أديس أبابا (أثيوبيا)، 29 يناير 2012. (واص)- بحضور السيد محمدعبدالعزيز، رئيس الجمهورية والأمين العام لجبهة البوليساريو، افتتحت اليوم الأحد الدورة العادية الثامنة عشر لرؤساء الدول والحكومات الأفارقة،والتي تناقش على مدار يومين عدداً من القضايا، في مقدمتها الموضوع الرئيسي للقمة" التجارة البينية" بين البلدان الإفريقية.
في مستهل القمة، بادر الحضور من رؤساء الدول والحكومات والوفود إلى غرس أشجار تمثل الدول الأعضاء في الاتحاد، وذلك على أرضية المقر الجديد، إضافة إلى الاشتراك الرمزي في غرس شجرة إحياء لذكرى البروفيسورة وانجاري ماآتاي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، والرئيسة الأولى للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والثقافي للاتحاد الإفريقي.
الافتتاح الرسمي تخلله الاستماع إلى نشيد الاتحاد الإفريقي، وكلمة الترحيب لرئيس الاتحاد، لتتوالى كلمات عدد من الرؤساء والشخصيات الحاضرة التي أجمعت على شكر البلد والمضيف، أثيوبيا، على حسن الاستقبال، وكذا جمهورية الصين التي تكفلت ببناء المقر الجديد للاتحاد.
في تقريره، استعرض جان بينغ، رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، في كلمته أهم معالم عمل المفوضية خلال السنوات الأربع التي قضاها حتى الآن في مهمته، وخاصة خلال السنوات الأخيرة، حيث أشار في هذا الخصوص إلى أن الاتحاد ظل متمسكاً بضرورة حل نزاع الصحراء الغربية على أساس احترام حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير.
الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أشاد في كلمته بتعاون الاتحاد الإفريقي مع المنظمة الدولية في معالجة الإشكالات والنزاعات التي تعاني منها القارة، مذكراً بأن الجهود المشتركة أسهمت في تنظيم استفتاء تقرير المصير الذي أفضى إلى استقلال جمهورية جنوب السودان، إضافة إلى مواجهة آثار المجاعات والكوارث الطبيعية في القرن الإفريقي، وخاصة في الصومال.
كلمة ضيف الشرف، جمهورية الصين الشعبية، ألقاها رئيس اللجنة الوطنية للمؤتمر الشعبي السياسي الاستشاري الصيني، حيث استهل مداخلته برسالة من الرئيس الصيني هو جينتاو إلى القمة، جدد فيها التزام بلاده بتعزيز أواصر التعاون والشراكة مع إفريقيا، والدفاع عن مواقف القارة ومصالحها من موقعها كعضو دائم في مجلس الأمن الدولي.
ممثل الصين إلى القمة ألقى كلمة مطولة شرح فيها التوجهات العامة للسياسة الخارجية والاقتصادية الصينية، مركزاً على أن إفريقيا تحتل أولوية في هذا الخصوص، ومؤكداً بأن هذه القارة، بمواردها البشرية والمادية، مرشحة لتحتل مكانة مرموقة، سياسياً واقتصادياً، في القرن الحادي والعشرين.
كما أعطيت الكلمة لكل من الرئيس التونسي المنصف المرزوقي ورئيس الحكومة الليبية عبد الرحيم الكيب، واللذين يحضران لأول مرة في قمة الاتحاد الإفريقي، حيث أكدا عزمهما على تعزيز دور بلديهما في بناء وتطوير الاتحاد الإفريقي.
رئيس الاتحاد الإفريقي المنتهية ولايته، رئيس غينيا الاستوئية، تيودورو أوبيانج أنجيما امباسوجو، وفي كلمته التقييمية، استعرض بدوره أهم التحديات التي واجهها الاتحاد خلال فترة رئاسته، متطرقاً إلى التطورات التي عصفت بأنظمة إفريقية مثل ساحل العاج وتونس ومصر وليبيا، ومشدداً على ضرورة نبذ جميع أشكال التدخل الأجنبي في شؤون إفريقيا التي تؤدي إلى تدمير البنية التحتية بل وتخريب النسيج الاجتماعي للشعوب الإفريقية.
بعد الإعلان عن تعيين مكتب الاتحاد الجديد، ألقى الرئيس البنيني توماس بوني ياهي Thomas Boni Yahi، وهو الرئيس الجديد للاتحاد الإفريقي، كلمة شكر فيها سلفه وعبر عن استعداده للعمل مع كل رؤساء الدول والحكومات الإفريقية من أجل بناء إفريقيا قوية وموحدة.
وقبل أن يطلب رئيس القمة من رؤساء الدول والحكومات التوجه إلى الرواق لالتقاط الصورة الجماعية، تم تنظيم حفل تسليم جائزة كوامي انكروماه العلمية لعالمين إفريقيين، امرأة ورجل، تثميناً لجهودمها وتشجيعاً للعلم والعلماء في إفريقيا.
أشغال القمة ستتواصل في يومها الأول طيلة نهار الأحد لمناقشة موضوعها الرئيسي، تعزيز التجارة البينية في إفريقيا، بغية اعتماد إعلان المؤتمر حول هذا الموضوع، على أن يقيم رئيس الحكومة الإثيوبية، ملس زيناوي، مأدبة عشاء على شرف ضيوفه من رؤساء الدول والحكومات والوفود.