الشهيد الحافظ ، 16 ماي 2023 (واص) ـ أجرى السيد إبراهيم غالي، رئيس الجمهورية، الأمين العام للجبهة، مقابلة صحفية مع وكالة الانباء الصحراوية، بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب واندلاع الكفاح المسلح، تطرق فيها إلى ظروف نشأة وتأسيس الجبهة واندلاع الكفاح المسلح ، كما تطرق فيها إلى تطورات القضية الصحراوية داخليا وخارجيا .
وفيما يلي نصها الكامل:
نص مقابلة الأخ إبراهيم غالي، رئيس الجمهورية، الأمين العام للجبهة، مع وكالة الأنباء الصحراوية
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
الاخ الامين العام للجبهة، رئيس الجمهورية،
يسر أسرة تحرير وكالة الأنباء الصحراوية أن تتقدم إليكم شخصيا بأحر التهاني، ومن خلالكم لكافة أفراد الشعب الصحراوي، بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب واندلاع الكفاح المسلح. نقدر عاليا استجابتكم لتلبية الدعوة لهذا الحوار الذي نرجو أن يكون إضافة نوعية في مسار ترسيخ قيم الوفاء لعهد الشهداء، ودعامة قوية لوسائل الإعلام الوطنية، المناطُ بها حمولة ثقيلة من واجبات المرافعة والدفاع عن حق شعبنا في الحرية ولاستقلال.
نشرع في تقديم الأسئلة المقترحة لهذا الحوار الذي لا شك أنه سيكون مفيدا وزاخرا بعصارة تجربة ثورية وثرية، راكمتموها كواحد من المؤسسين لهذه الحركة وأول أمين عام لها، وواحد أيضا من الثلة الأولى التي كان لها الفضل في إطلاق أول رصاصة، معلنة اندلاع الكفاح المسلح لتحرير وطننا من نير المستعمر الإسباني.
س1: كيف تبلورت فكرة تأسيس الجبهة، وما هي أبرز الظروف الوطنية، والدولية والإقليمية حينئذ التي عجلت بظهورها؟
ج 1: شكراً للأخوة في وكالة الأنباء الصحراوية، ومن خلالها إلى وزارة الإعلام عامة، راجين لها كل التوفيق والنجاح في مهمتها مع سائر وسائل الإعلام الوطنية والمنابر التي ترافق كفاح الشعب الصحراوي من أجل الحرية والاستقلال، بقيادة الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب.
من الصعب التطرق بإيجاز إلى ظروف نشأة وتأسيس الجبهة الشعبية، ولكن الثابت أن جملة من العوامل الوطنية والجهوية والدولية قد اجتمعت وعجلت بذلك الحدث الحاسم في تاريخ الشعب الصحراوي.
لقد كان الواقع الوطني في غاية البؤس جراء السياسات الاستعمارية المقيتة التي عملت على تجذير التخلف والجهل والفقر والتفرقة والتشرذم والقبلية، في وقت تمعن فيه في الاستغلال البشع للثروات الطبيعية وللعنصر البشري الصحراوي.
وعلى غرار شعوب العالم، لم يكن الصحراويون استثناء في رفض الهيمنة الاستعمارية، وسرعان ما بدأ الوعي الوطني ينتشر في أوساطهم، مع تأسيس المنظمة الطليعية لتحرير الصحراء، وبشكل خاص بعد التعامل الوحشي مع انتفاضة الزملة التاريخية في 17 يونيو 1970، بما في ذلك اختطاف الفقيد محمد سيد إبراهيم بصيري. لقد اتضح جلياً بعد ذلك أن من بين أكثر العوامل المحفزة التي عجلت باندلاع الثورة هو الاستنتاج بأن المستعمر الغاشم لا يفهم إلا لغة النار والحديد.
على الواجهة الجهوية، لم تكن الأمور قد استتبت بشكل كامل في المنطقة، سواء في الجزائر، التي كانت لا تزال تخطو خطواتها الأولى كدولة مستقلة، تتعرض للتهديد بل للهجوم الغادر من طرف المملكة المغربية، والتي وجهت أطماعها التوسعية أيضاً نحو موريتانيا. كان من الواضح جداً أن هناك تهديداً حقيقياً جاثماً على المنطقة، مرده أساساً السياسة التوسعية العدوانية للمملكة المغربية، وكان هذا عامل آخر للتعجيل بالثورة والتصدي للمؤامرات الرامية إلى مصادرة حق شعبنا في الوجود وفي العيش حراً كريماً فوق ترابه الوطني.
أما على الواجهة الدولية، فإضافة إلى ما كان يعيشه العالم من واقع الحرب الباردة بين قطبين، تقودهما الولايات المتحدة الأمريكية من جهة، والاتحاد السوفييتي من جهة، فقد تميزت الفترة بانتشار المد الثوري التحرري ضد الوجود الاستعماري في مختلف قارات العالم، وخصوصاً في إفريقيا وآسيا. وهذا بدوره كان عاملاً أساسياً في ضرورة التحرك، فلم تكن الثورة الصحراوية استثناءً بل امتداداً طبيعياً لحركات التحرر في العالم.
بعد القمع الوحشي الذي تعرضت المنظمة الطليعية لتحرير الصحراء والهمجية الاستعمارية التي واجهت بها السلطات الإسبانية انتفاضة الزملة، برهن الصحراويون على قوة اللحمة والتماسك والجسم الواحد الذي إذا مرض منه عضو، تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى. وقد تجسد ذلك بشكل جلي من خلال المتابعة والتجاوب ثم التحرك على مستوى المناضلين، وخاصة الطلبة، في جنوب المغرب وداخل التراب المغربي، وبشكل أخص في مدينة الطنطان. لقد قاد الشهيد القائد الولي مصطفى السيد، مفجر الثورة، بمعية الرعيل الأول، مجهوداً حثيثاً ومضنياً على مدار أكثر من سنتين من الاتصال والتشاور والتنسيق بين المناضلين الصحراويين على مستوى التراب الوطني ودول الجوار وحتى في الخارج، ليتم التتويج بالمؤتمر التأسيسي للجبهة.
س 2: هل من دلالة لاختيار العاشر من ماي موعدا لميلاد حركة وطنية؟
ج 2: أعتقد أنه من خلال الإجابة السابقة يتضح اجتماع عدة عوامل، وطنية وجهوية ودولية، فرضت التعجيل باتخاذ القرار، بعد فترة التحضير الوجيزة. فالدلالة الخاصة بهذا اليوم هي أنه عكس إرادة وتصميماً راسخاً لدى الرعيل المؤسس على الشروع في أسرع الآجال في مهمة التحرير الوطني والاستجابة العاجلة لتطلعات جماهير شعبنا و، في الوقت نفسه، الإسراع بالتحرك لقطع الطريق أمام المؤامرات التي كانت تحاك ضده وتستهدف وجوده واستقلاله.
س3: عملية الخنكة التاريخية التي شكلت بداية الكفاح المسلح، كيف كان تأثيرها على الاستعمار الاسباني أولا؟ وثانيا ماهي ردود الفعل إقليميا، وكيف استجابت الجماهير الصحراوية لنداء الجبهة وتجاوبت مع هذه العملية البطولية؟
ج3: لقد شكلت عملية الخنكة نقطة التحول الميدانية الحاسمة في حرب التحرير الوطني، باعتبارها شرارة الانطلاقة الأولى. وبالفعل، فإن النجاح الباهر للعملية خلق في الأوساط الاستعمارية الإسبانية حالة من الرعب والارتباك، فدخلت في وضعية استنفار غير مسبوقة، لأن حامية بأكملها تمت مهاجمتها والسيطرة الكلية عليها وغنم أسلحتها ومعداتها.
عنجهية الاستعماريين وغرورهم يجعلهم يستخفون بقدرة الشعوب على الدفاع عن حقوقها المشروعة، والانخراط في العمل الثوري المقاوم، الهادف والمنظم. تلك الذهنية الاستعمارية الغبية دفعت السلطات الإسبانية إلى إظهار الاستخفاف في البداية، على الواجهة السياسية والإعلامية، ولكن قوة الضربة جعلتها تشرع في تكثيف نشاطها العسكري والتنسيق مع الأنظمة العميلة، وخاصة المغرب، من أجل حصار الثوار الصحراويين وتطويق المقاومة.
وبالفعل، ومنذ صباح اليوم الموالي، 21 ماي، جرى التنسيق بين السلطات الإسبانية والمغربية، بهدف تحريك أكبر قوة لديها، من قوات برية وجوية، والانطلاق في حملة تمشيط مشتركة، خاصة في المناطق المجاورة لمكان وقوع عملية الخنكة، سواء داخل تراب الصحراء الغربية أو في جنوب المغرب.
لكن هذا التحرك باء بالفشل الذريع، فالشرارة الأولى أشعلت فتيل الثورة وتحولت إلى بركان تحت أقدام المستعمرين، وكانت ردة فعل الشعب الصحراوي أكثر قوة وحسماً، فقد التقط الثورة واحتضنها بتجاوب ووعي جماهيري شامل ومتصاعد، واستشرت روح الثورة في صفوفه، وتعززت تلك المجموعات المقاتلة، المحدودة عدة وعتاداً، بدفعات من المقاتلين الشجعان، القادمين من كل تواجدات الجسم الصحراوي، في الداخل كما في الخارج.
كما هو منطقي، فقد انتهى الأمر بالأشقاء في الجزائر وليبيا إلى إبداء التعاطف والدعم والمساندة للثورة الصحراوية، كحركة تحرر وطني تروم استكمال المشروع الطموح لشعوب المنطقة في التخلص من كل أشكال الاستعمار والتبعية. أما النظام المخزني في المملكة المغربية، وكما كان متوقعاً، فقد مضى في نهجه العدواني وأطماعه التوسعية المعروفة، وشرع في التعاون المفتوح مع القوى الاستعمارية والإمبريالية لقطع الطريق أمام الطموحات المشروعة لشعبنا في الحرية والاستقلال. ورغم أن النظام القائم في موريتانيا آنئذٍ قد انخرط، مع الأسف، في ذلك التكالب على الثورة الصحراوية الفتية، إلا أن الشعب الصحراوي قد وجد في شقيقه وجاره الموريتاني ما يليق بتلك العلاقة الوطيدة من دعم ومساندة.
ولأن الحق يعلو ولا يعلى عليه، ونتيجة للتضحيات الجسام والعمل الدؤوب لمناضلات ومناضلي الجبهة، على كل الواجهات، بدءاً من العسكرية، سرعان ما احتلت الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب مكانتها المستحقة كطليعة صدامية للشعب الصحراوي في كفاحه التحرري الوطني، ومعترف بها كممثل شرعي ووحيد له على الساحة الدولية.
س4: ما أبرز المكاسب والإنجازات التي تحققت منذ تأسيس الجبهة وإعلان الكفاح المسلح، والتي يعود لها الفضل في تشبث الشعب الصحراوي بخيار الصمود والمقاومة، رغم كل الصعوبات والتحديات؟
ج4: لا يمكن في مقابلة، مهما كان طولها، أن نأتي على كل الإنجازات التي حققها الشعب الصحراوي بفضل تأسيس تنظيمه الطلائعي واندلاع كفاحه المسلح من أجل الحرية والاستقلال، ولكن يمكننا أن نتطرق إليها بصفة عامة، دون الدخول في التفاصيل.
هناك نقلة نوعية واضحة، قطع بها الشعب الصحراوي مراحل طويلة في زمن قياسي، يكفي أنها انتقلت به من واقع الشتات والتخلف والعدمية السياسية إلى واقع جديد، واقع الكيان الصحراوي ذي الهوية الوطنية المتميزة في المنطقة والعالم. هناك اليوم إطار وطني شامل لكل الصحراويات وكل الصحراويين، في كل مواقع تواجدهم، المتشبثين بحقهم في الحرية والاستقلال، يقوده تنظيم وطني طلائعي هو الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، ويجد تجسيده الميداني في قيام دولة فتية بكامل مؤسساتها وسلطاتها، هي الجمهورية الصحراوية.
لقد كان لعبقرية الشهيد الولي مصطفى السيد، وتلك الإرادة التي لا تعترف بالمستحيل لدى الرعيل الأول، الدور الحاسم في قيادة المشروع الوطني لقطع خطوات جبارة وحاسمة في بداياته الأولى، شكلت قاعدته الصلبة وسر نجاحه واستمراريته.
فبعد إنجاز التأسيس وإعلان الكفاح المسلح، وخاصة تشكيل جيش التحرير الشعبي الصحراوي، القوة الضاربة للثورة والضامنة للتحرير، جاء إعلان الوحدة الوطنية كخطوة محورية، بل وضرورة مصيرية، وحدت الصف الوطني في إطار واحد جامع، مجمع وملتف حول مبادئ وأهداف طليعته الصدامية.
وشكل قيام الدولة الصحراوية تجسيداً لإرادة شعبنا في العيش الحر الكريم فوق ترابه الوطني. وإضافة إلى الإنجازات المحققة على مستوى البناء المؤسساتي وفي مختلف القطاعات الأساسية، مثل التعليم والصحة والإدارة وعلى الواجهة الدبلوماسية، فإن من أهم نجاحات الثورة الصحراوية هو التركيز على الاستثمار في العنصر البشري الصحراوي، من حيث التكوين والانخراط الواعي والمسؤول في خضم معركة التحرير والبناء.
س5: ما هي الأسس الفكرية والعقائدية التي بنت عليها الجبهة الشعبية فلسفتها لتظل الضامن لاستمرار الثورة، والبقاء إلى اليوم ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الصحراوي؟
ج5: كما هو معلوم، حددت الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب جملة من الأهداف والمنطلقات، من المبادئ والثوابت، التي تجسد ما تفضلتم بطرحه من أسس فكرية وعقائدية، يؤطرها القانون الأساسي للجبهة. غير أنه لا بد من التأكيد على أن الجبهة ليست مجرد تنظيم سياسي وطني بل هي حركة شعبية قبل كل شيء، لا يمكن النظر إليها خارج إطار الشعب الصحراوي، فهي كما وصفها أحد مناضليها الكبار الأوائل، الكاتب الراحل أحمد بابا مسكة، هي روح الشعب. كما أن سر وجودها وهدفه هو الدفاع عن حق هذا الشعب في الاستقلال التام واستكمال سيادته على كامل ترابه الوطني. باختصار، هذه العلاقة الوطيدة المتجذرة وهذه الطبيعة الشعبية للجبهة وهذا التماهي الكامل مع الطموحات المشروعة للشعب هو السر وراء صمودها كطليعة صدامية وكممثل شرعي ووحيد للشعب الصحراوي، لأنها تكتسب قوتها وشرعيتها من عدالة القضية التي تتبناها، ومن إصرار وإرادة الصحراويات والصحراويين الراسخة في انتزاع حقوقهم المشروعة، مهما تطلب الأمر من تضحيات.
س6: خضنا ستة عشر سنة من الكفاح المسلح، سطر فيها جيشنا البطل ملاحما فاقت المتوقع، تكللت بتسليم المحتل المغربي بإستحالة الحسم العسكري وقبوله للحل السلمي. كيف تقيمون تلك المرحلة؟
ج6: المرحلة الأولى من المواجهة العسكرية المسلحة مع العدو، والتي دامت 16 سنة، لا يمكن تقييمها بشكل شامل وكامل إلا بدراسات وبحوث معمقة يتكفل بها الباحثون والمؤرخون عامة، ومن المثقفين وأهل الخبرة والميدان من أبناء شعبنا بشكل خاص.
ولكننا نسجل بافتخار واعتزاز أنها كانت مرحلة مشرقة في تاريخ شعبنا، حيث تحولت مجموعة من سبعة عشر من الثوار المقاتلين، بعتاد قليل وعتيق، إلى جيش متمرس، استحق لقب قاهر المستحيل، واجه ثلاثة جيوش استعمارية وغازية في الوقت نفسه، وحقق في ظرف قياسي تطوراً نوعياً غير مسبوق في تاريخ الحروب، فصنع تجربة فريدة، أصبحت اليوم محل التقدير والتقييم والدراسة من قبل كبريات الجامعات والأكاديميات العسكرية في العالم.
كل ذلك يعكس ما تميز به الجيش الصحراوي من روح التضحية والعطاء والشجاعة والقتالية والفعالية والبراعة في التخطيط والتنفيذ العسكري، في التعاطي بذكاء مع التطورات الميدانية وإلحاق أفدح الخسائر بالجيش الملكي المغربي العرمرم، الذي يفوقه أضعافاً مضاعفة من حيث العدة والعتاد، بما فيه الأسلحة المحرمة دولياً، ويحظى بالدعم السخي، بالمال والسلاح، من لدن أعتى القوى في العالم وأغناها.
بقوة العزيمة والشكيمة والإيمان الراسخ بعدالة القضية استطاع الشعب الصحراوي، وفي المقدمة جيش التحرير الشعبي الصحراوي، أن يفرض على دولة الاحتلال المغربي وكل حلفائها الإقرار باستحالة تحقيق الانتصار العسكري الحاسم، ومن ثم القبول مكرهة باتفاق وقف إطلاق النار، والتسليم بحق الشعب الصحراوي، غير القابل للتصرف، في تقرير المصير والاستقلال.
س 7: كيف تقيمون تعاطي الأمم المتحدة، وخاصة مجلس الأمن الدولي، باعتباره الهيئة الدولية المعنية بإقرار السلم والأمن في العالم، مع النوايا الحسنة والخطوات العملية التي قامت بها الجبهة الشعبية لتسهيل مهمتها، قبل أن يتم استئناف الكفاح المسلح من جديد؟
ج 7: لقد انخرط الطرف الصحراوي بكل صدق وجدية وإرادة حقيقية للتعاون مع جهود الأمم المتحدة. وفي هذا السياق، فإن الاتفاق الوحيد الذي حظي بموافقة الطرفين وتوقيعهما ومصادقة مجلس الأمن الدولي هو خطة التسوية الأممية الإفريقية لسنة 1991، والتي تمخضت عنها بعثة الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية، المينورسو.
بعد أكثر من ثلاثين سنة، تبين أن التعنت المغربي، القائم على العرقلة والمماطلة، ثم الرفض الصريح لتطبيق مقتضيات خطة التسوية، يحظى بتغطية وتشجيع مكشوف من طرف بعض القوى على مستوى مجلس الأمن الدولي، بما في ذلك محاولات مكشوفة لتحريف عملية السلام في الصحراء الغربية عن إطارها القانوني الطبيعي، المؤسس على تصفية الاستعمار وتقرير المصير وحق الاستقلال للشعوب والبلدان المستعمرة.
لقد حذر الطرف الصحراوي مراراً من هذا التوجه الذي يسعى لتحريف مهمة المينورسو التي كلفها بها مجلس الأمن من تنظيم الاستفتاء، بمحاولة جعلها مجرد حامية وغطاء للممارسات الاستعمارية لدولة الاحتلال المغربي، بما في ذلك الاستيطان والحصار وانتهاكات حقوق الإنسان والأنشطة والفعاليات السياسية والرياضية والاقتصادية وغيرها في الأراضي الصحراوية المحتلة.
إزاء هده المؤشرات المقلقة، والتي أكدها عجز الأمم المتحدة حتى عن الإدانة الصريحة للخرق المغربي السافر لاتفاق وقف إطلاق النار والاتفاقية العسكرية رقم 1، هي التي دفعت الطرف الصحراوي إلى اتخاذ قرار مراجعة التعاطي مع العملية السلمية برمتها، وصولاً إلى إعلان استئناف الكفاح المسلح بعد الخرق المغربي في منطقة الكركرات.
وعلى غرار المؤتمر الخامس عشر للجبهة، أكد المؤتمر السادس عشر على موقف الطرف الصحراوي برفض المقاربات المشبوهة وعلى تصعيد القتال لطرد الاحتلال واستكمال السيادة. فجبهة البوليساريو، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي، في ذكراها الخمسين، وهي تجدد إرادة التعاون الصادقة لتصفية الاستعمار من آخر مستعمرة في إفريقيا، تؤكد بأن الشعب الصحراوي لم يقبل ولن يقبل أي حل لا يتضمن بشكل صريح تمكينه من ممارسة حقه، غير القابل للتصرف ولا للمساومة ولا للتقادم، في تقرير المصير والاستقلال، وسوف يمضي، بعزم ثابت وإصرار راسخ، في كفاحه العادل، بكل السبل المشروعة، بما فيها الكفاح المسلح، كحق يكفله له ميثاق الأمم المتحدة.
الأكيد أن التهديد الحقيقي للسلم والأمن والاستقرار في كامل المنطقة يأتي من السياسة التوسعية العدوانية لدولة الاحتلال المغربي. ومن هنا، فإن مسؤولية الأمم المتحدة، وخاصة مجلس الأمن الدولي، هي الإسراع في فرض الضغوط اللازمة عليها للامتثال لمقتضيات الشرعية الدولية، وتمكين المينورسو من تنفيذ مهمتها التي كلفها بها، أي استفتاء تقرير المصير، واتخاذ الإجراء العاجل والمناسب حيال الانتهاك المغربي الصارخ لاتفاق وقف إطلاق النار في الثغرة غير الشرعية في منطقة الكركرات.
س8 : خمسون عاما من الصمود والبناء المؤسساتي المتناغم بين مرحلتي التحرير والبناء، كرست بجدارة الدولة الصحراوية كحقيقة قائمة لا رجعة فيها بجيشها ومؤسساتها، معترف بها إقليميا وقاريا، تشق طريقها وبنجاح في حضنها الإفريقي كعضو مؤسس وفاعل. ألا يشكل ذلك تعبيرا صريحا عن الإرادة الحقيقية للشعب الصحراوي التي يكمن فيها جوهر الحل السياسي للقضية؟
ج8: كما ذكرت سابقاً، جاء إعلان قيام الدولة الصحراوية كخيار استراتيجي مجسد لإرادة الشعب الصحراوي في العيش حراً مستقلاً فوق ترابه الوطني. كما أنها، في الوقت نفسه، الركن الثاني في التجربة الفريدة التي قادتها الجبهة، بالمزج الناجح بين التحرير والبناء، في ظروف عصيبة وبإمكانيات محدودة، ولكن بإرادة راسخة من شعب عظيم. إنه مجهود استثنائي للبناء المؤسساتي للدولة الفتية في خضم الحرب الضروس، عبر تكوين الهياكل والمؤسسات والهيئات المختلفة، والتفاعل والتكامل بين السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية، وانتهاج سياسات اجتماعية واقتصادية في تسيير الشأن العام، مع ضمان الخدمات الأساسية، بالتركيز على قطاعات حيوية، مثل الصحة والتعليم والإدارة، وإعطاء الأولوية للعنصر البشري عامة، وخاصة المرأة والشباب.
وفي ظرف وجيز تم تكريس مكانة الدولة الصحراوية المحترمة على الساحة الدولية، انطلاقاً من سلسلة الاعترافات وربط العلاقات في كل قارات العالم، إلى احتلال مكانتها كعضو مؤسس في الاتحاد الإفريقي.
بطبيعة الحال، نحن نسجل بارتياح تجليات الموقف الإفريقي الذي احتضن القضية الصحراوية بلا تردد، كقضية إفريقية، مندرجة في سياق استكمال تحرير القارة. ونسجل أيضاً إصرار الأفارقة على مشاركة كل الدول الاعضاء في كل اجتماعات وقمم الشراكة بين المنظمة والهيئات أو التجمعات الدولية. غير أننا نلح اليوم على ضرورة اتخاذ الاتحاد الافريقي للخطوات اللازمة لوضع حد للحالة غير القانونية القائمة على مستوى القارة، والمتمثلة في احتلال دولة عضو، هي المملكة المغربية، لأجزاء من أراضي دولة عضو أخرى، هي الجمهورية الصحراوية، وبالتالي ضرورة إعمال مقتضيات القانون التأسيسي للاتحاد، وخاصة احترام الحدود الموروثة عند الاستقلال، خدمة للسلم والاستقرار، ووفاء لالتزام القارة بإنهاء كل أشكال الاستعمار.
س9: كل التقارير واراء الملاحظين تفيد بأن الأوضاع في المغرب لا تبشر بخير، في ظل ازمة اقتصادية خانقة ومديونية ثقيلة وفقر مدقع وهشاشة قاتلة، وعزلة دولية خانقة دفعته للتطبيع مع إسرائيل، وتوتر في العلاقات مع كل الجيران، كنتيجة لعقيدة سياسية قائمة على التوسع والرشوة والابتزاز. ما تقييمكم للعلاقات المغربية الإقليمية؟ والمغربية الأوربية خاصة بعد فضيحة الرشاوي المدوية على مستوى البرلمان الأوربي، في افق نهاية اتفاقية الشراكة الأوربية المغربية في ميدان الصيد البحري، وحكم المحكمة الأوربية المنتظر في هذا الشأن؟ الم يحن الوقت بعد ليقوم الإتحاد الأوربي بتقييم جديدة لهذه العلاقة قائم على قاعدة قراءة أكثر تبصرا للواقع، بما فيه وجود الدولة الصحراوية كحقيقة قائمة، أو التعامل مع جبهة البوليساريو كممثل شرعي ووحيد للشعب الصحراوي، حفاظا على مصالحه في المنطقة؟
ج 9: دولة الاحتلال المغربي فتحت مرحلة جديدة من سياساتها العدوانية التوسعية، ليس فقط بالتسبب في عودة المواجهة العسكرية، ولكن في تصعيد خطير في التوتر واللا استقرار في كامل المنطقة. وفي هذا الشأن، لم يعد الأمر مقصوراً على دعم وتشجيع عصابات الجريمة المنظمة والجماعات الإرهابية، بما في ذلك عبر الاستخدام الممنهج للمخدرات، بل تطور إلى إقحام الأجندات الأجنبية، وفي مقدمتها عبر التحالف القديم الجديد مع إسرائيل. ومن خلال التجربة، يلجأ نظام المخزن إلى التصعيد الأعمى في كل الاتجاهات لمواجهة الضغوط والأزمات والاخفاقات.
وفي الواقع، فإن هذا الارتماء الفاضح في أحضان الكيان الصهيوني ينبئ عن ضعف واضح، تزيده عمقاً الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية الصعبة داخل المملكة، ولكن أيضاً يعكس فشلاً ذريعاً لدى نظام المخزن المغربي في فرض منطق التوسع وإركاع الشعب الصحراوي الذي لم تثنه مثل هذه الأساليب في الماضي ولن تثنيه في المستقبل عن مواصلة معركته المشروعة حتى بلوغ الانتصار الحتمي.
نحن على ثقة مطلقة بأن شعوب وبلدان المنطقة، بما فيها الشعب المغربي، ستقف بالمرصاد لهذه المخططات التي تريد المضي بها نحو الخراب والدمار، وتستهدفها في تاريخها وهويتها وأمنها واستقرارها.
وعندما نتحدث عن أمن واستقرار المنطقة فإننا لا نستثني الجوار الأوروبي. على الاتحاد الأوروبي أن يدرك حجم المخاطر المحدقة به جراء هذا التوجه العدواني المغربي، والذي يمتد إلى ممارسات مشينة، بخلق اللوبيات المخزنية داخل الجسم الأوروبي، والتي تستخدم الرشوة والابتزاز وغير ذلك من الأساليب الملتوية والدنيئة.
لا مبرر اليوم بعد فضحية "ماروك ـ غيت" في البرلمان الأوروبي لعدم التوقف نهائياً عن محاباة الموقف المغربي الظالم، بالتالي لا مبرر لتوقيع أي اتفاقيات مع المملكة المغربية، تشمل الأراضي أو الأجواء أو المياه الإقليمية في الأجزاء المحتلة من الجمهورية الصحراوية. إنه الموقف السليم، خاصة أن قرارات الشرعية الدولية عامة، وقرارات محكمة العدل الأوروبية بشكل خاص، وضعت النقاط على الحروف. فالصحراء الغربية والمملكة المغربية بلدان منفصلان ومتمايزان، مما يعني أن الوجود المغربي في الصحراء الغربية هو مجرد احتلال عسكري لا شرعي، كما أنه تم الإقرار بالشخصية الاعتبارية القانونية لجبهة البوليساريو، كممثل شرعي ووحيد للشعب الصحراوي، مؤهلة للمرافعة باسمه على الساحة الدولية.
في كل الأحوال، نحن في جبهة البوليساريو والحكومة الصحراوية ماضون في اللجوء إلى كل السبل القانونية المتاحة، مع الأصدقاء والقانونيين، على مستوى أوروبا وغيرها، لحماية سيادة الشعب الصحراوي الحصرية على أرضه وثرواته الطبيعية.
الجمهورية الصحراوية، العضو المؤسس في الاتحاد الإفريقي، المرتبط باتفاقيات شراكة مع نظيره الأوروبي، ملتزمة تماماً بتحقيق السلام العادل والاستقرار الدائم في المنطقة، في كنف الاحترام المتبادل مع كل مكوناتها، بما في ذلك المملكة المغربية والجوار الأوروبي.
س10: تعاني الحكومات الاسبانية المتعاقبة من عقدة المسؤولية التاريخية حيال خيانتها المخزية للشعب الصحراوي وحقه الثابت في تقرير المصير، جددتها الحكومة الحالية بموقفها الداعم للاحتلال المغربي لوطننا، وما شكل ذلك من ردود فعل خاصة على المستوى الإقليمي وعلى مستوى الساحة الإسبانية لازال صداه يتردد ويتضاعف خاصة مع قرب الانتخابات الاسبانية. ما المطلوب من أي حكومة قادمة ستحكم إسبانيا مستقبلا؟ وهل هناك مساهمة ممكنة للشعوب الاسبانية لتحرير حكوماتها من الابتزاز المغربي؟
ج10: ليس مطلوباً من الحكومات الإسبانية سوى الامتثال للشرعية الدولية واستكمال التزاماتها المرتبطة بالقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني في الصحراء الغربية .فالدولة الإسبانية مسؤولة مسؤولية مباشرة عن مأساة ومعاناة الشعب الصحراوي، كونها قانوناً هي القوة المديرة للصحراء الغربية، باعتبارها القوة المستعمرة، ولكنها تنصلت من جانب واحد من واجباتها القانونية والسياسية والأخلاقية تجاه الشعب الصحراوي. فتوقيعها لاتفاقية مدريد التقسيمية الخيانية في 14 نوفمبر 1975، هو عملية قرصنة وانتهاك صارخ للقانون الدولي. لقد أقدمت على التصرف فيما لا تملك وأعطته لمن لا يستحق، وطالما لم تتم تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، وتمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير والاستقلال، فالمسؤولية لن تسقط عن الدولة الإسبانية.
مع الأسف، هذا الموقف الخياني الجديد لرئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانتشث، هو تكرار لموقف خياني مشابه لرئيسي الحكومة الأسبقين، غونثالث وثاباتيرو، وهو موقف لا يكتفي بالتنصل من الالتزامات المعلنة أمام الشعب الصحراوي وفي البرامج الانتخابية للحزب الاشتراكي الإسباني، بل ينخرط في تقديم الولاء والدعم المطلق للأطروحة الاستعمارية المغربية، في إسبانيا وخارجها.
إن ما يقومون به هو استثمار مقزز في معاناة ومأساة وصمود ومقاومة الشعب الصحراوي، يغرزون سكين الغدر مرة أخرى في خاصرة شعب مضطهد مظلوم، ويحركونها في نفس الجرح الذي تسببوا فيه منذ أكثر من سبعة وأربعين عاماً، ويعيدون بيع المواقف المنتهكة للقانون الدولي في سوق الخيانة والعمالة.
إنها مواقف مخجلة، ينخرط فيها، إلى جانب رؤساء الحكومات الآنف ذكرهم، أشخاص معروفون من الحزب الاشتراكي، من أمثال موراتينوس وبالينثيانو وآغيلار، ولكنها لا تمثل على الإطلاق الموقف العام والقوي، المتضامن والمساند والداعم للقضية الصحراوية على مستوى الشعوب الإسبانية، بكل مكوناتها وأحزابها، بما فيها الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني. إنه الموقف المشرف والقانوني والأخلاقي السليم الذي نثق فيه وفي أنه سينتصر في النهاية.
س 11: نعود للذكرى الخمسين لتأسيس الجبهة الشعبية واندلاع الكفاح المسلح، حيث يشكل شهر ماي أيضا شهر مناسبات وطنية أخرى، ف 20 ماي هو أيضا اليوم الوطني لجيش التحرير الشعبي الصحراوي، و21 ماي هو ذكرى انطلاق انتفاضة الاستقلال، وهاتان الجبهتان يعول عليهما كأولوية في الفعل الوطني المطلوب ضمن مخرجات المؤتمر السادس عشر للجبهة. ما المطلوب من الصحراويين في هذا الظرف بالذات لتجسيد هاته المخرجات في ميداني الجيش والأرض المحتلة.
ج 11: لا بد أولاً من تقديم التحية والتهنئة إلى مقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي وهو يخلد يومه الوطني، 20 ماي. تحية إلى الأبطال الميامين الذين يتقدمون اليوم معركة الوجود والمصير، في الجبهات الأمامية، يرفعون التحدي ويتحدون الغزاة بكل شجاعة وإصرار على استكمال مهمة التحرير.
لقد حدد المؤتمر السادس عشر للجبهة عدداً من الأولويات، يتقدمها طبعاً، ميدان الدفاع الوطني. إن هذه الأولوية تنعكس بوضوح في شعار المؤتمر، تصعيد القتال لطرد لاحتلال واستكمال السيادة. ويفهم من هذا أنه يجب تصعيد الفعل الوطني وتنويعه، على كل الجبهات وعلى كل المستويات، وأن يشعر كل صحراوي وكل صحراوية، مهما كان موقعه، بأنه مساهم مباشر، بروح المقاتل في جبهات القتال، في ذلك الجهد الوطني الشامل من أجل بلوغ أهداف شعبنا في الحرية والاستقلال.
وفي الذكرى الخمسين لتأسيس الجبهة واندلاع الكفاح المسلح، يجب علينا جميعاً أن نستحضر باعتزاز وتقدير تلك الملحمة الخالدة التي صنعها شعبنا، حين التف عن بكرة أبيه حول تنظيمه الوطني ورائدة كفاحه التحرري، الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، في كنف الوحدة الوطنية المقدسة، الشاملة لكل الصحراويات ولكل الصحراويين، كمواطنات وكمواطنين في الجمهورية الصحراوية، لتمتزج دماؤهم وعرقهم وتضحياتهم في بوتقة واحدة، على قربان الحرية والكرامة والاستقلال.
وكما في مخيمات العزة والكرامة، رمز الصمود والمقاومة والتحدي، فإن انتفاضة الاستقلال في الأرض المحتلة وجنوب المغرب، وجماهير شعبنا في الجاليات والشتات، مدعوون جميعاً لتصعيد المعركة وتخليد هذا الحدث التاريخي الخالد بمزيد الوحدة والتلاحم ورص الصفوف والتصدي لمناورات العدو ودسائسه التي تستهدف جبهتنا الداخلية والتشويش على انتصاراتنا وتقزيم مكاسبنا.
إنها مناسبة خالدة كما قلت، ولا بد فيها أن نتوجه بالتحية والتهنئة إلى كل جماهير شعبنا، في كل مواقع تواجدها بمناسبة اليوبيل الذهبي للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، ونخص أولئك الأبطال الأسرى المدنيين في السجون المغربية الذين يقارعون العدو في عقر داره، بصمودهم وتحديهم البطولي.
يجب أن نقف وقفة وفاء لكل أبطال المقاومة والكفاح الصحراويين على مر العصور، من أمثال قائد انتفاضة الزملة التاريخية، محمد سيد إبراهيم بصيري.
وفي هذا اليوم المميز، نستحضر بترحم وتقدير وإجلال شهداء شعبنا الأبرار، الذين قدموا أرواحهم الزكية ودماءهم الطاهرة من أجل هذه القضية العادلة، أبطال ثورة العشرين ماي الخالدة، منذ أول شهيد للثورة، البشير لحلاوي، وفي مقدمتهم مفجر الثورة وقائدها، شهيد الحرية والكرامة، الولي مصطفى السيد، ومن تبعه وما بدل تبديلاً على درب الكفاح والنضال، وفي مقدمتهم الرئيس الشهيد محمد عبد العزيز.
ككلمة أخيرة أقول بأن خمسين عاماً من الصمود والمقاومة، من الكفاح والنضال، من التضحيات الجسام، هي دليل قاطع على أن هذا الشعب البطل، بجيشه المغوار، مصمم كل التصميم وعازم كل العزم على المضي في معركته المقدسة المظفرة، وأن النصر حليفه لا محالة، وأن ثورة العشرين ماي الخالدة ستتوج مسيرتها بالتحرير النهائي واستكمال سيادة الجمهورية الصحراوية على كامل ترابها الوطني.
شكراً لكم، وتصعيد القتال لطرد الاحتلال واستكمال السيادة . (واص) 090/105/105