التفاريتي (الاراضي المحررة) 23 ديسمبر 2011 (واص) - اكد اليوم الخميس رئيس الجمهورية الامين العام لجبهة البوليساريو، محمد عبد العزيز ان مكمن نجاح المؤتمر 13 لجبهة البوليساريو هو أهميةُ الموضوعات وعمقُ النقاشات وتنوعُها والحوار الديمقراطي ومستوى الوعي والمسؤولية لدى كل المؤتمرين.
و اشاد الرئيس محمد عبد العزيز في كلمة بمناسبة اختتام المؤتمر 13 لجبهة البوليساريو، بالمشاركة الوطنية الواسعة لمناضلي الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء بالمؤتمر "والتي شملت كل نقاط تواجد الجسم الصحراوي، في الأرض المحلة في مخيمات العزة والكرامة والأراضي المحررة وجيش التحرير الشعبي الصحراوي والجاليات والريف الوطني".
كما نوه بمشاركة الوفود الشقيقة والصديقة التي حملت رسائلَ عميقةً من التضامن والتآزر من كل أصقاع العالم مع الشعب الصحراوي وكفاحه العادل من أجل الحرية والاستقلال
و ثمن الرئيس محمد عبد العزيز مشاركةُ التحدي البطولية، ولأول مرة، وبعدد معتبر، لوفد الأرض المحتلة وجنوب المغرب، "وهي المشاركة التي تعمقت دلالاتها بكونها تجري في التفاريتي، فوق الأراضي المحررة من الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية"
"المؤتمرَ قد بعثَ برسالة واضحة بتوجه صريح نحو مزيد من الوحدة والتصعيد على مسار الكفاح الوطني عامة، وعلى جبهة انتفاضة الاستقلال في الأرض المحتلة وجنوب المغرب خاصة" يقول رئيس الجمهورية.
و اشار الرئيس الى الخطوط العريضة للمرحلة القادمة على الصعيد الداخلي التي ترتكزُ على جوانبَ أساسية وذات أولوية، من قبيل الرقابة والشفافية والمحاسبة والنهوض بميدان الخدمات وتقوية الأمن.
النص الكامل لكلمة رئيس الجمهورية الامين العام لجبهة البوليساريو، محمد عبد العزيزبمناسبة اختتام المؤتمر 13 لجبهة البوليساريو ببلدة التفاريتي المحررة:
المؤتمرات والمؤتمرون،
الحضور الكريم،
ها نحن نختتمُ بنجاح أعمالَ المؤتمر الثالث عشر للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، مؤتمر الشهيد المحفوظ اعلي بيبا، المنعقد تحت شعار الدولة الصحراوية المستقلة هي الحل.
وإننا في هذا اليوم التاريخي لنقف وقفةَ ترحم وإجلال على أرواح أولئك الرجال والنساء من الشهداء الأبطال البررة، وفي مقدمتهم شهيد الحرية والكرامة، الولي مصطفي السيد، ذلك القائد الفذ الذي ترك لهذا الشعب ولهذه القضية تاريخاً ناصعاً ومجداً تليداً وإرثاً خالداً من القيم النضالية والمثل الثورية، وكل من سار على ذلك النهج العظيم حتى النهاية، دون تردد أو تراجع أو تخاذل، من أمثال شهيد المؤتمر، المحفوظ اعلي بيبا، الذي رسم بدوره خطاً ناصعاً من الوطنية والوفاء والإخلاص لعهد الشهداء.
وإنها لمناسبة لنتقدمَ بالتهنئة والشكر الجزيل إلى كل من ساهم، من قريب أو بعيد، في إنجاح هذا الاستحقاق الوطني الكبير، مهنئين رئاسةَ المؤتمر على توفيقها في مهمتها النبيلة، ومشيدين بداية بالدور المتميز لمقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي عامة، وبشكل خاص الناحية العسكرية الثانية، والذين وفروا أجواء الأمن والطمأنينة لهذا الجمع الغفير من المشاركين، في ظل ظروف خاصة، مكانياً وزمانياً، فكانوا الساهرين المرابطين في مواقعهم، يتحدون مصاعب الطبيعية والمناخ، حتى ننعم جميعاً بالدفء والراحة ونتفرغ لأشغال المؤتمر.
واسمحوا لي أن أخص بالتنهئة والشكر هؤلاء المضيفين، من نساء ورجال، الذين وفروا لنا خيامهم وضيافتهم حتى نشتغل في هذا الجو المريح.
كما نشيد بالمجهودات الجبارة التي بـُـذلت من طرف كل المناضلات والمناضلين، على مختلف المستويات، من خلال اللجنة الوطنية التحضيرية للمؤتمر التي واصلت مهمتها طوال فترة الانعقاد ومن خلال ضمان كل خدمات الإيواء والإدارة والتسيير والتأمين والتغطية الإعلامية، وكل الأعمال الجليلة التي لم يكن ليكتب لها النجاح لولا روح الوعي والمسؤولية والتعاون التي أبان عنها كل المؤتمرين والمؤتمرات.
الإخوة والأخوات،
الحضور الكريم،
إن النجاح الباهر للمؤتمر الثالث عشر للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب تعكسه هذه المشاركة الوطنية الواسعة لمناضلي الجبهة، والتي شملت كل نقاط تواجد الجسم الصحراوي، في الأرض المحلة في مخيمات العزة والكرامة والأراضي المحررة وجيش التحرير الشعبي الصحراوي والجاليات والريف الوطني.
ومن جوانب نجاح المؤتمر هذه المشاركةُ الكبيرة للوفود الشقيقة والصديقة، والتي حملت رسائلَ عميقةً من التضامن والتآزر من كل أصقاع العالم مع الشعب الصحراوي وكفاحه العادل من أجل الحرية والاستقلال.
غير أن هناك ميزةً إضافية ذات أهمية استثنائية هي مشاركةُ التحدي البطولية، ولأول مرة، وبعدد معتبر، لمناضلات ومناضلي الأرض المحتلة وجنوب المغرب، وهي المشاركة التي تعمقت دلالاتها بكونها تجري في التفاريتي، فوق الأراضي المحررة من الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.
ولكن مكمنَ النجاح لهذا المؤتمر هو أهميةُ الموضوعات وعمقُ النقاشات وتنوعُها والحوار الديمقراطي ومستوى الوعي والمسؤولية لدى كل المؤتمرين. إننا لنشيدُ أيما إشادة بكل المداخلات وكل النقاشات وكل والأفكار ووجهات النظر المرحب بها والمعبر عنها خلال هذا المؤتمر. ونشددُ هنا على أنه من الطبيعي جداً أن نجدَ هذا الاختلافَ الصحي في الآراء، فهو الذي يفتحُ الآفاقَ واسعة أمام وضع السياسات والاستراتيجيات الوطنية التي تتمخض عن المؤتمر، والتي هي في المحصلة عصارةُ مجهود وتفكير كل المؤتمرين، وانعكاسٌ لمساهمتهم الجماعية ورغبتهم الصادقة في خدمة المصلحة الوطنية العليا.
وفي هذا السياق، فإن عمليةَ انتخاب القيادة الوطنية، كتجسيد لتوجه الجبهة إلى تجذير أسس الممارسة الديمقراطية، وسعيها المتواصل للبحث عن أفضل السبل لتحريك وتفعيل تسيير الشأن الوطني، لا يمكن أن تخلق أي فرق أو تمايز بين المنتخبين أو غير المنتخبين، من حيث هم مناضلون في الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، ملزمين بالقيام بواجبهم الوطني في كل مواقع العمل، انسجاماَ مع مسؤولياتهم التاريخية.
الإخوة والأخوات،
الحضور الكريم،
إن محطةَ المؤتمر الثالث عشر للجبهة قد بعثت برسائلَ واضحة متعلقة بالشأن الوطني، ترتكزُ على جوانبَ أساسية وذات أولوية، من قبيل الرقابة والشفافية والمحاسبة والنهوض بميدان الخدمات وتقوية الأمن. وفي هذا الإطار، يأتي تأكيدُ المؤتمر على ضرورة الرجوع الدائم إلى الشعب في عمليات التقييم والمحاسبة والمراجعة لللأدوات، عبر عملية الانتخاب، على مختلف المستويات.
كما أن المؤتمرَ قد بعثَ برسالة واضحة بتوجه صريح نحو مزيد من الوحدة والتصعيد على مسار الكفاح الوطني عامة، وعلى جبهة انتفاضة الاستقلال في الأرض المحتلة وجنوب المغرب خاصة.
كما أنه حدد جملةً من التحديات التي يجب علينا جميعاً مواجتُها بكل جدية وصرامة، بالنظر إلى الوضعية الخطيرة، أمنياً واقتصادياً، جهوياً ودولياً، والتي تنضافُ إلى مناورات العدو ودسائسه واستهدافه لوحدة شعبنا وإجماعه حول أهدافه الوطنية وطليعته الصدامية.
ولعلَ الردَ الحازم للشعب الصحراوي، بقيادة الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، على استهداف ضيوفه من قبل عصابات إجرامية، يجب أن يتواصلَ في عمل متكامل يجسدُ قرار المؤتمر في التصدي لكل تهديد لأمنه واستقراره وكرامته، مهما كان شكلُ ذلك التهديد، ومهما كان مصدره.
الأخوات والإخوة،
لا يمكنُ أن تمرَ مناسبةٌ مثل هذه دون أن نتوجهَ بعبارات الشكر والتقدير إلى كل الأشقاء والأصدقاء، أنصار الحرية والكرامة وتقرير المصير والاستقلال، رموز التضامن والتآزر مع كفاح الشعب الصحراوي العادل.
ومن هنا، من الأراضي الصحراوية المحررة، نتوجهُ بتحية تقدير إلى بلد المليون ونصف المليون من الشهداء، إلى الجزائر الشقيقة، بقيادة فخامة الرئيس المجاهد عبد العزيز بوتفليقة.
كما نحيي كل فرق التغطية الإعلامية، وفي مقدمتها وسائل الإعلام الجزائرية، التي رافقت هذا الحدث منذ انطلاقته
وإننا لنشيدُ بالقرار التاريخي الذي أصدره البرلمان الأوروبي بعدم تمديد اتفاقية الصيد البحري بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المغربية، باعتباره خرقاً وانتهاكاً سافراً لمقتضيات القانون الدولي ومشاركة في عملية سرقة وسطو على ثروات شعب أعزل ومظلوم..
كما نشيدُ بذلك القرار الذي اتخذه الكونغرس الأمريكي، والذي يربطُ أيَ مساعدة عسكرية أمريكية للمملكة المغربية بالاحترام الكامل لحقوق الإنسان في الصحراء الغربية، وهو بمثابة رسالة صريحة إلى المجتمع الدولي بضرورة التعجيل بإيجاد آلية أممية تمكنُ بعثة المينورسو من حماية ومراقبة هذه الحقوق والتقرير عنها.
الإخوة والأخوات،
الحضور الكريم،
إن الرسالةَ الأساسية الكبرى لمؤتمرنا لخصَها شعارُه بكون الدولة الصحراوية المستقلة هي الحل، بكل ما يعنيه ذلك من تجنيد شامل لكل الطاقات الوطنية والتحلي بالمسؤولية والجدية في المجهود الوطني الرامي إلى بناء مؤسسات دولتنا وتكريس سيادتها الوطنية على كامل ترابها الوطني.
وإن مسؤوليتنا كمؤتمرين هي نقلُ كل هذه الحقائق إلى المواطنين، وأن نعكسَ هذا النجاح، ليس فقط في تطبيق برنامج العمل الوطني بكل روح المسؤولية والإخلاص، ولكن في التصدي، وبصرامة، لأي شكل من أشكال الفساد، والعمل الجاد على تعزيز مكانة التنظيم السياسي وتعزيز التواصل بين القيادة والجماهير الشعبية.
لقد انتهت هذه المحطةُ التاريخية، ولكنها ليست سوى بداية لمحطات كثيرة قادمة، تتطلبُ منا كل الالتزامَ والاستعداد لمواجهة أصعب التحديات، وبالتركيز الدائم على أولويات الكفاح الوطني، وفي مقدمتها العناية والاهتمام الفائق بتقوية جيش التحرير الشعبي الصحراوي، صانعُ المجد وضامن الكرامة، وتأجيجُ ودعم انتفاضة الاستقلال، كجبهة راهنة في معركتنا المصيرية، وتفعيلُ وتطويرُ السياسات الموجهة للشباب، والتحسينُ المستمر من مستوى الخدمات وتنشيط العمل الدبلوماسي والإعلامي.
هذه إذن مناسبةٌ جديدة لتجديد العهد لشهداء العزة والكرامة على المضي على درب الكفاح والنضال حتى بلوغ أهدافنا المقدسة في الحرية والاستقلال، مهما كلف ذلك من ثمن ومهما تطلب من زمن.
وفي هذه المناسبة، لا يمكن إلا أن نتوجه إلى أولئك المعتقلين السياسيين الصحراويين، الباقين من مفرزة أبطال اقديم إيزيك، الذين راسلونا في رسالة واضحة وصارمة، والذين لا زالوا رهن الاعتقال في سجن سلا، ومن خلالهم إلى كل المعتقلين السياسيين الصحراويين في سجون الاحتلال المغربي في الصحراء الغربية المحتلة وفي السجون المغربية، لنقول لهم أننا نتضامن معهم ونتآزر معهم، وأن النصر حتمي أكيد.
إن الشعب الصحراوي لا محالة سيجتمع فوق أرضه الحرة المستقلة. لقد ولى زمن التخلف والقبلية والشرذمة والضعف والركوع للاحتلال. الآفاق واعدة، فلنعمل على تصعيد الكفاح والمقاومة، والنصر آت لا محالة، فلا بديل لا بديل عن تقرير المصير، وكل الوطن أو الشهادة وحرب التحرير تضمنها الجماهير والدولة الصحراوية المستقلة هي الحل.(واص)
090/090