Перейти к основному содержанию

بعد مرور 39 سنة على اندلاع الكفاح المسلح: الشعب الصحراوي يبقى مصرا أكثر من أي وقت مضى على مواصلة المعركة من أجل الحرية والكرامة (الرئيس محمد عبد العزيز)

Submitted on

الشهيد الحافظ ، 20 مايو 2012 (واص) - أكد رئيس الجمهورية- الأمين العام لجبهة البوليساريو، السيد محمد عبد العزيز،"أن الشعب الصحراوي اليوم،  بعد مرور زهاء الأربعين عاماً على اندلاع الشرارة الأولى للكفاح المسلح، يبقى أكثر إصراراً من أي وقت مضى على مواصلة معركته من أجل الحرية والكرامة" مضيفا  أنه  لن يتراجع عن خياره الوطني، و "أن الدولة الصحراوية المستقلة هي الحل"

و اعتبر الرئيس محمد عبد العزيز-، في كلمة وجهها اليوم الأحد إلى الشعب الصحراوي بمناسبة الذكرى التاسعة والثلاثين لاندلاع الكفاح المسلح، 20 ماي 2012- أن اندلاع الكفاح المسلح في الصحراء الغربية جاء "تتويجاً لمسار طويل من المقاومة الوطنية على مر العصور، ونتيجة طبيعية لسلسلة من التطورات الميدانية، الوطنية والجهوية والدولية، كان من أبرزها انتفاضة الزملة في 17 يونيو 1970، بقيادة الفقيد محمد سيد إبراهيم بصيري، جعلت الشعب الصحراوي يأخذ زمام المبادرة ويشرع في مجهود وطني شامل لكل نقاط تواجده، يوحد كل طاقته ويصهر كل مكوناته في بوتقة مشروع وطني واحد هو إقامة دولة كل الصحراويين، الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، مستقلة كاملة السيادة على ترابها الوطني."

و فيما يلي النص الكامل للكلمة الموجهة للشعب الصحراوي :

" بسم الله الرحمن الرحيم

" إن ينصركم الله فلا غالب لكم"

صدق الله العظيم

 

أيها الشعب الصحراوي المكافح

تنقضي اليوم تسع وثلاثون سنة على إعلان الكفاح المسلح ضد الوجود الاستعماري فوق التراب الوطني الصحراوي، بقيادة الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، وها هو ذلك التنظيم الصغير الذي شكلت نواته الأولى ثلة قليلة من المؤمنين بالله والواثقين بشعبهم والمصرين على تجسيد إرادته، يصبح اليوم تنظيماً وطنياً شاملاً لكل الصحراويين، أينما تواجدوا، يلج سن الأربعين، بكل ما يحلمه ذلك الرقم من دلالات وأبعاد، رشداً وحكمة وثباتاً واستمرارية.

لقد جاء اندلاع الكفاح المسلح في الصحراء الغربية تتويجاً لمسار طويل من المقاومة الوطنية على مر العصور، ونتيجة طبيعية لسلسلة من التطورات الميدانية، الوطنية والجهوية والدولية، كان من أبرزها انتفاضة الزملة في 17 يونيو 1970، بقيادة الفقيد محمد سيد إبراهيم بصيري، جعلت الشعب الصحراوي يأخذ زمام المبادرة ويشرع في مجهود وطني شامل لكل نقاط تواجده، يوحد كل طاقته ويصهر كل مكوناته في بوتقة مشروع وطني واحد هو إقامة دولة كل الصحراويين، الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، مستقلة كاملة السيادة على ترابها الوطني.

وفي ظرف وجيز، وفي ظل ظروف غاية في الصعوبة، وطنياً وجهوياً ودولياً، تقدم الكفاح الوطني الصحراوي يخطى ثابتة، على جميع الأصعدة، السياسية والاجتماعية والدبلوماسية وغيرها، وسجل الصحراويون حضورهم بقوة وسرعة، وانتزعوا مكانتهم المستحقة وحققوا كثير المكاسب والإنجازات، ووضعوا الأسس المتينة لمجتمع عصري يقوم على تكريس مثل الديمقراطية والمساواة، ويعطي للمرأة والشباب المكانة الرائدة المنسجمة مع دورهما المحوري في معركة التحرير والبناء.

تلك الإنجازات والمكاسب الجليلة ما كان لها أن ترى النور لولا تلك التضحيات الجسام والبطولات الخالدة والمعاناة والمكابدة التي قدمها أبناء وبنات الشعب الصحراوي البطل، الذين لم يترددوا لحظة في الانخراط في تنظيمهم الوطني ورائد كفاحهم، الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، وعلى كل المستويات وفي كل الجبهات، بكل صدق وإخلاص ووطنية، بكل شجاعة وإقدام وتفاني.

في مثل هذا اليوم الخالد إذن، لا يمكن إلا أن نقف وقفة إجلال وتقدير وإكبار على أرواح كل شهداء ثورة العشرين ماي الخالدة الذين استرخصوا الغالي والنفيس وقدموا أرواحهم الطاهرة الزكية فداء للشعب والوطن، رجالاً ونساءً، شيباً شباباً، وفي مقدمتهم مفجر الثورة، شهيد الحرية والكرامة، الولي مصطفى السيد.

وفي ذكرى إعلان الكفاح المسلح لا يمكن كذلك إلا أن نتوجه بالتحية والتقدير والإجلال إلى أولئك الأسود الأشاوس، مقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي، الذين سجلوا أروع الصفحات في تاريخ الحروب التحريرية، وقدموا للعالم أجمع دروساً فريدة في تحدي كل الصعاب ومواجهة أعتى المخاطر وابتكار أنجع الطرق والأساليب للتصدي لعدوان همجي تقوده سلطات الاحتلال المغربي لممارسة سياسة إبادة حقيقية في حق الشعب الصحراوي، مدعم بجحافل الجيوش الجراراة وأبشع وسائل التدمير المحرمة دولياً، بما في ذلك الجرائم ضد الإنسانية بالقـَـنبلة بالنابالم والفوسفور الأبيض والقنابل العقنودية وإقامة الجدران الفاصلة المدججة بأحدث التكنولولجيات وزرع ملايين الألغام المضادة للإفراد.

تحية إلى جماهير الشعب الصحراوي قاطبة التي عرفت كيف تصمد، رغم الظروف القاسية والصعوبات الجمة، في مواجهة سياسات ومناورات العدو الدنئية ومحاولاته البائسة للمس من وحدتها وقناعتها وإيمانها الراسخ بحقوقها العادلة والمشروعة، إلى كل الرجال والنساء والشباب الذين ظلوا على الدوام الشعلة المتقدة للثورة الصحراوية.

وتحية إلى جماهير انتفاضة الاستقلال المباركة التي تقدم الدليل والبرهان، بالتضحيات الجسام والشهداء ، من أمثال سعيد دنبر الذي لم يوارَ الثرى بفعل تعنت سلطات الاحتلال المغربي، على إصرارها على المضي قدماً على درب النضال والمقاومة السلمية، مهما تفننت سلطات الاحتلال المغربي في أساليب البطش والقمع الوحشي الأعمى. وفي ذكراها السابعة، التي لا تنفك الانتفاضة تسجل فصول البطولة والاستماتة، وتزداد اتساعاً وشمولاً وانتشاراً، وتتعزز بالطاقات الوطنية من كل الفئات والأعمار، ولا ينقضي يوم إلا وتتطاير شظاياها فتقض مضاجع الغزاة المحتلين في الأراضي الصحراوية المحتلة وفي جنوب المغرب وفي مواقع تواجد الصحراويين في الجامعات والمعاهد المغربية وغيرها.

والشعب الصحراوي، كل الشعب الصحراوي، في يوم عظيم كهذا، يجدد وقوفه مع جماهير انتفاضة الاستقلال، ويحيي يحرارة كل بطلاتها وأبطالها، ويترحم على شهدائها البررة، ويؤكد تضامنه مع كل المعتقلين السياسيين الصحراويين وعائلاتهم، بمن فيهم معتقلي الداخلة وملحمة اقديم إيزيك، ذلك المعلم النضالي الذي أشع فأضاء أرجاء المعمورة بمعاني الشهامة والإباء والنخوة والرفض المطلق للظلم وللوجود الاستعماري فوق التراب الوطني الصحراوي.

في ذكرى غالية مثل هذه، نستحضر معاً أولئك المفقودين الصحراويين الذين ابتلعتهم غياهب السجون ومتاهات الزنازن المغربية منذ الاجتياح العسكري للقوات الملكية المغربية لبلادنا في 31 أكتوبر 1975، لنؤكد بأن الشعب الصحراوي ، بقيادة ممثله الشرعي والوحيد، الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، سوف لن يتخلى عن المطالبة بالكشف عن الحقيقة الكاملة عن مصيرهم.

وفي هذا اليوم الخالد، نحيي وبحرارة، مع كامل الشكر والتقدير والامتنان، كل الأشقاء والحلفاء والأصدقاء في كل أصقاع العالم، الذين ساندوا ويساندون كفاح شعبنا العادل، وفي مقدمتهم جزائر العزة والكرامة، جزائر المواقف المبدئية الخالدة إلى جانب إحقاق الحق وتطبيق مقتضيات الشرعية الدولية بضمان حق الشعوب المقدس في الحرية وتقرير المصير والاستقلال.

 

أيها الشعب الصحراوي المكافح،

إن كل خطوة يقوم بها العدو في طريق التعنت والهروب إلى الأمام إنما تؤكد بطلان حججه وتهافت مزاعمه. فنضال وصمود الشعب الصحراوي على مدار تسع وثلاثين سنة من الكفاح والمقاومة لا يترك أي مجال لأطماع التوسعيين وترهات المشككين والمترددين والواهمين، فلا يجدون سوى سبيل المراوغة والتعنت الأعمى الذي، بقدر ما يؤكد ضعفهم وخيبة أملهم، بقدر ما يجسد قوة الشعب الصحراوي البطل، المؤمن بعدالة قضيته، المستعد للذود عن حقه وكرامته واستقلاله، مهما كلف ذلك من ثمن ومهما اقتضى من زمن.

فإقدام الحكومة المغربية اليوم على ما تسميه سحب ثقتها من المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، السيد كريستوفر روس، بعد أن هللت مرحبة بتقرير الأمين العام وقرار مجلس الأمن، إنما يعكس ذلك الارتباك اللصيق بالقوى الاستعمارية الظالمة وهي تتخبط في محاولات محمومة، عبثية ويائسة لإخفاء شمس الحقيقة بغربال الباطل.

الموقف المغربي هو موقف المحتل الظالم الخارج عن القانون، الذي ينتهك مقتضيات الشرعية الدولية، ويتنكر لالتزاماته تجاه القانون الدولي الإنساني، ويستهتر بكل قرارات وتوصيات الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي ومنظمة دول عدم الانحياز والبرلمانات القارية والوطنية والجهوية والأحزاب والشخصيات الدولية وتقارير المنظمات الدولية المختصة في حقوق الإنسان ووسائل الإعلام المستقلة حول انتهاكاته الجسيمة والمتواصلة.

أمام تعنت الظلام لا يبقى للثوار سوى خيار المقاومة العتيدة والمستميتة. وإن الصحراويين مطالبون اليوم، أمام كل هذه التطورات، بتصعيد المقاومة السلمية، تصعيد وتأجيج انتفاضة الاستقلال، باعتبارها الجبهة الراهنة، المتقدمة والمحتدمة. هي دعوة متجددة لتصعيد انتفاضة الاستقلال في كل مواقع الفعل الوطني، في ظل الوحدة الوطنية والتماسك والانسجام والالتحام وتراص الصفوف. فلا سبيل للخلاص والانتصار إلا بالتجسيد الميداني المكثف لشعار المرحلة : الوحدة والتصعيد.

فالحقيقة الدامغة هي أنه بعد مرور زهاء الأربعين عاماً على اندلاع الشرارة الأولى للكفاح، في عملية الخنكة التاريخية في 20 ماي 1973، وفي زمن قياسي في تاريخ حركات التحرير الوطني، ها هو الشعب الصحراوي اليوم أكثر إصراراً من أي وقت مضى على مواصلة معركته من أجل الحرية والكرامة، وقد اجتمعت كلمته كما لم تجتمع يوماً خلال كل تاريخه القديم والمعاصر، واحتل مكانته عن جدارة واستحاق وكرس الاعتراف الدولي بضرورة ممارسته لحقه، غير القابل للتصرف، في تقرير المصير والاستقلال  وخلد اسمه إلى أبد الآبدين، بين الشعوب والأمم، كحقيقة وطنية وجهوية ودولية لا رجعة فيها.

والحقيقة الدامغة هي أن الشعب الصحراوي، بقيادة ممثله الشرعي الوحيد، الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذي، وهي تلامس الذكرى الأربعين لتأسيسها، وتعقد مؤتمرها الثالث عشر فوق التراب الوطني المحرر، مؤتمر الشهيد المحفوظ اعلي بيبا، في أحضان وحماية أسود جيش التحرير الشعبي الصحراوي البطل، في ظل حضور وطني غير مسبوق، شامل لكل نقاط تواجد الجسم الصحراوي، بما فيها، لأول مرة وبزخم كبير، من الأراضي المحتلة وجنوب المغرب والمواقع الجامعية داخل المغرب، يعلن للعالم أجمع بأنه لا تراجع عن خياره الوطني، وأن الدولة الصحراوية المستقلة هي الحل.

 

عاش الشعب الصحراوي البطل

عاشت الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب،

عاشت الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية

 

" ألا إن نصر الله قريب"

صدق الله العظيم

". (واص)

090/089