من المرجح أن يتولى السفير الجزائري، أحمد بن حلى، نائب الأمين العام الحالى للجامعة العربية، تسيير الأمور بالجامعة العربية خلال فترة انتقالية، تكون غير محدودة، وقد تطول فترتها، حيث ترددت أنباء في أروقة الجامعة العربية، لم تتأكد بعد، تفيد بأن بعض الدول العربية طلبت تأجيل انعقاد القمة إلى سبتمبر المقبل، وان نفى مندوب العراق الدائم أن تكون هناك أي مطالبات رسمية بإرجاء الموعد إلى هذا الموعد، وقال إن العراق لم يقترح موعداً بديلاً بعد.
وما يعزز احتمال التأجيل هو ارتباط انتخاب أمين عام جديد بعقد القمة العربية المقررة ببغداد في ماي المقبل، والتي تم تأجيلها أو حتى إلغاؤها لأسباب سياسية يصعب تجاوزها بسهولة، خاصة وأن مجلس دول التعاون الخليجي تتمسك بطلب التأجيل أو الإلغاء جراء مواقف بغداد من الأزمة البحرينية، وذهاب الكتل البرلمانية إلى حد مطالبة الحكومة بقطع العلاقات مع البحرين، في حين يلح العراق على عقدها في المكان والزمان المحددين في قمة ليبيا، إلى جانب التنافس الحاد بين مرشحي قطر ومصر لخلافة عمرو موسى، والذي يترجم تنافسا حادا بين نظرتين عربيتين متباينتين للشأن العربي.
وبينما أفادت مصادر دبلوماسية بأن هناك إجماعا وسط الدول العربية يتجه إلى تأجيل تعيين أمين عام جديد للجامعة العربية، تبعا لقرار تأجيل القمة العربية المقررة ببغداد، يجري الحديث عن إمكانية تعيين وزراء الخارجية العرب أمين عام الجامعة العربية خلفا لعمرو موسى، خلال اجتماعهم الطارئ في 8 ماي المقبل، بعدما كان الموعد مقررا في 15 ماي، وذلك بعد أن طلبت الأمانة العامة من رؤساء وفود الدول العربية الذين يشاركون في الاجتماع أن يأتوا بتفويض من قبل رؤساء وملوك دولهم للبت في موضوع تعيين الأمين العام الجديد.
وقال نائب الأمين العام للجامعة العربية، أحمد بن حلي، في تصريح صحافي، إن الاجتماع يهدف إلى البت في مصير القمة العربية التي كانت مقررة في بغداد يوم 11 ماي المقبل، وكذلك تعيين أمين عام جديد للجامعة العربية خلفا للأمين الحالي عمرو موسى، إلى جانب عدد من القضايا العربية.
وأوضح المتحدث باسم الأمانة العامة للجامعة أن الأمين العام للجامعة العربية يجري مشاورات مع وزراء الخارجية العرب لتقديم موعد اجتماعهم، الذي كان مقررا منتصف الشهر المقبل، لاتخاذ الموقف اللازم إزاء الأزمة القائمة في سوريا واليمن وليبيا.
وفي سياق متصل، تشير مصادر إلى أن مرشح مصر، مصطفى الفقى، لم يحظ حتى الآن بتوافق عربى مثل سابقيه من المرشحين المصريين، مشيرة إلى جهود مصرية عالية المستوى ليعبر الفقى إلى هذا المنصب بإجماع عربى، موضحا أن السودان أول دولة أعلنت تحفظها على المرشح المصرى بشكل رسمي، في حين يدور الحديث عن تحفظ بحرينى إماراتي، وإن كان غير معلن حتى الآن، كما أن هناك حملة واسعة داخل مصر نفسها، تناهض ترشيح الفقي لخلافة عمرو موسى بسبب ماضيه السياسي السلبي، المحسوب نظام حسني مبارك المخلوع، حيث شغل منصب رئيس لجنة الشؤون العربية والخارجية بالبرلمان المصري المنحل، كما وجهت له اتهامات بتزوير الانتخابات أمام منافسه، وكان عضوا قياديا في الحزب الحاكم المحل أيضا..
وفي المقابل، توسعت دائرة حظوظ المرشح القطري، عبد الرحمن العطية، الذي شغل منصب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، الذي وعد بإحداث تجديد وتغيير في عمل الجامعة، وهو ما تسعى إليه الكثير من الدول، منها الجزائر، رغم أنها أكدت على لسان وزير الخارجية، مراد مدلسي، أنها لا تدعم أيا من المرشحين.
ومن دون شك، فان المنافسة على منصب الأمين العام للجامعة، ستنتهي بالاحتكام إلى الانتخاب، كما ينص الميثاق، ولأول مرة في تاريخ الجامعة العربية، للحصول على أصوات ثلثي أعضاء الجامعة العربية.