Перейти к основному содержанию

لنجعل من يوم افريقيا موعدا مع التاريخ (كلمة الرئيس محمد عبد العزيز في قمة فريقيا حول المهجر )

Submitted on

جوهانزبورغ (جنوب إفريقيا) 25 ماي2012 (واص)-  اعرب الرئيس محمدعبد العزيز-الامين العام لجبهة البوليساريو،  عن الاسف انه في وقت تحيى فيه القارة الافريقية يومها الذي يصادف 25 ماي، يظل شعب الصحراء الغربية اخر مستعمرة في افريقيا تحت الاحتلال، مطالبا في كلمة امام القمة الاولى في موضوع المهجر الافريقي التي احتضنتها جنوب افريقيا يومي الخميس والجمعة، من القارة و قواها  بجعل من يومها "موعداً" لالتفاتة عميقة تجاه ذاتها ومستقبلها، واستقطاب كل مهارات وكفاءات أبنائها، في جميع المجالات، المتناثرة في مختلف أنحاء العالم، لتجعلها قوة، ليس فقط لتطوير ونماء إفريقيا، ولكن لخلق قنطرة تواصل حضاري بين الشعوب والأمم.

 

 النص الكامل لكلمة الرئيس محمد عبد العزيز، رئيس الجمهورية الصحراوية، الأمين العام لجبهة البوليساريو، أمام القمة الإفريقية الأولى حول المهجر، جوهانزبورغ (جنوب إفريقيا)، 25 ماي 2012:

 

"بسم الله الرحمن الرحيم

أصحاب الفخامة رؤساء الدول والحكومات والوفود في الاتحاد الإفريقي والكاريبي وأمريكا الجنوبية،

السيدات والسادة، 

أود أن استهل هذه المداخلة بالتعبير عن عميق الشكر والعرفان لهذا البلد المضياف، جنوب إفريقيا، بقيادة فخامة الرئيس جاكوب زوما، على ما وفره من كرم الضيافة وحسن الاستقبال و، بالخصوص، على ما أبداه من متابعة واهتمام لموضوع الجاليات الإفريقية، منذ البدايات التحضيرية المبكرة، وصولاً إلى احتضان هذه القمة التاريخية الأولى من نوعها.

إنه لمن دواعي السرور أن أتناول الكلمة في هذا الجمع الكريم، وأود أن أعبر عن الشكر لكم جميعاً على تخصيصكم قمة لموضوع الجاليات الإفريقية، بما له من أهمية بالغة في تعميق التعاون والتنسيق بين شعوب القارة الإفريقية فيما بينها ومع شعوب أمريكا والعالم.

قارة إفريقيا العتيدة، مهد البشرية، التي عانت على مر العصور من شتى أنواع الظلم والاضطهاد، مطالبة اليوم بجعل يومها العالمي موعداً لالتفاتة عميقة تجاه ذاتها ومستقبلها، واستقطاب كل مهارات وكفاءات أبنائها، في جميع المجالات، المتناثرة في مختلف أنحاء العالم، لتجعلها قوة، ليس فقط لتطوير ونماء إفريقيا، ولكن لخلق قنطرة تواصل حضاري بين الشعوب والأمم.

رؤساء الدول والحكومات والوفود،

في هذا اليوم التاريخي المشهود، يوم إفريقيا، يوم تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية،  اليوم الذي قررت فيه إفريقيا الإسراع في استكمال التحرر والتخلص إلى الأبد من كل أشكال الاستعمار والهيمنة، نستحضر إحدى الأسس الراسخة التي قامِ عليه مشروع الوحدة الإفريقية، وهي أن القارة لن تتحرر ما دام جزء منها يعاني من واقع الاستعمار والاحتلال.

ومع الأسف الشديد، فإن بقاء أجزاء من أراضي الجمهورية الصحراوية تحت الاحتلال المغربي، لا زال يحول دون تحقيق ذلك الحلم الإفريقي النبيل، ويعرقل تصفية الاستعمار من آخر مستعمرة في إفريقيا.

فالمملكة المغربية تحتل بالقوة العسكرية أرض شعب إفريقي مسالم وتنهب خيراته ليل نهار وتمارس بحقه أبشع الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، الموثقة في مئات التقارير للمنظمات المختصة، بما فيها المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، وتقيم جداراً فاصلاً بين عائلاته، مدعماً بملايين الألغام المضادة للأفراد، المحرمة دولياً، وتعرقل بشكل ممنهج ومتواصل جميع الجهود الرامية إلى حل نزاع الصحراء الغربية، بما يتماشى وميثاق وقرارات الأمم المتحدة، وفي مقدمتها حق البلدان والشعوب المستعمرة في الحرية والاستقلال.

وإن لجوء الحكومة المغربية إلى ما تسميه سحب الثقة من المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة لا يعكس أزمة بينها وبين السيد كرستوفر روس بقدر ما يجسد أزمتها الحقيقية مع كامل منظومة الأمم المتحدة، لأن ممارساتها تتناقض كامل التناقض مع مقتضيات القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.

كل ما في الأمر أن الحكومة المغربية تريد أن تفرض منطقها وتجعل البعثة الأممية في الصحراء الغربية تتخلى عن مهمتها الرئيسية، وهي تنظيم استفتاء تقرير المصير، لتحولها إلى مجرد إدارة في خدمة سياسات المغرب التوسعية الظالمة.

إن الجمهورية الصحراوية تتوجه إلى هذا الجمع الكريم ومن خلاله إلى المجتمع الدولي قاطبة من أجل التدخل العاجل لإنهاء هذه الوضعية غير القانونية وغير الأخلاقية، وممارسة كل الضغوطات والعقوبات اللازمة على الحكومة المغربية حتى تمتثل للشرعية الدولية، وبالتالي تمكين الشعب الصحراوي من يوم واحد من الديمقراطية، يختار فيه مصيره بكل شفافية، عبر استفتاء حر، عادل ونزيه لتقرير المصير.

السادة رؤساء الدول والحكومات والوفود،

أحيي بحرارة هذه المبادرة المستنيرة التي ستقود دون شك إلى خلق دور ريادي للجاليات الإفريقية في العالم، يعزز روابط الصداقة والتضامن بين الشعوب عامة ويسهم في تنمية وتطوير القارة الإفريقية خاصة، وأهنيء الاتحاد الإفريقي وشركاءه في الكاريبي وأمريكا الجنوبية وغيرها على هذا العمل الخلاق، متمنياً له كل التوفيق والنجاح.

شكراً والسلام عليكم" (واص)

062\090