Перейти к основному содержанию

في الذكرى 40 لاندلاع الكفاح المسلح : مرور اربعة عقود من المقاومة والصمود "دليل" على عدالة القضية وحتمية النصر (خطاب رئيس الدولة)

Submitted on

التفاريتي (الأراضي الصحراوية المحررة ) 20 ماي 2013 (واص )- اكد رئيس الدولة- الامين العام لجبهة البوليساريو، محمد عبد العزيز،اليوم الاثنين ببلدة التفاريتي المحررة على ان "انقضاء أربعين عاماً من المقاومة والصمود، من الإصرار والتحدي المتنامي، من الانجازات والمكاسب، دليل ما بعده دليل على عدالة القضية وحتمية الانتصار" معربا عن اعتقاده ان  الانتصار القادم وشيك وفي يد الشعب الصحراوي المكافح

وشدد رئيس الدولة في خطابه في مستهل الفعاليات المخلدة للذكرى ان "الجمهورية الصحراوية حقيقة وطنية وجهوية ودولية لا رجعة فيها وعامل توازن واستقرار في المنطقة والدولة الصحراوية المستقلة هي الحل".
وفيما يلي النص الكامل للكلمة:

 

"بسم الله الرحمن الرحيم

ضيوف شعبنا الأعزاء،

مقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي،

الأخوات والإخوة الحضور،

تنقضي اليوم أربعون عاماً على إعلان الشعب الصحراوي، بقيادة الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، اندلاع الكفاح المسلح ضد الوجود الاستعماري في الصحراء الغربية.

وفي هذه المناسبة، نترحم بكل إجلال وإكبار وتقدير على أرواح اولئك الشهداء البررة الأخيار الذين سقوا بدمائهم الزكية هذا الوطن الغالي، وفي مقدمتهم قائد الثورة ومفجرها الولي مصطفى السيد، بطل الحرية والكرامة الذي أعطى الدرس والمثال في الشجاعة والإقدام والفكر المستنير والثقة المطلقة بقدرة الشعب والقناعة الراسخة بحتمية الانتصار.

في مثل هذا اليوم منذ أربعين عاماً انطلق الكفاح المسلح في الصحراء الغربية بسبعة عشر رجلاً، لا سلاح لهم سوى الإيمان بعدالة القضية والعزيمة والاستعداد للتضحية.  وقد شهد مسار الكفاح المسلح تطورات خطيرة، جعلت الجيش الصحراوي، الذي تأسس في ذلك اليوم التاريخي، وعلى قلة عديده وعتاده وخبرته، يدخل في مواجهة مفتوحة مع ثلاثة جيوش منذ أواخر سنة 1975، على إثر توقيع اتفاقية مدريد الثلاثية بين إسبانيا والمغرب والنظام الحاكم آنئدٍ في موريتانيا.

وعلى مدار ستة عشر سنة من المقارعة الحربية الضارية على جبهة ممتدة على آلاف الكيلومترات، وفي مواجهة الجيش الملكي المغربي، كواحد من أكبر وأقوى الجيوش الإفريقية، وحتى بوجود تدخل عسكري فرنسي مباشر، صنع المقاتل الصحراوي أروع الملاحم البطولية التي دونها التاريخ العسكري العالمي في سجل المعارك الاستثنائية، على غرار لبيرات والمحبس وبئر انزران وكلتة زمور وازمول النيران وغيرها كثير.

وفي وقت راهن فيه النظام المغربي على القضاء المبرم على المقاومة الصحراوية في غضون أسابيع قليلة، أظهرت الوقائع الخطأ الجسيم في حساباته، ووقف الراحل الحسن الثاني على استحالة تسجيل الانتصار العسكري الساحق، مما دفعه، في موقف متبصر، إلى العمل على إنهاء المشكل الذي خلقه بنفسه، عبر الامتثال للشرعية الدولية وبالتالي قبول استفتاء تقرير المصير للشعب الصحراوي.

في يومه الوطني نقف وقفة التحية والتقدير والإجلال أمام هذا الجيش الصحراوي البطل الذي صنع مجد الصحراويين ورسخ وجودهم وثبت أقدامهم وجعلهم اليوم قوة وطنية وجهوية ودولية لا يمكن، بأي حال من الأحوال، تجاهلها أو القفز على مطالبها المشروعة.

فالشعب الصحراوي فخور كل الفخر ومعتز كل الاعتزاز بالمقاتل الصحراوي الذي أصبح نموذجاً في المنطقة والعالم في الروح القتالية العالية والكفاءة والفعالية والانضباط والاستعداد للتضحية من أجل الواجب الوطني والعبقرية في التعامل مع أصعب الظروف والتكيف مع المتغيرات والمستجدات.

فخور ومعتز بهذا الجيش المتأهب لمواجهة تحديات المرحلة والمساهمة الفاعلة، في إطار الالتزامات الدولية للدولة الصحراوية، في التصدي لآفات الجريمة المنظمة والإرهاب التي تغذيها وتشجعها سياسات التوسع وانتهاك الشرعية الدولية التي تنتهجها المملكة المغربية، أكبر منتج ومصدر لمخدر القنب الهندي في العالم.

فخور ومعتز بهذه الأجيال الشابة من المقاتلين الشجعان التي تحمل مشعل الاستمرارية والوفاء، تكتسب المعارف والخبرات، وتقف على أهبة الاستعداد لتحمل المسؤولية في حماية السيادة الوطنية والذود عن حرمة الوطن وكرامة الشعب واستكمال مسار التحرير الوطني.

الأخوات والإخوة،

تحل يوم غد، 21 ماي 2013، الذكرى الثامنة لانتفاضة الاستقلال التي قادتها وتقودها جماهير شعبنا في الأراضي المحتلة وجنوب المغرب والمواقع الجامعية، والتي شكلت تحولاً جديداً في كفاح الشعب الصحراوي. وليس غريباً أن تتوالى هاتان المناسبتان الخالدتان بما يحمل ذلك التتابع من دلالة الاستمرارية والتكامل ووحدة الهدف والمسار.

هذا هو السياق الطبيعي لهذه المقاومة السلمية الباسلة التي عرفت، بفضل عبقرية الشعب المكافح المظلوم التي لا تنضب، كيف تواجه تعنت الحكومة المغربية وعرقلتها لجهود الأمم المتحدة، ولكن في انسجام كامل مع واقع ومعطيات ومتطلبات المرحلة والظروف الدولية عامة. وقد استطاعت بالفعل أن تتقدم بالقضية الوطنية مراحل طويلة وجعلتها، من خلال التطورات الملموسة والمتسارعة فوق الميدان، حاضرة بقوة على الساحة السياسية والإعلامية الدولية.

مظاهرات الرابع من ماي الماضي، بزخمها الجماهيري الاحتجاجي السلمي العارم الرافض للاحتلال المغربي، ذكرتنا بمظاهرات 1975 ضد الاستعمار الإسباني وأظهرت الفشل النهائي للسياسات المتواصلة للدولة المغربية، المنتهجة على أعلى المستويات، والرامية إلى مغربة الصحراء الغربية وأهلها وتدجينهم وإركاعهم.

نحيي بحرارة جماهير انتفاضة الاستقلال الصامدة، ونـَــشـُــدُّ بالمؤازرة والتضامن على أيادي المعتقلين السياسيين وجميع ضحايا القمع وعائلاتهم، ونحذر دولة الاحتلال المغربي من مغبة المضي في القمع الوحشي والتأليب والعنصرية والشوفينية، ونطالب مجلس الأمن الدولي بتحمل المسؤولية واتخاذ ما يلزم لضمان سلامة المواطنين الصحراويين العزل إزاء مخاطر محدقة.

كما نجدد مطالبتنا للأمم المتحدة بالتعجيل بتمكين بعثة المينورسو من حماية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية ومراقبتها والتقرير عنها، وإطلاق سراح معتقلي اقديم إيزيك وجميع المعتقلين السياسيين الصحراويين في سجون دولة الاحتلال المغربي، والكشف عن مصير أكثر من 651 مفقوداً صحراوياً لديها، ووقف النهب المغربي للثروات الطبيعية الصحراوية وإزالة الجدار العسكري المغربي الفاصل، الجريمة ضد الإنسانية.

الأخوات والإخوة،

من التفاريتي، من الأراضي المحررة من الجمهورية الصحراوية، نرفع تحية التقدير والشكر والعرفان إلى كل أصدقاء الشعب الصحراوي والمدافعين عن الشرعية الدولية، من كل قارات العالم، وفي مقدمتهم الجزائر العظيمة، جزائر الشموخ والإباء، بقيادة المجاهد البطل، شقيقنا فخامة الرئيس عبد العزيز بوتقليقة.

ونتقدم بعبارات التحية والتقدير للجارة الشقيقة موريتانيا، كما نحيي الحركة التضامنية في أوروبا وإسبانيا، مذكرين الدولة الإسبانية بضرورة تحمل مسؤوليتها القانونية والأخلاقية تجاه تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية.

  ومن هذا المكان نؤكد بأن الدولة الصحراوية المستقلة هي رسالة مودة وأخوة وتعاون وصداقة وسلام إلى الشعب المغربي الشقيق، ونحن على ثقة بأنه لا يمكن لذلك الشعب العريق أن يرضى إلى ما لا نهاية بسياسات النظام المغربي التوسعية بحق شقيقه الصحراوي، والتي تتنكر لمبادئ الحرية والديمقراطية، وتستنزف طاقات المغرب ووقته الثمين في حروب ظالمة على الإخوة والجيران.

 

 

الأخوات والإخوة،

في ذكراها الأربعين، هاهي أعلام الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب وشعاراتها، أكثر من أي وقت مضى، تجوب شوارع وأحياء المدن الصحراوية، وها هو إجماع الصحراويين على الاستقلال ورفض الاحتلال يتجذر ويتعمق، يتسع وينتشر، يوماً بعد يوم.

وها هي الدولة الصحراوية، العضو المؤسس في الاتحاد الإفريقي، تمارس سيادتها وتقيم إدارتها وتعقد جلسات برلمانها فوق هذه الربوع المحررة بالدماء والتضحيات والمعاناة، كمعطاة ميدانية في الصراع، حظيت بمكانتها المستحقة في أولويات المؤتمر الثالث عشر للجبهة.

هذا هو الجيش الصحراوي مرابط هنا والأصبع على الزناد، فوق الأراضي المحررة، يبعث برسالة واضحة إلى الأعداء وإلى الأصدقاء بأننا لا زلنا نجنح للسلم، ولكن الكفاح المسلح كان وسيبقى وسيلة شرعتها الأمم المتحدة للشعب الصحراوي، وسيبقى خياراً مشروعاً قائماً ما لم يتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته في تمكين هذا الشعب من ممارسة حقه، غير القابل للتصرف، في تقرير المصير والاستقلال، عبر استفتاء حر، عادل ونزيه.

هذه هي رسالة الجبهة، وهذا هو واقع وثمرة الكفاح والنضال الذي خاضه ويخوضه الشعب الصحراوي في كل مواقع تواجده، وهذا هو الشعب الذي يصنع الحدث بمقاومته وصموده ويخلق الآفاق الواعدة أمام سبل الكفاح وانتزاع النصر، حاضراً ومستقبلاً، ، يتمسك بالوحدة والإجماع، لا يتخلى عن أهدافه ولا يخون شهداءه ولا يخذل أبطاله.

انقضاء أربعين عاماً من المقاومة والصمود، من الإصرار والتحدي المتنامي، من الانجازات والمكاسب، دليل ما بعده دليل على عدالة القضية وحتمية الانتصار. الانتصار الوشيك القادم لا محالة في قبضة الشعب الصحراوي المكافح، لأنه متشبث به بلا هوادة ولا استسلام، مصر على انتزاعه، مهما كلف من ثمن ومهما اقتضى من زمن.

الجمهورية الصحراوية حقيقة وطنية وجهوية ودولية لا رجعة فيها وعامل توازن واستقرار في المنطقة والدولة الصحراوية المستقلة هي الحل." (واص)088/090