مليلية (اسبانيا) 16 سبتمبر 2024 (واص)- هرع آلاف الشباب المغربي، القادم من مختلف المدن المغربية، إلى الحدود المغربية المتاخمة لمدينتي سبتة ومليلية الاسبانيتين، في محاولة هجرة جماعية، نتيجة للظروف الاقتصادية القاهرة والقمع السياسي والهشاشة الاجتماعية المستشرية التي يعيشونها في المملكة المغربية.
وعرفت مدينة لفنيدق المتاخمة لمدينة سبتة وصول مئات الشباب الراغب في محاولة الهجرة عبر السياج الفاصل بين الحدود البرية الوحيدة التي تربط المملكة المغربية مع مدينتي سبتة ومليلية الاسبانيتين، لتشرع سلطات الشرطة المغربية في مواجهة هذه الموجة الجديدة من الهجرة بالقوة والقمع.
وبالفعل تجمع مئات المهاجرين على قمة تل في مدينة الفنيدق على الحدود وبدؤوا في رشق قوات الأمن المغربية بالحجارة، وهو ما أظهرته مقاطع مصورة نشرتها مواقع إخبارية محلية، لكن الشرطة منعتهم من الاقتراب من سياج سبتة، كما عرفت المنطقة تحشدات كثيرة للراغبين في الهجرة طيلة الاسبوع المنصرم.
وقالت السلطات المغربية أنها ألقت القبض على 60 شخصا على الأقل الأسبوع الماضي متهمة إياهم باستخدامهم وسائل التواصل الاجتماعي لتحريض المهاجرين على محاولة العبور الجماعي للحدود، بل وفي روايات متكررة دعا بعضهم لغزو سبتة ومليلية "لتحريرهما من الاسبان".
وتظهر هذه الموجة التي تأتي كاستمرار لموجات كثيرة سابقة لتثبت أن الظروف المعيشية في المملكة المغربية قد أصبحت لا تطاق، حيث فقد الشباب المغربي كل أمل في أن تتحسن أوضاعه في ظل تغول المخزن، واستحواذ حاشية الملك والنخبة الانتهازية في المغرب على كل الموارد الاقتصادية في البلاد.
من جهة أخرى يعاني أبناء الشعب المغربي أيضا من القمع اليومي، ومن الانتهاكات لكل حقوقه، وحرمانه من أبسط الفرص لحياة كريمة.
وقد سبق للسلطات المغربية أن تورطت في تشجيع الهجرة الجماعية للمهاجرين المغاربة والأفارقة إلى اسبانيا في ممارسة للضغط على حكومة رئيس وزراء اسبانيا، سانشيز، الذي رضخ بالفعل لاحقا للإرادة المغربية وخرج في تصريح غريب داعما فيه الاحتلال المغربي رغم معارضة جميع الاحزاب الاسبانية للتغير في الموقف الاسباني المعتمد حاليا. (واص)
090/500/60 (واص)