Перейти к основному содержанию

الأفكار لا يمكن سجنها.. لا أفكار الصحراويين ولا أفكار غيرهم" (مراقب لمحاكمة معتقلي اكديم ايزيك)

Submitted on

 كاديث (اسبانيا)4 مارس 2013 (واص)- لاحظ احد المراقبين الاسبان في محاكمة معتقلي اكديم ايزيك، فرانشيسكو سيرانو، ان " الأفكار لا يمكن سجنها"مضيفا في مقال نشرته عدد من الصحف الاليكترونية الاسبانية (دياريو دي كاديث،دياريو ديسيبيا..) انه  " لا أفكار الصحراويين ولا أفكار غيرهم، يمكن حجبها في تعليقه على  محاكمة النشطاء الصحراويين التي جرت مابين فاتح 16 فبراير امام المحكمة العسكرية المغربية في الرباط ")

 وسجل المراقب  ان  إحدى التهم الأكثر إثارة للانتباه تلك المتعلقة ب"الاحتجاز"حسب صك التهم  المغربية الموجهة للمعتقلين الصحراويين،ويضف مستغربا ايعقل ان عشرين من أولئك النشطاء "احتجزت" 20000 شخص في مخيم اقديم إيزيك. " في ظل "غياب" اية شكوى واحدة من طرف العشرين ألف ضد أي من المتهمين.

"ثم أنه علينا أن نتساءل كيف وبأية طريقة تمكن عشرون شخصاً من احتجاز عشرين ألف؟ " يقول سيرانو متهكما على تلك التهم.

 ويذكرالمراقب الاسباني  ان اقديم إيزيك، أو مخيم الكرامة، أقيم في أكتوبر 2010 في ضواحي مدينة العيون، للمطالبة بحقوق اجتماعية واقتصادية. في مرحلته الجنينية لم يتم التطرق إلى كفاح الشعب الصحراوي وحقه في تقرير المصير. غير أن المخيم الذي أقيم تزايد واحتضن زهاء العشرين ألف شخص. وفي يوم الاثنين، 8 نوفمبر 2010، قام رجال شرطة وجنود مغاربة باجتياح المخيم وتفكيكه بطريقة عنيفة. وقد اعتبر المخيم بداية الربيع العربي، يقول سيرانو .


"المغرب احتل بالقوة مخيم اقديم إيزيك"، يؤكد سيرانو، قبل ان يضيف " تصور أنك على الساعة السادسة صباحاً نائما في خيمة، مع زوجتك وأولادك، وتراهم يدخلون بتلك الطريقة، ماذا ستفعل؟.

وفي معرض  تساؤله ونقده للتهم الموجهة من طرف المغرب للنشطاء الصحراويين، يقول المراقب اذاكانت تهم بأنهم قتلوا رجال شرطة وجنود مغاربة، فأين هي الجثث؟ ماذا يـُعرف عن تشريحها؟ ويجب سيرانو " لا شيء" مضيفا " لا يوجد أي ذكر لها في سجل الجثث المجهولة. لم يتم تنظيم أية مراسيم لها.

" أي بلد هذا الذي لا يكرم عسكرييه الذين يموتون أثناء تأدية العمل؟ لا يوشحهم بوسام شرفي؟ لا يعترف بهم؟..المغرب لم يقم بأي شيء من ذلك. والأسلحة التي يقول بأنهم قتلوا بها، لم يتم تقديم أدنى دليل على أنه تم استعمالها من طرف أي من المتهمين. لقد قدموا خلال المحاكمة سكاكين وسواطير وفؤوس. لقد كانت نظيفة، وليس عليها ولا بقعة دم واحدة. وكان العسكريون يأخذونها ويحضرونها، يعرضونها في المحاكمة بإذن كامل من المحكمة، ولكن لم تسجل أي بصمة" يقول سيرانو.

كل هذه التفاصيل تم نقلها من طرف المراقبين لهذه المحاكمة إلى الهيئات الإسبانية والدولية. " ذلك هو عملنا حين نحضر لمحاكمات ضد نشطاء صحراويين والتي ـ كما نعرف ـ تنتهي بأحكام سجنية". " ولكن الأفكار لا يمكن سجنها"، يذكر سيرانو. " لا أفكار الصحراويين ولا أفكار غيرهم".


" لقد انتهت المحاكمة بصدمة لا زال وقعها مدوياً، ولا زالت ترن في أسماع فرانثيسكو سيرانو. إنه أحد المحامين الذين حضروا كمراقبين دوليين في المحاكمة التي جرت شهر فبراير الماضي ضد 25 صحراوياً معتقلين على خلفية أحداث امخيم اقديم إيزيك، في ضواحي مدينة العيون، والذي تم تفكيكه بطريقة عنيفة في 8 نوفمبر 2010 من طرف رجال شرطة وجنود مغاربة تقول الصحيفة الاسبانية دياريودي كاديث في تقديمها لتلك الشهادة ."

  يضيف سيرانو في تعليقه على الاحكام الصادرة في حق مجموعة اكديم ايزيك"لقد كانت الأحكام قاسية : تسعة متهمين حكم عليهم بالمؤبد، وأربعة بـ 30 سنة سجناً، وسبعة بـ 25 وثلاثة بـ 20. وقد تم إطلاق سراح اثنين" ويقول " ان مثل هذه الأحكام لم تفاجئنا".
 

 وتكتب الصحيفة قائلة "لقد حضر إلى المحاكمة كعضو من مجموعة المراقبين الدوليين والذين اضطر المغرب إلى قبول حضورهم. في هذه المرة، أحاطت الإدارة المغربية تنظيم المحاكمة بقناع الضمانات. لقد التزمت تماماً بالشكل، لكن العمل في الخفاء كان شيئاً مختلفاً".

 

"كانت هناك أجهزة معطـِّلة تشتغل في جنبات قصر العدالة لتحييد الهواتف النقالة، مما اضطرنا إلى الانتقال مسافة عدة أمتار من القاعة لكي نروي ما كان يجري. الأمر نفسه وقع للنشطاء الحقوقيين، وهذا ما جعل أخبار ما كان يقع تصل متأخرة إلى المخيمات. لقد تقبلونا هناك، ولكن وجودنا كمراقبين دوليين في محاكمة كهذه أمر غير مريح، فكانت الشرطة تراقبنا، وكان الجو عامراً بالعدائية. في مناسبة أخرى، ليس في هذه المحاكمة، وإنما في الفندق الذي كنا نقيم فيه، سحبوا منا الاتصال اللاسلكي للإنترنت (ويفي) لكي يمنعوننا من التواصل عبر شبكة الإنترنت، يقول المراقب الاسباني في شهادته ".

 وتنبه الصحيفة الاسبانية  ان سيرانو، الذي هو في الوقت نفسه عمدة بلدية مونتيانو عن حزب اليسار الموحد، يتفق مع بقية المراقبين الذي حضروا هذه المحاكمة ـ من بينهم عضوا البرلمان الأوروبي أنتونيو ماسيب Antonio Masip، عن الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، وويلي مييـَّر Willy Meyer، عن اليسار الموحد ـ في أنه كان يجب إعلان أن المحاكمة لاغية مسبقاً وأنه لا يجب إجراؤها في الظروف الي جرت فيها.

"كبداية، لم يكن يجب أن تتولى المهمة محكمة عسكرية. كما أنها، ترابياًً، ليس من صلاحيتها، طالما أن الأحداث وقعت فوف أرض ليست مغربية، بل فوق إقليم معترف به من طرف الأمم المتحدة على أساس أنه في انتظار تصفية الاستعمار " محتل، مغزِيٌّ " ـ يذكر سيرانو ـ من طرف المغرب.
" لا يمكن أن تكون المحكمة عسكرية لأن الدستور المغربي المعلن حديثاً يمنع في مادته 127 المحاكم الاستثنائية. وبالتالي فهناك أسباب كافية لكي يتم الإعلان عن أن هذه المحاكمة لاغية"، يدين المحامي الإشبيلي تلك المحاكمة"

" يستغرب سيرانو كيف ان حاميها كان هو حراميها قائلا "لقد كان العسكر طرفاً وقاضياً. هم الذين تدخلوا في تفكيك مخيم اقديم إيزيك. يقولون أن الضحايا، الموتى، عسكريون. وهم الذين يقومون بالمحاكمة. لا وجود لأي حيادية. المغرب نفسه ينتهك دستوره"".

 ويضف المحاكمة، رغم أنها استوفت كل الشكليات، لم يستطع التخلص من أمر اعتبره المراقبون جلياً : كانت استعراضاً، "عملاً مسرحياً".

و منذ البداية تم رفض ما أراده المحامون والمراقبون : أي إلغاء المحاكمة لأن المحكمة غير مختصة. وبعد عدة تأجيلات، بدون تبرير، مضت المحاكمة، ب"ضمانات قليلة أو معدومة"تنقل الصحيفة عن سيرانو.

المحكمة ووكيل الملك ( المقابل لوكيل النيابة)، اعتمدا على التصريحات التي أخذت من المتهمين بعد اعتقالهم " ولكن هذه التصريحات تم الحصول عليها تحت التعذيب والترهيب والتعريض للإهانة"، كما يلح سيرانو. "

"وصل الأمر في حالة أحدهم إلى حد الاغتصاب باستعمال قضيب معدني، مما تسبب له في جراح ظلت تدمي لعدة أشهر. وقد طالب، وهذا من حقه تماماً، أن يخضع لفحص طبي ليقدم إلى المحكمة كدليل. غير أن المحكمة رفضت، مما حال دون اعتماد تلك الاعتداءات. وقبل ذلك تم تهديد المعتقلين، حيث قيل لهم بأن الأمر نفسه سيقع لعائلاتهم، وفي الرحلة من العيون إلى الرباط، داخل طائرة في رحلة ليلية، تم تهديدهم بأنه سيتم رميهم من الطائرة. هكذا تحصلوا على تصريحاتهم،  تسرد الصحيفة فقرات من تلك الشهادة ".
088/090