بئر لحلو 29اغسطس 2011 (واص)- وجه رئيس الدولة الأمين العام لجبهة البوليساريو، السيد محمد عبد العزيز ، اليوم الاثنين رسالة تهنئة إلى المعتقلين السياسيين الصحراويين بالسجون المغربية بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك
وجاء في الرسالة "إن الشعب الصحراوي قاطبة، وهو يتوجه إليكم بالتهنئة الحارة بحلول هذا العيد، فإنما يصدر عن قناعة راسخة بأن تلك الأغلال والقضبان والحواجز والجدران التي وضعتها سلطات الاحتلال المغربي دونكم لا يمنكها، بأي حال من الأحوال، أن تجعلكم تغيبون لحظة من وجدانه وذاكرته الجماعية وأنكم، حتى في أحلك الظروف وأصعب الأوقات، شموع وضاءة تـنـير دربه في معركته السامية من أجل الحرية والكرامة والاستقلال.
وأكد رئيس الدولة في رسالته "إن الحكومة المغربية إنما ترتكب انتهاكاً صارخاً آخر من انتهاكاتها الجسيمة لحقوق الإنسان في الصحراء الغربية، حين تحرمكم من تلك الأجواء العائلية الحميمة التي تميز أيام هذا العيد المبارك، وتحرم عائلاتكم وأولادكم من لحظة سعادة يحتضنونكم وتحضتـنونهم فيها، في فسحة اللقاء بعد طول الفراق.
وفيما يلي النص الكامل للرسالة:
الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية
الرئاسة
رسالة من الأخ محمد عبد العزيز، رئيس الدولة، الأمين العام للجبهة، إلى المعتقلين السياسيين الصحراويين في السجون المغربية، بمناسبة عيد الفطر المبارك، 29 رمضان 1432 هجرية، الموافق لـ 29 أغسطس 2011
بسم الله الرحمن الرحيم
" من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، وما بدلوا تبديلا"
صدق الله العظيم
أيها المعتقلون السياسيون الصحراويون في السجون المغربية: يحي محمد الحافظ إعزة ، النعمة الاسفاري، محمد التهليل، احمد اسباعي، حسن الداه، سيد احمد لمجيد، البشير خدا، محمد لمين هدي، عبد الله لخفاوني، الشيخ بنكة، إبراهيم الاسماعيلي، عبد الجليل لمغيمض، البشير بوتنكيزة، عبد الله ابهاه، الحسيين الزاوي، الديش الضافي، عبد الله التوبالي ، محمد بوريال ، عبد الرحمان زيو ، محمد باني ، محمد الايوبي ، التاقي المشظوفي ، محمد أمبارك لفقير ،محمد خونا بابيت، المصطفى عبد الدايم ، محمود ابو القاسم، إبراهيم الشليح، مسعد سليمة، سعيد اعبيليل، لحبيب المنصوري، أحمد أيوب، براك محمد، الساهل الرتيمي، المحفوظ الهيط، سيدي أحمد مرير، عيسى بودا ، محمد عالي البصراوي، الشيخ أميدان، بشري بن طالب،المحجوب عيلال، سلامة لحمام، مولاي اعلي بوعمود، ابراهيم الخليل امغيمية، البركاوي محمود، محمد السالمي، المجاهيد ميارة، الحسان محمد لحسن، عالي الريتاني، محمد لمين أبا حازم، محمد لحسن الديه ، عبد الدايم المختار، خالد شكراد، الحسين أنشاد، أعزي عزيز، الوالي أميدان ، لحسن الفقير ، بوبا الناجم، عبد الغني باني، سلامة الشرافي ، حسنة خلاد ، الصالح اميدان ، العسيري السالك ، عبدالله حسان، غالي بوحلا.
يحل عيد الفطر المبارك لهذه السنة، وأنتم قابعون في تلك الزنازن المعتمة التي تفننت سلطات الاحتلال المغربي في تأثيثها بالترهيب والترويع والتهديد والظروف اللاإنسانبة والمعاملات الحاطة من الكرامة البشرية، وأفرغتها من الشروط الدنيا للعناية الصحية والتغذوية وغيبت منها كل حقوق معتقلي الرأي من أمثالكم، في السجن لكحل بمدينة العيون، عاصمة الوطن المحتلة، والسجون المغربية في سلا وايت ملول وتيزنيت وتارودانت والقنيطرة وبن سليمان.
إن الشعب الصحراوي قاطبة، وهو يتوجه إليكم بالتهنئة الحارة بحلول هذا العيد، فإنما يصدر عن قناعة راسخة بأن تلك الأغلال والقضبان والحواجز والجدران التي وضعتها سلطات الاحتلال المغربي دونكم لا يمنكها، بأي حال من الأحوال، أن تجعلكم تغيبون لحظة من وجدانه وذاكرته الجماعية وأنكم، حتى في أحلك الظروف وأصعب الأوقات، شموع وضاءة تـنـير دربه في معركته السامية من أجل الحرية والكرامة والاستقلال.
إن الحكومة المغربية إنما ترتكب انتهاكاً صارخاً آخر من انتهاكاتها الجسيمة لحقوق الإنسان في الصحراء الغربية، حين تحرمكم من تلك الأجواء العائلية الحميمة التي تميز أيام هذا العيد المبارك، وتحرم عائلاتكم وأولادكم من لحظة سعادة يحتضنونكم وتحضتـنونهم فيها، في فسحة اللقاء بعد طول الفراق.
ولكن الأكيد أيضاً هو أن جماهير انتفاضة الاستقلال المباركة والشعب الصحراوي قاطبة، تحملكم في العقول وتحتضنكم في القلوب. كيف لا وأنتم كوكبة من الأبطال الأفذاذ الذين لم يثنهم القمع الوحشي وعمليات الاختطاف والتعذيب والاعتقال التعسفي ولا تلك المحاكمات الصورية، بملفاتها المفبكرة الجاهزة وأحكامها الظالمة الجائرة، عن مواصلة معركتهم النبيلة من أجل أهداف شعبنا البطل الخالدة في إقامة دولته المستقلة، الحرة السيدة، على كامل ترابها الوطني.
كيف لا وأنتم تقدمون للأجيال الصحراوية في كل مكان أرقى دروس الاستبسال والاستماتة دفاعاً عن القيم والمثل والقناعات الراسخة، وترسمون بالتحدي والصمود معالم المقاومة ودروب الوفاء لعهد الشهداء، وترفضون، بكل عناد وإصرار، أشكال الخنوع والإذلال، وتجسدون بذلك صورة المواطن الصحراوي المناضل الصبور الشهم الأبي، المعتز بكرامته المتمثل لقيم وأخلاق مجتمعه، المتمسك بوطنه والمتشبث بحقوق وخيارات شعبه.
إننا نتوجه بالتحية إلى جميع أفراد عائلاتكم الصامدة، والتي لا تنفك تكابد الأمرين من لوعة الفراق والقلق الدائم على وضعيتكم الصحية ومعاناة التنقل والسفر لمسافات طوال، لتكون إلى جواركم وانتم في تلك السجون المغربية التي نقلتم تعسفاً إليها، بعيداً عن الوطن والأهل.
أيها المعتقلون السياسيون الصحراويون الأبطال،
أنتم اليوم ثلة من مناضلي انتفاضة الاستقلال الذين أرادت سلطات الاحتلال أن تجعلهم عبرة لكل من أراد أن يرفع رأسه عالياً، رافضاً للوجود الاستعماري المغربي في الصحراء الغربية، فإذا بكم تتحولون إلى النقيض من ذلك تماماً، مثالاً جديداً متجدداً لكل الصحراويات والصحراويين وحافزاً لهم نحو مزيد من النضال والصمود.
وكما لم يزدكم الاختطاف والاعتقال الظالم وما رافقه من تنكيل وتعذيب وترهيب، إلا إيماناً وتشبثاً بمبادئكم وأهدافكم، لم تزدد روح الرفض والمقاومة لدى جماهير الشعب الصحراوي إلا اتقاداً وتوهجاً، فاستعرت نار الانتفاضة المباركة التي لم تتوقف لحظة عن توسيع مجالها وتطوير أساليبها وتنويع فعالياتها، حتى أضحت تقض مضاجع المحتلين، صباح مساء.
لقد سجلت انتفاضة الاستقلال محطات ناصعة من التحدي البطولي، والتي شاركتم في صنع الكثير منها، فتحولت زيارة مجموعة السبعة إلى زيارة مئات المناضلين الصحراويين، وأصبحت كل امرأة صحراوية هي أمنتو حيدار في تحدي جدار الخوف والحصار، وغدا كل مواطن صحراوي متمثلاً لروح ملحمة اقديم إيزيك بكل أبعادها ودلالاتها الوطنية العميقة.
وإن الأساليب الوحشية التي لجأت إليها سلطات الاحتلال المغربي وهي تقمع المظاهرات السلمية البطولية في مدن العيون وبوجدور والداخلة وغيرها وفي مختلف مدن جنوب المغرب وغيرها من مواقع تواجد الصحراويين، وحتى في مواجهة عائلة مسالمة كعائلة الشهيد سعيد دنبر، لا تريد سوى كشف الحقيقة، إنما هي ممارسات تعكس ردة فعل عمياء إزاء تنامي وتطور هذا الفعل النضالي الوطني الذي لا حدود له إلا بانتهاء واقع الظلم والاضطهاد والاحتلال.
ومسار تاريخ المقاومة في الصحراء الغربية لا يمكن أن يخرج عن مسار كفاحات التحرير الوطني في كل أنحاء العالم، والتي لا يمكن أن تتوج إلا ببلوغ كل الأهداف الوطنية المقدسة في الحرية والكرامة والاستقلال. وتلك الملاحم البطولية الخالدة التي سجلها أبطال جيش التحرير الشعبي الصحراوي والجماهير الشعبية، ضامنة حرب التحرير الوطنية، وتلك التضحيات الجسام والشهداء البررة الكرام، لا يمكن أن تذهب سدى.
وإن شعباً عظيماً مثل الشعب الصحراوي الذي قدم للعالم أروع الدروس في المقاومة الشعبية السلمية الحضارية، حتى أقر مفكرون عالميون كبار بريادته لحراك التحرر والانعتاق في العالم العربي، قد برهن بأنه سوف يمضي قدماً، بكل تصميم وإصرار وحكمة واقتدار، نحو تلك الأهداف السامية، مهما طال الزمن ومهما كلف ذلك من ثمن.
إنه نفس الشعب الذي سيواجه، اليوم وغداً، كما فعل في الماضي، كل تلك الأساليب الخبيثة والخسيسة التي لجأت إليها عبثاً كل القوى الاستعمارية في كل العصور، والرامية إلى المساس من وحدة وتماسك وانسجام الجماهير الصحراوية، والتشكيك في التفافها حول الطليعة الصدامية للكفاح الوطني الصحراوي، الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب.
كل تلك المؤامرات والدسائس والمناورات إنما تؤكد على الرسوخ الأبدي للحقيقة الصحراوية، لأن الجمهورية الصحراوية احتلت مكانتها وطنياً وجهوياً ودولياً، كتعبير ميداني عن إرادة وطموح كل الصحراويات والصحراويين، أينما تواجدوا، وأصبحت عامل توازن واستقرار في المنطقة، وممراً حتمياً وإجبارياً لبلوغ أي سلام عادل واستقرار دائم وتنمية شاملة ومستدامة في المغرب العربي وشمال إفريقيا.
أيها المعتقلون السياسيون الصحراويون الأبطال،
في مثل هذا اليوم المبارك، يوم عيد الفطر السعيد، لا يفوتنا أن نستحضر كل الصحراويات والصحراويين، البطلات والأبطال، من الشهيدات والشهداء الأبرار، من المفقودات والمفقودين، من الجرحى وضحايا الغزو المغربي، من اليتامى والثكالى والأرامل وعائلاتهم وذويهم، وأن نرفع أكف الضراعة إلى العلي القدير ليعيده عليكم وعلى عائلاتكم وعلى الشعب الصحراوية قاطبة بالنصر المؤزر وبفرحة اللقاء فوق ربوع الوطن المحرر، وما ذلك على الله بعزيز.
عيدكم مبارك سعيد، ودمنا أوفياء لعهد الشهداء، وكفاح شامل لفرض السيادة والاستقلال الكامل
محمد عبد العزيز،
رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية،
الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب(واص)