الشهيد الحافظ 08 يونيو 2014 (واص)- يحيي الشعب الصحراوي من كل سنة يوم 09 يونيو يوم الشهيد الذي يصادف هذه السنة مرور 38 سنة على سقوط الولي مصطفى السيد الأمين العام السابق لجبهة البوليساريو ومؤسسها وواضع معالم الدولة الصحراوية والذي يتزامن هذه السنة ومرور 41 سنة على تأسيس البولساريو ، كما ينظم ملتقى دراسي مع اختتام السنة الدراسية
بالمناسبة وكالة الأنباء الصحراوية تقدم دراسة تضم آراء بعض الباحثين ورفاق الولي ، حول فكر الرجل ومناقبه
يشكل الولي في نظر من عرفوه ظاهرة تاريخية لشخص جمع " شخوصا وتوفرت فيه كفاءات متعددة " لكنه طرح جملة من الأسئلة قبل أن يضع لها الأجوبة في مشروع وطني يشكل اليوم رسالة بيد الشباب يفرض الآن نفسه كمعادلة صعبة بالمنطقة".
كما كان رجل إعلام وسياسة "متمرس" ترك بصماته في المنظومة العسكرية الصحراوية، إلى جانب كونه رجل ميدان وسياسة "محنك" أدرك التحديات وتمكن من وضع الخيارات والمخارج التي مكنته من معرفة كيف" يمسك برأس الخيط" بحسب الصحفية اللبنانية ليلى بديع ويشاطرها نفس الرأي المحلل الإسباني فيلبي بريونس في كتابه عن الولي
الولي يمثل" قدوة" في الدبلوماسية وفي ربط الاتصال بالآخر وكسب التحالفات وتشكيلها، كان المفاوض "الفذ" المقنع سواء مع المناضلين أو مع الشيوخ أو مع الآخرين، الرجل يعرف كيف يبلور أفكاره ، وكيف ينظم وقته وكيف يسير التنظيم ويحسن إبداع أساليب العمل ، يتقن تصريف الأدوات وتنظيمها ، وفي نفس الوقت كان الرفيق المستحيل لرفاقه والأخ المحب لأخواته ، والأب الحنون لكل الأطفال الصحراويين والابن البار للشيوخ والعجائز بحسب العارفين به.
كان كل هذا وأكثر وهو لم يتجاوز ال28 سنة حين سقط في ساحة الشرف قبل 38 سنة، يقول رفيق دربه محمد لمين أحمد عضو قيادة البوليساريو في حديث سابق
بنى الولي فلسفته في القيادة على "الريادة والمبادأة والصرامة والصراحة ونقد الذات" خاصة في مخاطبة ومعالجة الأطر ، تلك الفلسفة التي جسدها في الاتصالات المبكرة مع القوى السياسية في المغرب وموريتانيا ولبنان وفي إقناع القيادات السياسية في الدول المجاورة (ليبيا، الجزائر وموريتانيا) وكرسها في تأسيس جبهة البوليساريو وإعلان الكفاح المسلح وتشكيل المجلس الوطني الصحراوية المؤقت نوفمبر 1975، ثم إعلان الدولة الصحراوية في لحظة من "تشتت" البال وضعف الإمكانيات وفي ظروف جهوية ودولية غاية في الصعوبة والتعقيد سمتها الرئسية الغزو والاجتياح في ظل مؤامرة دولية ( مسيرة الاجتياح ، اتفاقيات مدريد وشعب مشرد بفعل قنبلة النابالم والفوسفور ).
" امتلك قوة الإقناع والبصيرة جعلته يحظى باعتراف كبار شخصيات العالم ويجد لنفسه مكانة كبيرة بين رفاقه وفي قلوب كل الصحراويين الذين يسيرون اليوم على ذات النهج، ولازال في آذانهم وأفئدتهم صوته الشجي ؛ فكان سباقا في العمل الريادي ، وفي ترجمة الأقوال إلى سلوك " يضيف ولد حمد في محاضرة قدمها في هذا المقام .
الولي مصطفى السيد هو الذي قال فيه الأمين العام الأسبق للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين "جورج حبش " بأنه وجد نفسه أمام شخصية لم ير لها مثيلا لا من قبل ولا من بعد ، بل اعترف له بالشخصية الفذة التي تمكنت من سلب لبه وجعلته يتلعثم في حديثه أمامه بحسب الكاتبة الصحفية اللبنانية ليلى بديع.
كما قال فيه معمر القذافي في رثائه سنة 1976 : " لقد أضعت ولدا لم ألده وأضعت صديقا ما سعيت إلى أن أكون له صديقا وأضعت نبيا أرسل في غير زمانه."
ذلكم هو الولي المفكر والقائد الذي خاطر بروحه من أجل شعبه ووطنه، وجسد القول المأثور "إذا أرادت القدرة الخلود لإنسان سخرته لخدمة الجماهير" كما قال رئيس الجمهورية السيد محمد عبد العزيز في أحد خطبه
في فكره تقول ليلى بديع عيتاني خلال محاضره نشطتها يونيو 2011 : " في تفكيره كان اشتراكيا يؤمن بعدالة عمر بن الخطاب، لكنه رأسمالي يؤمن بأن الثروة يجب أن تكون لجميع الشعب ويؤمن بالعدالة الاجتماعية ، كونه يؤمن بالإنسان وبالشعب ويكفر بالقبلية وبكل ما يشتت أو يفرق الشعب الصحراوي."
وصفه من درسوا فكره أنه كان إنسانا "عبقريا ذا قدرات خارقة ، يمتلك رؤية وفكر رجل استراتيجي من طراز رفيع " كان يدرك عظمة الجماهير وقدرتها غير المتناهية على القيادة والعطاء والريادة والتواصل.
كما كان " يضع التواضع سمة لصيقة بمن أراد أن يجعل له مكانا بين الجماهير يمقت الترفع وكل مظاهر القيادة السلبية " كما قال الكاتب الإسباني فيليبي بريونيس.
في ظرف قياسي وضع " بصماته " على المشروع الوطني في الدولة والتنظيم السياسي موضحا العلاقة بين الاثنين مثل التي بين القاطرة ومحركها ، حسب من عاصروه
( واص ) 088/090