مالابو (غينيا الاستوائية)26 يونيو 2014 ( واص)- تعقد قمة الاتحاد الافريقي الثالثة والعشرين برئاسة موريتانيا وبغياب المغرب الذي يظل "يغرد خارج السرب الافريقي" بعد خروجه اثر قبول الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية قبل 30 سنة.
لقد كان ذلك القرار اعترافا من إفريقيا بمشروعية كفاح الشعب الصحراوي وحقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال، وردا قويا على سياسية المغرب التوسعية وخرقه السافر لمقتضيات ميثاق منظمة الوحدة الإفريقية، خاصة بعد تبني اللائحة 104الصادرة عن القمة ال 19 سنة 1983
تلك التوصية التي قدمتها يومئذ كل من السنغال ، موريتانيا واثيوبيا والتي حظيت بالمصادقة من طرف القمة كما لقيت موافقة طرفي النزاع المغرب والجمهورية الصحراوية .
وكانت السنغال هى التى بعثت بتلك التوصية الى الامم المتحدة التي باركتها وتبنتها الجمعية العامة بالإجماع سنة 1985.
لقد شكل ميلاد منظمة الوحدة الإفريقية سنة 1963، حدثا بالغ الأهمية في تلك المرحلة، لتعطي أملا لشعوبها ولحكوماتها، بإنشاء نظام مبني على التعاون والتضامن ولتثبت جدارتها في كفاحها ضد الاستعمار والتفرقة العنصرية، ومحاربة الجهل والفقر أو في سعيها إلى إعادة بناء نفسها، بالتنمية الاقتصادية في ظل الأمن والسلام.
تلك الاهداف التي تم التأكيد عليها في القمة الذكرى الخمسين لتأسيس منظمة الوحدة الافريقية السنة الفارطة
لقد حاولت المنظمة الإفريقية منذ نشأتها، حل مشاكل القارة، الإقليمية والعالمية، السياسية، الاقتصادية والاجتماعية عبر ، تعزيز الوحدة والتضامن بين الدول الأفريقية و تنسيق التعاون وتعزيزه بين دول القارة وكذا جهودها في تحقيق حياة أفضل لشعوبها، اضافة الى الدفاع عن سيادة دول القارة وسلامة أراضيها واستقلالها
إلا أن مجمل هذه الأهداف تصطدم بالكثير من العوائق والعراقيل، لكن هناك ارادة في التغلب عليها عبر تنسيق الجهود والاعتماد على الذات والتكامل فيما بين بلدان القاردة ، وفي مقدم الرهانات التي ينبغي رفعها تطل ظاهرة الارهاب،الحروب، الفقر والمخدرات التي يشكل المغرب المصدر والمنتج الاول لها عالميا
لقد شكل إعلان تاسيس الاتحاد فضاء جهويا وتكتلا قاريا، إلى جانب التكتلات الجهوية الأخرى في أمريكا وأوروبا وآسيا، من شأنه أن يمنح إفريقيا القدرة على تجسيد إرادتها سياسيا واقتصاديا ويمدها بالبنى المؤسسية والبرامج التي تمكنها من إحراز التقدم والتنمية المستدامة والقضاء على الأمراض وأسباب التخلف والفتن والحروب ، وصولا إلى تحقيق الحلم الإفريقي الكبير المتمثل في إقامة الولايات المتحدة الإفريقية.
المنظمة الإفريقية وقضية الصحراء الغربية
وتشارك الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية بنحو دائم وفعال في انشطة وبرامج الاتحاد الافريقي،سواء على مستوى القمم الرئاسية اواجتماعات المجلس التنفيذي أواجتماعات لجنة الممثلين الدائمين.
كما تشارك باستمرار في الاجتماعات الوزارية والتقنية التي تعقدها مؤسسات الاتحاد المختلفة في مقر الاتحاد أو في إحدى الدول الاعضاء.
وتساهم في تعزيز الإطار المؤسسي والقانوني للاتحاد من خلال التوقيع والمصادقة على الاتفاقيات والبروتوكولات التي تتبناها أجهزة الاتحاد العليا ، حيث وقعت الدولة الصحراوية إلى حد الآن على 19 اتفاقية وبروتوكولا وصادقت على 9 منها.
لقد بذلت منظمة الوحدة الإفريقية جهودا هائلة لتسهيل وتفعيل مهمة الأمم المتحدة لتصفية الاستعمار من الصحراء الغربية.
في الواقع، يرجع الفضل في بدء عملية السلام الحالية في الصحراء الغربية الى المساهمة النشطة والكاملة لمنظمة الوحدة الإفريقية، وبوجه خاص،مضمون اللائحة 104 المتبناة في القمة التاسعة عشرة لرؤساء دول وحكومات منظمة الوحدة الإفريقية، المنعقدة بأديس أبابا في الفترة من 6 إلى 12 يونيو عام 1983، ، بل انها شكلت "حجر الزاوية" في جهود الأمم المتحدة اللاحقة لحل النزاع في الصحراء الغربية.
وكما هو معلوم، فقد نصت هذه اللائحة رسميا على "حث طرفي النزاع، المملكة المغربية وجبهة البوليساريو، على إجراء مفاوضات مباشرة لتحقيق وقف إطلاق للنار لتهيئة الظروف اللازمة لإجراء استفتاء سلمي وعادل لتقرير المصير لشعب الصحراء الغربية.
وينبع موقف الاتحاد الإفريقي فيما يتعلق بمسألة الصحراء الغربية من التاريخ الطويل لكفاح الشعوب الإفريقية ضد الاستعمار والاحتلال الأجنبي والميز العنصري الذي ظل ردحا من الزمن في جنوب القاردة (جنوب افريقيا، ناميبيا، زمبابوي).
وهو موقف مبدئي يستند إلى الدعم الثابت لحق الشعب الصحراوي غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال وفقا لمقتضيات الشرعية الدولية ومبادئ الأمم المتحدة المتعلقة بتصفية الاستعمار.
وينعكس هذا الموقف الراسخ في العديد من القرارات التاريخية التي اتخذتها منظمة الوحدة الإفريقية والاتحاد الإفريقي فيما بدءا من اللائحة 104 إلى غاية " خطة عمل طرابلس " التي اعتمدتها الدورة الخاصة لمؤتمر الاتحاد الإفريقي المتعلقة بدراسة وحل الصراعات في إفريقيا ، المنعقدة بالعاصمة الليبية طرابلس في 31 غشت 2009، ثم اعلان الذكرى الخمسين لتاسيس المنظمة 2013.
كما أكدت الدورة العادية السادسة عشر لمؤتمر الاتحاد الافريقي، المنعقدة بمقر الاتحاد الإفريقي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا ، نهاية يناير 2010 ، على موقف الاتحاد الثابت المتضمن في خطة عمل طرابلس وقرارات الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة ذات الصلة.
للتذكير ، فقد حثت الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، خلال القمة المذكورة، الاتحاد الإفريقي على القيام بدور استباقي كشريك كامل لاغنى عنه للأمم المتحدة في عملية السلام في الصحراء الغربية ، تماشيا مع قرارات الاتحاد والمبادئ التوجيهية الواردة في خطة عمل طرابلس لعام 2009.
وفي هذا السياق، دُعي الاتحاد إلى لعب دور الريادة في الدفع بالأمم المتحدة إلى الإيفاء بالتزاماتها من حيث إجراء استفتاء حر ونزيه لتقرير المصير في الصحراء الغربية ، وبالتالي تصفية الاستعمار من آخر مستعمرة في إفريقيا.
( واص ) 088/090