الجزائر 31 أكتوبر 2011 (واص)- أكد ممثلو هيئات و جمعيات و منظمات غير حكومية من مختلف البلدان الحاضرون في ندوة الجزائر حول مقاومة الشعب الصحراوي اليوم الأحد عزمهم على البقاء في مخيمات اللاجئين الصحراويين و مواصلة مساندتهم بالرغم من اختطاف ثلاثة أشخاص عاملين في المجال الإنساني.
و أكدوا في اليوم الثاني و الأخير من الندوة الدولية حول "حق الشعوب في المقاومة: حالة الشعب الصحراوي" أن الأمر يتعلق ب "حالة مقاومة" في وجه الاحتلال "غير الشرعي" لتراب الصحراء الغربية من طرف المغرب.
و أشار رئيس الجمعية الإيطالية للتضامن مع الشعب الصحراوي فابيو كامبيولي في مداخلة له أن الجمعيات التي تناضل إلى جانب الشعب الصحراوي "لن تنصاع للتهديدات".
و أضاف يقول "سوف لن نخضع و سنبقى في المخيمات الصحراوية من أجل التعبير عن كامل تضامننا. أن الإرهاب لا يخيفنا" في تلميح للاختطاف الذي تعرض له يوم 23 أكتوبر ثلاثة أعضاء من منظمات غير حكومية أوروبية في مخيمات اللاجئين الصحراويين.
و ذكر في هذا الصدد أن بلده (إيطاليا) قد قاومت الفاشية و انتصرت عليها داعيا نظرائه و الصحراويين إلى مواصلة الكفاح ضد "الظلم".
و قد أدانت إسبانيا التي كانت ممثلة بوفد هام (14 عضوا) على لسان رئيس المجموعة البرلمانية للتضامن مع الشعب الصحراوي السيد خيسوس لوزا القمع المغربي في مدن الداخلة و السمارة و العيون المحتلة وكذا اختطاف الرهائن الأوروبيين.
و أكد في هذا الخصوص على أن الاتهامات المغربية حول اختطاف الرهائن الهادفة إلى محاولة الخلط بين كفاح الشعب الصحراوي من اجل حقوقه المشروعة و الإرهاب لا أساس لها.
أما مسؤولة العلاقات الخارجية بالمؤتمر الوطني الإفريقي ناعومي ريبو موشولي فقد دعت من جهتها الصحراويين و الفلسطينيين إلى "المقاومة كما قاوم شعب جنوب إفريقيا ضد التمييز العنصري (الابارتايد)"
كما جددت ممثلة منظمة نلسن مانديلا التاريخية تأكيدها على دعم المؤتمر الوطني الإفريقي للقضية الصحراوية و لتنظيم استفتاء لتقرير المصير في الصحراء الغربية طبقا للوائح منظمة الأمم المتحدة.
أما رئيسة جمعية أمهات ساحة ماي (الأرجنتين) السيدة نورا إيرما دي كورتيناس فقد طالبت الأمم المتحدة بوضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة.
كما نددت باحتجاز الصحراويين من قبل المحتل المغربي في "سجون سرية و بدون محاكمة".
من جانبه ندد النائب البريطاني جيريمي كوربن بالعنف الذي يتعرض الصحراويون بكل فئاتهم العمرية معتبرا الاحتلال المغربي للصحراء الغربية "غير مشروع و غير أخلاقي و غير عادل".
و تابع ذات النائب البريطاني يقول "يجب أن نركز على مهمة محورية تتمثل في توعية شعوب العالم بأعمال القمع التي يقوم بها المغرب يوميا في حق المدنيين العزل".
في ذات السياق أكد رئيس الفرع الأسترالي للجنة الدولية للقانونيين السيد جون آرثر داون على تضامنه مع الشعب الصحراوي مضيفا انه سيقوم لدى عودته إلى استراليا "بشجب عملية استيراد بلاده للفوسفات الذي ينهبه المغرب" من الأراضي الصحراوية المحتلة.
أما الأستاذ الجامعي الروسي السيد أوجان غلانتساف فقد اقترح تنظيم استفتاء لتقرير المصير في الصحراء الغربية تحت إشراف الاتحاد الإفريقي متأسفا في ذات الوقت لاستعمال حق النقض (الفيتو) من قبل بلدان تعرقل جميع اللوائح الأممية الصادرة في صالح الصحراويين.
من جهته دعا رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي السيد محرز العماري مجلس الأمن الدولي إلى "تسجيل البيان" الذي توج ندوة الجزائر الدولية.
و أكد هذا البيان على مشروعية كفاح الشعب الصحراوي من اجل التحرير الوطني ومقاومته السلمية للاحتلال المغربي و إدانته للاعتداء الإرهابي الذي وقع بمخيمات اللاجئين الصحراويين.
و قد ضمت الندوة التي حضر افتتاح اشغالها الرئيس الصحراوي السيد محمد عبد العزيز 34 وفدا جاؤوا من القارات الخمس. وضمت هذه الوفود برلمانيين و شخصيات سياسية و جامعيين و رجال قانون و مثقفين و ممثلين عن المنظمات غير الحكومية و المجتمعات المدنية.
في سياق متصل ودعا البيان الختامي للندوة " الأمم المتحدة و الاتحاد الأوروبي و الاتحاد الإفريقي و المنظمات غير الحكومية الدولية و جميع مناضلي حقوق الإنسان عبر العالم إلى "ضمان بأسرع وقت و بكل الطرق الممكنة احترام حقوق الإنسان من قبل المغرب" مطالبا المنتظم الدولي ب"الإفراج الفوري عن جميع الأسرى الصحراويين" كما استوقف "الرئيس و الحكومة الفرنسيين ليتخذ موقفا يكون في مستوى هذا الوطن (فرنسا) المعروف بدفاعه عن حقوق الإنسان ليمكن من توسيع عهدة المينورسو لتشمل حماية حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة".
كما ندد المشاركون بنهب الموارد الطبيعية للصحراء الغربية من قبل المغرب و هو تناقض "صارخ" مع ترتيبات لوائح الأمم المتحدة حول سيادة الشعوب الدائمة على مواردها الطبيعية.
وشاركت في الندوة الدولية 34 وفدا مشاركا جاءوا من القارات الخمسة (إفريقيا، أوروبا، أمريكا، آسيا، والأوقيانوسيا(*))، من بينهم برلمانيين، ودبلوماسيين، ومسؤولي مؤسسات دولية، إضافة إلى شخصيات كبيرة من عالم السياسة وأساتذة الجامعات، والحقوقيين، والمثقفين، وخبراء في مجال الإعلام وممثلين للجمعيات غير الحكومية.
كما شارك السيد محمد عبد العزيز رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية على رأس وفد صحراوي هام، وأكد بالمناسبة على إصرار الصحراويين وقوة إرادتهم التي لا تقهر في مواصلة كفاحهم من أجل تحرير المناطق التي تحتلها المملكة المغربية، من أجل استكمال قيام الدولة الصحراوية الديمقراطية المستقلة على كامل ترابها الوطني.
وأطلع الرئيس محمد العزيز مشاركي الندوة الدولية الثانية على آخر مستجدات وتطورات القضية الصحراوية، وعلى الخصوص مسلسل التفاوض الجاري، ما تعرفه الأرض الصحراوية المحتلة من انتهاكات لحقوق الإنسان، ونهب لثرواتها الطبيعية.
وأهاب رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية بالندوة الدولية من أجل إدانة قوية للعملية الإرهابية الأخيرة التي استهدفت مخيمات اللاجئين الصحراويين والتي أدت إلى اختطاف ثلاثة فاعلين إنسانيين.
وشدد الرئيس محمد عبد العزيز على أن الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية التي تحترم التزاماتها الدولية، بصفتها موقعة على ميثاق الاتحاد الإفريقي، وجهت نداء إلى المنتظم الدولي من أجل أن يساهم في تحرير الرهائن، ولإدانة هذا العمل الهمجي.
كما أدان رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية كل الدوافع السياسية التي تسعى إلى تقليص وتحجيم الدعم الإنساني للاجئين الصحراويين.
وشارك في الندوة 40 ناشطا صحراويا في مجال حقوق الإنسان، جاءوا من المناطق الصحراوية المحتلة.
للاشارة شاركت في الندوة وفود من جنوب إفريقيا، الجزائر، ألمانيا، الأرجنتين، استراليا، النمسا، بلجيكا، بوتسوانا، البرازيل، كندا، كوبا، التشيلي، إسبانيا، إثيوبيا، فنلندة، فرنسا، غانا، بريطانيا العظمى، اليونان، إيطاليا، لبنان، موريتانيا، المكسيك، نيجيريا، البلاد الواطئة، البيرو، روسيا، الصحراء الغربية، السنغال، السويد، سويسرا، تنزانيا، تونس، الولايات المتحدة الأمريكية، فنزويلا.(واص)088/700