتاج إلى تجربة المملكة المغربية في الغزو والعدوان والتوسع والقمع والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ونهب الثروات الطبيعية للشعوب والسعي لطحن طموحاتها في الحرية والانعتاق والعيش الكريم، وإغراق المنطقة بمخدرات المملكة، أكبر منتج ومصدر للقنب الهندي في العالم، وبالتالي زرع أسباب التوتر واللا استقرار، بتمويل وتشجيع عصابات الجريمة المنظمة والجماعات الإرهابية، العابرة للحدود.
إفريقيا لا تحتاج إلى تجربة المملكة المغربية في عرقلة القرارات والجهود الدولية للتوصل إلى الحل السلمي والعادل، وهو ما يتجلى في إدخالها لخطة التسوية الأممية الإفريقية لتنظيم استفتاء تقرير المصير للشعب الصحراوي في حالة جمود، بالرفض الممنهج للمسار التفاوضي وللتعاون مع الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي وممثلته الخاصة، مروراً بطرد المكون السياسي والإداري لبعثة المينورسو، وانتهاءً بالخرق الصارخ لاتفاق وقف إطلاق النار في منطقة الكركارات.
إن الحكومة الصحراوية تدين بشدة مضامين الخطاب الاستعماري لملك المغرب وتؤكد على أن الشعب الصحراوي سيواصل كفاحه التحريري حتى نيل حقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال.
وتوجه الحكومة الصحراوية نداءً عاجلا إلى المجتمع الدولي، وخاصة إلى مجلس الأمن، للضغط على المغرب من أجل الانصياع لقرارات الشرعية الدولية فيما يتعلق بالصحراء الغربية، وإنهاء احتلاله اللاشرعي لها، ووضع حد لاستفزازاته المتواصلة التي لن تضيف إلاّ المزيد من عدم الاستقرار والاحتقان اللذين يدفعان بقوة في اتجاه التصعيد والمواجهة.
قوة، تصميم وإرادة، لفرض الاستقلال والسيادة.
( واص ) 090/500/100