الجزائر 09 نوفمبر 2014 ( واص ) - أكد وزير الشؤون الخاريجة السيد محمد سالم السالك، أن محاولة التنصل من كل الالتزامات والقرارات ، وضعت المغرب في عزلة دولية غير مسبوقة ومواجهة مع الهيئات الدولية والحقوقية العالمية حيث لم تنفعه سياسة الرشوة والابتزاز وإنشاء اللوبيات في العديد من العواصم.
وأبرز الوزير اليوم الأحد خلال ندوة صحفية بالعاصمة الجزائرية ، أن سياسة الأمر الواقع والضم بالقوة لأجزاء كبيرة من أراضي الجمهورية الصحراوية وتشريد وقمع الشعب الصحراوي وإتهام دول الجوار وإغراق المنطقة بالمخدرات في تنسيق مفضوح مع شبكات الجريمة المنظمة ، جعلت من سياسة المملكة المغربية في المنطقة المعرقل الرئيسي أمام السلام والاستقرار وعقبة في وجه تنمية وتقدم شعوبها.
وحول خطاب ملك المغرب الأخير بمناسبة ما يسمى المسيرة ، أكد السيد محمد سالم السالك ، أن هناك أربع ملاحظات تتمثل في أن ملك المغرب كأي مستعمر يستعمل نفس الحجج التي استهلكتها القوى الاستعمارية والعنصرية قبله التي بالنسبة لها لا توجد مستعمرات لأنها أجزاء من ترابها الوطني كما كانت فرنسا من دانكيرى إلى تمنراست وبعدها كانت جنوب إفريقيا العنصرية من دوربان إلى ويندوك ، والاملاحظة الثانية تتمثل في إنكار وجود الشعب الصحراوي من طرف ملك الاحتلال والقول أنه عبارة عن " مواطنين مغاربة " يقطنون " أقاليم جنوبية " ليتسنى له إتهام الجزائر ونعتها بأنها طرف في الصراع وهو ما يذكرنا بنفس التصريحات التي كان القادة الفرنسيون أثناء حرب التحرير الجزائرية العظيمة يرددونها مثلهم مثل الحكومات الإسبانية والبرتغالية والعنصرية في جنوب إفريقيا التي كلها ظلت لعقود طوال تكرر دائماً أن الذين يحاربونها إنما هي دول الجوار للمستعمرات وأن حركات التحرير ليست سوى مجموعات مرتزقة وقطاع الطرق وخارجين عن القانون أوخونة يجب مواجهتهم بالحديد والنار وإعدامهم أو رميهم في السجون.
كما أبرز الدبلوماسي الصحراوي أن الهجوم الواضح في خطاب ملك المغرب على هيئة الأمم المتحدة وموظفيها والتنكر لمقتضايات ميثاقها ومحاولة التنصل من الالتزامات الموقعة تحت إشرافها والدوس على قراراتها والتحدى السافر لكل قرارات الشرعية الدولية ، هي الأساليب الكلاسيكية نفسها التي واجه بها رؤساء البلدان الاستعمارية المجتمع الدولي في محاولة يائسة لإطالة عمر الاستعمار والاحتلال لمستعمراتهم.
ورابع الملاحظات – كما يضيف السيد محمد سالم السالك – هي أن وصف ملك الرباط لكل من لا يعتبر الصحراء الغربية أرضاً مغربية " خائنا " ، فإنه كذلك الأسلوب الكلاسيكي المفضل لدى كل استعمار لقمع الشعوب والتنكيل بالثوار وقتل الأبرياء وسجن الأحرار ، وهو أسلوب وحشي لا إنساني ، همجي وديكتاتوري يعاني منه الشعب الصحراوي منذ 1975.
وأضاف الوزير في ندوته الصحفية، أن التحدي السافر لقرارات الشرعية الدولية والاستهزاء بالأمم المتحدة وعرقلة مجهوداتها الرامية إلى تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية ، يسقط القناع عن التعنت الصبياني الذي عبر عنه ملك المغرب في خطابه يوم 6 نوفمبر ويضع المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن أمام مسؤولياته التاريخية التي تلزمه حسب مقتضيات الميثاق إرغام المغرب على تطبيق مخطط التسوية الذي وقع عليه مع الطرف الصحراوي سنة 1991 والقاضي بتنظيم استفتاء تقرير المصير الذي أنشئت بعثة المينورسو من أجله.
وأكد أن خطاب ملك المغرب أنهى مصداقية وصدقية مبررات وحجج الذين - من داخل مجلس الأمن أو خارجه - حاولوا جاهدين إيهام المجتمع الدولي أن الطرف المغربي متعاون في إطار المساعي الرامية إلى التوصل إلى حل سلمي ، " ها هو أيها السادة والسيدات المسؤولين عن احترام الشرعية الدولية وعن السلم والأمن الدوليين موقف الطرف المغربي على حقيقته !رمي كل الالتزامات والمعاهدات والقرارات الدولية عرض الحائط".
ووجه وزير الخارجية السيد محمد سالم السالك نداء عاجلا باسم الشعب الصحراوي ، إلى الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي وخاصة إلى أعضاء مجلس الأمن لتحمل مسؤولياتهم في إنهاء مسار تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية من خلال تمكين الشعب الصحراوي الذي تعامل بكل مسؤولية ورزانة مع المجهودات الحميدة للمنظومة الدولية ، من حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال.
( واص ) 090/100