Перейти к основному содержанию

مرافعة المعتقل السياسي الشيخ بنكة: وقوفنا أمام هذه المحكمة ليس سوى فصل من محاكمة عسكرية تمتد منذ 1975 تاريخ الاجتياح المغربي للصحراء الغربية

Submitted on

الرباط 22 مارس 2013 (واص)- اكد المعتقل السياسي الصحراوي الشيخ بنكة، خلال مرافعته امام المحكمة العسكرية المغربية لمعتقلي "كديم ايزيك" أنها "ليست المرة الأولى التي نحاكم فيها كشعب أمام العسكر وما وقوفنا الأن أمام هذه المحكمة سوى فصل من محاكمة عسكرية تمتد منذ سنة 1975 تاريخ الاجتياح المغربي للصحراء الغربية بالدبابات و الجيوش"

"لقد حكمنا أمام الأربطة الدفاعية والدبابات والرصاص الذي لعلع في سماء الصحراء الغربية ليغتال كل صوت يطالب بالاستقلال لقد تم استنطاقي من طرف ضباط لا أعرف جهاتهم و مسؤولياتهم و كنت أسأل عن موقفي من قضية الصحراء الغربية و عن الدولة الصحراوية وعن اعتقادي بتقرير المصير عبر الاستفتاء" يضيف الشخ بنكة
نص المرافعة:
أحيي تحية إجلال وإكبار كل شهداء القضايا الحرة والكلمة عبر العالم والمعذبين والمضطهدين على هذه الأرض وتحية مماثلة ملؤها الاعتزاز والشموخ للظاهرة والأسطورة الشهيد " الوالي مصطفى السيد " و كل شهداء الوطن و أحرار العالم ... واحيي بالكثير من الاحترام والتقدير الأساتذة الأجلاء الذين يرافعون عنا و المراقبين الدوليين الذين تجشموا عناء السفر من أجل تسجيل هذا الموقف الإنساني النبيل ... لقد تم اعتقالي يوم 08 نوفمبر 2010 باكديم إزيك، حيث كان النزوح الذي ربما بمفهومه الطبيعي يحدث انطلاقا من تغير عوامل الطبيعة أي بالارتباط بالكوارث الطبيعية كالزلازل والأعاصير والحروب وغيرها ،أي الخروج من واقع تنعدم فيه شروط الحياة إلى واقع أخر يضمن هذه الشروط ،وبصيغة أخرى الخروج من الموت الى الحياة و لكن النزوح الذي قام به الصحراويون هو نزوح من نوع آخر بحثا عن الكرامة التي تنعدم في العيون بفعل الحصار والقمع وهمجية قوات الاحتلال ، هذا النزوح داخل المخيم الذي كان بشهادة كبار المفكرين في العالم الفيلسوف الأمريكي المعروف " ناعوم تشومسكي " الذي اعتبره بداية للربيع العربي
نحن اليوم نحاكم امام محكمة استثنائية اسمها المحكمة العسكرية، مؤكدين على أن هذه المحاكمة العسكرية هي اغتيال حقيقي للدستور المغربي نفسه

جاء الاعتقال يضيف الشيخ بنكة بمخيم اكديم إزيك ليس وليد فعل فجائي أو اعتباطي، فلا بد من الإحاطة بالأمور بنوع من التفصيل و التدقيق ...هذا المخيم متكون من ساكنة الصحراء الغربية التي تصنف قضيتها في القانون الدولي كقضية تصفية استعمار طبقا لقرارات الأمم المتحدة الصادرة منذ سنة 1965 وأول قرار هو رقم 72/20 وقرار رقم 37/34 الصادر عام 1979 القاضي بجلاء الاحتلال المغربي و بكون المينورسو متواجدة بالمنطقة تحت إشراف الأمم المتحدة و تنتظر تطبيق الشرعية الدولية، و قضية الصحراء الغربية تحظى بمتابعة إعلامية دولية مهمة ... و لا يمكن مناقشة الملف بمعزل عن هذا السياق العام، على اعتبار أن الشعب الصحراوي عانى سنوات من الحرمان و التشريد و القمع الممنهج الممارس من قبل الدولة المغربية ... إن الصحراويين خرجوا لرفض الواقع الذي نددت به مختلف المنظمات الدولية لحقوق الإنسان فمن قتل و قنبلة بالفوسفور الأبيض و الرمي من الطائرات و اختطاف آلاف المواطنين و الزج بهم في مخابئ سرية إلى تسميم الآبار ...هذه المنظمات الحقوقية الدولية كمنظمة العفو الدولية وهيومان رايت وواتش وفرونت لاين ومركز روبرت كنيدي للعدالة والديمقراطية وبعثة تقصي الحقائق المنتدية عن البرلمان الاوربي الذين أكدوا جميعهم على أن الانتهاكات مرتبطة بمصادرة حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير ومورست في نطاق سياسة مركزية وعامة .

إن اعتقالي يضيف الشيخ بنكة تنعدم فيه الشروط القانونية و قد تم بطريقة بشعة و فظيعة، كنت نائما و فجأة استيقظت لأجد نفسي محاصرا تحت أحذية قوات الجيش المغربي ، كانوا 08 أشخاص مقنعين بلباس أسود مدججين بالأسلحة عرضوني للضرب و اللطم و تم تكبيل يدي و حملت كما تحمل الجثة في شاحنة و نظرت إلى المخيم يحترق ... وكل ماضبط بحوزتي هي مجرد أحلام راودتني في نشوة نوم اغتالتها أحذية العسكر الثقيلة التي أنهالت علي ،ووقت اعتقالي وضعت في شاحنة تم رمي داخلها كما ترمى القمامة معصوب العينين و مكبل اليدين قبل أن أجد نفسي بثكنة الدرك بالعيون، حيث تعرضت للركل و الرفس و شتى الأساليب و للممارسات الحاطة من الكرامة الإنسانية ووضعت مع حوالي 66 شخصا في زنزانة كنا مكدسين داخلها، لقد مورست علينا البشاعة والفظاعة تمنيت الموت من شدة الموت الحقيقي والتعذيب والألأم والاهانة ،لقد تمنيت الموت حقيقة لقد أنهارت قواي جسديا وذهنيا وخيل لي بل تمثلت أنه سيتم رمي حيا يرزق من الطائرة عندما تم نقلنا من العيون الى الرباط.

المحاضر التي تم تقديمها لم أطلع عليها و لم أناقش في فحواها و لا أعرف ماذا كتب و سطر فيها، و ما سألت عنه من طرف محققين هو موقفي من قضية الصحراء الغربية وهو الاعتقاد بالدولة الصحراوية المستقلة ولكن انسجاما مع طبيعتي كديمقراطي فانني مع الاستشارة الديمقراطية ومع الاختيار الذي يعبر عنه الشعب الصحراوي كان استقلالا أو انضماما أو حكما ذاتيا ... إذا مفهوم و مضمون هذه التهم غريب جدا، فأنا يضيف الشيخ بنكة أنتمي لشعب ينبذ العنف ليس لأنه عاجزا عن تبنيه، بل لقناعته و تربيته و احترامه لمبادئه ... لقد تمت مساومتي على أساس هذه الوقائع و عندما رفضت تم اقتيادي لأحاكم و كان ما كان ...إن كنا قد ارتكبنا هذه الجرائم فلماذا العالم يتضامن معنا ؟ ... فنحن تم تجريمنا حتى قبل مثولنا أمام المحكمة و قبل أن يقول القضاء كلمته ... تم تجريمنا بالبرلمان المغربي و من طرف مسؤولين حكوميين مغاربة ...

تم تجريمنا من قبل مسؤولين ، و هذا يعد ضربا و مسألة خطيرة تشوش على القضاء و هي ورقة تستغل دائما للضغط على القضاء إلى جانب الحملات الإعلامية المغرضة و ما كتبته الجرائد و صرح به قادة بعض الأحزاب المغربية في محاولة لزرع الأحقاد و تشويه الحقائق لدى الشعب المغربي الشقيق ... إن محاولة إلباس نضال شعبنا ثوب الارهاب والشيطنة و العنف وتحوير العلاقة بين الشعبين المغربي والصحراوي لتأخذ شكل التصادم المطلق عبر زرع الاحقاد والكراهية والضغينة ان كل هذا لن يساهم إلا في اتساع الهوة وتكريس ذالك الحاجز النفسي الذي أفرزه واقع الحرب..."

ليلة مثولي أمام قاضي التحقيق يوضح الشيخ بنكة جاءني رجال الدرك و قاموا بتعذيبي جسديا و نفسيا بعد 04 أيام من التعذيب في مخفر الدرك بالعيون و ما تعرضت له من ممارسات مشينة و مهينة داخل الطائرة، حيث لا يتم التعامل معي ورفاقي كآدميين، بقدر ما تم التعامل معنا كحيوانات بحكم أن ملابسنا كانت تحتوي على رائحة البول الذي سكب علينا في مخفر الدرك بالعيون و مليئة بالدماء ... ظلت عيناي معصوبتان و يداي مكبلتان وأحذية الدرك وضعت على رقابنا إلى أن و جدت نفسي داخل مكتب قاضي التحقيق الذي أخبرته بتعرضي للتعذيب، لكن لم يعد للأمر أي أهمية ، فقط سألني عن التهم المنسوبة إلي ..

إن مثولي ورفاقي يضيف الشيخ بنكة أمام المحكمة العسكرية يشكل مرحلة مفصلية في التاريخ، العالم يتابع تفاصيل هذه المحاكمة،
لقد سالني قاضي التحقيق عن موقفي من قضية الصحراء الغربية وزيارتي رفقة الوفد الثاني المكون من 10 مدافعين صحراويين عن حقوق الإنسان لمخيمات اللاجئين الصحراويين و عن مشاركتي في الندوة الدولية بالجزائر و أنشطتي السياسية و عن عضويتي في تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان و ترأسي للجنة الصحراوية لمراقبة حقوق الإنسان وعلاقتي ب " أمنتو حيدار " و " علي سالم التامك " و " محمد المتوكل " و مجموعة من الأسماء البارزة في الصحراء الغربية و عن قياديين في جبهة البوليساريو...

و لم أسأل أبدا عن ما تضمنته محاضر الضابطة القضائية من تصريحات لم اذكرها و لم أعلم بها.
أتعجب للرواية الرسمية المغربية و التي جاءت متضمنة في المحاضر لتبرير التدخل على مخيم اكديم إزيك و التي وصفت القائمين على هذا المخيم بأنهم يحتجزون أطفالا و نساء و عجزة ... و هنا أتساءل لماذا لم تحضروا أحدا من هؤلاء للقول بأنه كان بالفعل محتجزا ... قطعا لم تجدوا أحدا يؤكد هذا الاحتجاز، لأن كل من كان نازحا بهذا المخيم يقف اليوم للمطالبة بالإفراج عنا و يحمل صورنا و يعلقونها في منازلهم لان النازحين هم من يخرجون الان بالآلاف في الجزء المحتل من الصحراء الغربية منددين بهذه المحكمة الجائرة ويطالبون بحريتنا ويعلقون صورنا بمنازلهم ويعتبروننا ابطالا وقدوة ... هي مغالطة لا تختلف عن مغالطة وصف اللاجئين الصحراويين بالمحتجزين.(واص)
090/091 واص