العيون (المناطق المحتلة)، 05 يونيو 2012 (واص)- أقدمت سلطات الاحتلال المغربي بمدية العيون على دفن جثة الشاب الصحراوي سعيد دمبر ، الذي اغتاله شرطي مغربي منذ 17 شهرا و 15 يوما، دون علم عائلته حيث ظل طيلة هذه المدة يرقد في ثلاجة بمستشفى بعد رفض العائلة تسلم جثته إلى غاية فتح تحقيق مستقل في ملابسات عملية الاغتيال، حسبما افاد بيان لتجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان.
و كانت العائلة قد فوجئت في حدود الساعة الثامنة و النصف من صباح أمس الاثنين بعناصر من شرطة الاحتلال على متن ثلاثة سيارات تتوقف أمام منزلها قبل أن ينزل من إحداها ما يسمى نائب والي أمن و بعض ضباط الشرطة و يقومون بطرق باب منزل العائلة.
و حسب بيان صادر اليوم عن عائلة الشهيد الصحراوي سعيد دمبر، فأن والدته، خيرة أحمد أمبارك الكليوة، البالغة من العمر 76 سنة تعرضت للضغط من قبل ضباط الشرطة المغربية تحت إشراف نائب والي الأمن بالعيون المحتلة من أجل تسلم وثيقة دون أن تعرف محتواها ، لكنها رفضت تسلمها و التوقيع على أنها تسلمتها قبل أن تفاجئ بالمسؤولين في الشرطة يقومون برمي هذه الورقة أمام المنزل و ينصرفون.
و اعتبرت العائلة أن ابنها حسب هذه الوثيقة الصادرة بتاريخ 04 يونيو 2012 بمكتب ما يدعى الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف قد دفن جثمانه بتاريخ 09 يناير 2012 ، مستغربة كيف يمكن أن تحضر في حدود الساعة التاسعة صباحا بتاريخ صدور الوثيقة المذكورة ؟.
و خلصت إلى أن هذه الوثيقة تشكل إخبارا لأفراد العائلة بالدفن، و ليس أبدا استدعاء لها لحضور دفن جثمان ابنها بعد مضي حوالي 17 شهرا و 15 يوما عن تواجده المفترض بثلاجة بقسم الأموات بمستشفى حسن بن المهدي بالعيون المحتلة ، و هو ما يجعلها تظل متمسكة بفتح تحقيق و الكشف عن ظروف و ملابسات مقتل ابنها.
و استنكرت عائلة الشهيد الصحراوي سعيد دمبر لجوء الدولة المغربية التستر على حقيقة مقتل ابنها و دفنه في زمان و مكان ليس من اختيارها و محاولتها ( أي الدولة المغربية ) حبك سيناريو مفضوح لدفن جثمانه دون حضور أي فرد منها و دون تحقيق مطالبها العادلة و المشروعة ، و هو ما اعتبرته العائلة معززا لموقفها في الإقرار بتورط الدولة المغربية في مقتل ابنها سعيد دمبر.
و طلبت العائلة أخيرا المنتظم الدولي بالضغط على الدولة المغربية من أجل فتح تحقيق عادل ونزيه في مصير قضية ابنها سعيد دمبر المتوفى برصاص الشرطة المغربية ، مناشدة المنظمات و الجمعيات الحقوقية الدولية بمؤزرتها من جديد في هذه القضية و الكشف عن الحقيقة ورفع الغبن و الحيف و الاستخفاف عن العائلة المكلومة بفقدان ابنها و التلاعب بجثمانه.
و في موضوع ذي صلة، شهدت مدينة العيون و منذ الساعات الأولى من هذا اليوم تواجدا مكثفا لعناصر الشرطة المغربية و القوات المساعدة بمختلف شوارع و أحياء و أزقة المدينة، كما شوهدت دوريات متعددة تحاصر منزل عائلة الشهيد الصحراوي سعيد دمبر و ما يسمى محكمة الاستئناف و المؤسسات التعليمية و التربوية و مقبرة خط الرحمة المتواجدة جنوب شرق مدينة المدينة المذكورة.(واص)
090/091 واص