الجزائر ، 09 يونيو 2023 (واص) - توالت يوم الخميس ردود الفعل الدولية والعربية وكذا الإفريقية المثمنة لإنتخاب الجزائر عضوا غير دائم في مجلس الأمن الدولي، حيث أكد خبراء أن ذلك جاء بالنظر إلى دورها المهم والفاعل والبناء في تعزيز الإستقرار الإقليمي والدولي.
و أكد الباحث الروسي المتخصص في الشؤون الدولية والعلاقات الدبلوماسية, دميتري بيرجر, في تصريح ل /وأج, أن انتخاب الجزائر, الذي "يحظى بأهمية كبيرة من قبل الاعلام, يعكس التزامها بقضايا السلم والأمن الدوليين".
و أضاف المحلل السياسي أن عودة الجزائر لمجلس الأمن للمرة الرابعة, "تأتي بالنظر إلى دورها المهم والفاعل والبناء في تعزيز الاستقرار الإقليمي والدولي, وتعكس توجهها الثابت نحو التعاون والتفاوض السلمي في حل النزاعات العالمية".
و يرى الأستاذ في جامعة الصداقة بين الشعوب بموسكو أن تسوية المشاكل التي يواجهها العالم اليوم, "لن تتم بواسطة أساليب ومؤسسات الماضي القائمة والتي لم تعد قادرة على معالجة التحديات الجديدة التي تواجهها البشرية", وهو ما يستدعي -في نظره- "العمل على بناء نظام جديد يتمتع بالشرعية والفعالية لتحقيق العدالة والمصالح الإنسانية".
و أعرب دميتري بيرجر عن قناعته بأن انتخاب الجزائر "سيكون خطوة أساسية لحل النزاعات الدولية وسيسمح لدول من افريقيا والعالم العربي وكذا الإسلامي, التي لم تحظ بالتمثيل المستحق في الهيئة الأممية, أن يكون لها صوت وتشارك في الحياة السياسية والقرارات الدولية".
و إعتبر من جهته هود بكاري كوني, أستاذ بجامعة الساحل بعاصمة مالي باماكو, انتخاب الجزائر بعد نحو 20 سنة من آخر عضوية غير دائمة لها بمجلس الأمن الدولي, "دلالة واضحة على عودتها القوية الى الساحة الدولية تحت القيادة الرشيدة لرئيسها, السيد عبد المجيد تبون".
و يرى أن هذا "الانجاز الكبير والهام" للجزائر يسمح لها بتمثيل افريقيا في هذا الجهاز الدولي, لا سيما بالنظر الى مرافعة القارة لتمكينها من العضوية الدائمة ورفع حصة تمثيلها في فئة المقاعد غير الدائمة بهذا المجلس.
و أضاف هود بكاري كوني أن الجزائر أكثر استحقاقا من أي دولة أخرى لتمثيل القارة السمراء في مجلس الامن الدولي, "باعتبارها الأكثر استقرارا سياسيا و اقتصاديا, ولثباتها على موقفها الدائم في نصرة المظلومين و الوقوف معهم, و أكبر دليل على ذلك قضية فلسطين وقضية الصحراء الغربية وغيرها".
الجزائر ستدافع عن المصالح المشتركة للدول العربية والإفريقية
بدوره, اعتبر الصحفي الصيني إلهام لي, أن حصول الجزائر على مقعد غير دائم بمجلس الأمن الدولي, "يأتي في ظروف اقليمية ودولية خاصة, أهمها صعود دور الجزائر الدبلوماسي وتحقيقها خطوات مهمة على الصعيد الدولي, خاصة خلال قيادتها الدورية لجامعة الدول العربية والتي أدت لعودة سوريا إلى مكانتها الطبيعية في الجامعة".
و قال السيد لي أن الجزائر ستمثل افريقيا و العالم العربي من خلال شغلها مقعدا غير دائم في مجلس الأمن, "وذلك بهدف الدفاع عن المصالح المشتركة للدول العربية والافريقية, ومن الممكن أن نقول أن الجزائر نجحت في التقرب من مراكز صنع القرارات الدولية عبر بوابة مجلس الأمن من أجل إدراك أكثر للمعادلات الدولية وكيفية التعامل مع القضايا الإقليمية والدولية", كما ستساهم في تعزيز العلاقة بين مختلف الجهات, وهذا نظرا "للعلاقات المتوازنة بين الجزائر وأعضاء مجلس الأمن".
و أكد بدوره الليبي محمود اسماعيل الرملي, الباحث والمختص في العلاقات السياسية والاستراتيجية, أن انتخاب الجزائر "سيكون اداة من الأدوات لحفظ السلم والأمن الدوليين".
و هذا الدور الذي ستلعبه الجزائر -يقول السيد الرملي- راجع الى "وزنها في القارة السمراء و أيضا على المستوى العربي, وهو ما سيمكنها من إعادة التوازن داخل مجلس الامن الدولي مع التركيز على نقطة هامة وهي نسبة تمثيل افريقيا وآليات هذا التمثيل, وضرورة الأخذ بمعايير جديدة تجعل بالإمكان ان يكون عمل مجلس الامن أكثر قدرة على التأثير".
و أبرز أهمية اصلاح مجلس الامن, لا سيما في ظل التحولات الاخيرة, لافتا الى أن إفريقيا ب "مساحتها وثقلها السكاني والاقتصادي لا بد ان تحوز على العضوية الدائمة", جازما بأن "الجزائر, كبلد عريق, يمتلك من القدرة ما يسمح له بلعب هذا الدور".
و اعتبر أن الجزائر, بإطلالها على البحر المتوسط وقدرتها على التواصل مع اوروبا, "قد تكون احسن دولة مرشحة لهذا المنصب, وهو ما يؤكد على ان انتخاب الجزائر المستحق سيحل العديد من الاشكاليات".
و لم تتوان جمهورية الصين الشعبية عن تقديم تهانيها "الخالصة" للجزائر بعد هذا الانتخاب, وقالت سفارتها بالجزائر العاصمة أن بكين "مستعدة للعمل مع الجزائر على تعزيز التعاون والتنسيق في القضايا الإقليمية والدولية في مجلس الأمن من أجل إضافة المزيد من الطاقة الإيجابية لتعزيز السلم والأمن والتنمية في العالم".
و في ظل الاحتضان الجزائري الكبير للقضية الفلسطينية, قامت حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" بتهنئة الجزائر بعد انتخابها عضوا في مجلس الأمن الدولي للفترة 2024-2025, "متمنية للدبلوماسية الجزائرية المزيد من النجاح والتوفيق".
و اعتبر عضو قيادة حركة "حماس" في الخارج سامي أبو زهري, في تصريح صحفي, ذلك "مكسبا للشعب الفلسطيني". (واص)
090/105/700