ولاية بومرداس ، 24 يوليو 2024 (واص) - قدم الأستاذ عمرون محمد رئيس لجنة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي والجالية الجزائرية بالخارج، بمجلس الأمة مداخلة على هامش الجامعة الصفية للأطر الصحراوية المقامة بالجزائر تحت عنوان: حروب الجيل الرابع.... كيف تعمل؟ وبماذا تُواجه؟
وتعرض الأستاذ في مداخلته الى أربعة محاور رئيسية حول حروب الجيل الرابع ،محاولا اسقاطها على القضية الصحراوية.
تطرق المتدخل في المحور الأول إلى تعريف هذا النوع من الجيل والذي اعتبره فاصلا مهما في تاريخ الحروب والأجيال الثلاثة السابقة، باعتبار أن الفواعل في هذا الجيل الرابع من الحروب قد تبدلت وأصحبت بين فاعل دولاتي يمتلك جيشا نظاميا وفاعلا غير نظاميا عبار عن جماعات وكيانات غير حكومية، وهو ما جعل هذا النوع من الحروب يسمى أيضا بالحروب اللاتماثلية.
ويتم تعريف حروب الجيل الرابع بميزة عدم وجود التماثل في القوة العسكرية بين طرفي الحرب، أحدهما يعتمد على المواجهات العسكرية التقليدية والأطر النظامية والآخر غير نظامي يستخدم تكتيكات غير تقليدية مع التركيز على نقاط ضعف الخصم الاجتماعية والسياسية مع تبني تكتيكات تتجنب مواجهة القوة النارية الساحقة المتاحة للطرف الآخر (النظامي)، كثل السرية، استخدام الرعب والإرباك.
كما أكد المتدخل على أن هذا النوع من الحروب يستخدم الهدم من الداخل عن طريق توسيع الخلافات داخل مكونات الدولة وإنهاكها لتتآكل ببطئ.
أما عن خصائص هذه الحروب فهي تشمل اللامركزية في القيادة واتخاذ القرار، استخدامها المكثف للحرب النفسية والإعلامية من أجل التأثير على الرأي العام. استهدافها للبنى التحتية الحيوية والمدنيين، بالإضافة إلى الاعتماد على التكنولوجيا كطائرات بدون طيار والهجمات السيبيرانية، بالإضافة إلى اللعب على وتر العرقية والطائفية والقبلية.
وإذا كانت أهداف حروب الجيل الرابع هي زعزعة استقرار الدولة وإحداث حالات من الرعب واللايقين وإنهاك الدولة،
أما عن خطورة هذا النوع من الحروب ، فقد أكد المتحدث بأنه يؤدي مع مرور الوقت في هدفه البعيد إلى استنزاف تدريجي للوسائل والقدرات، وتزايد تأثر المدنيين مع يؤدي إلى حالات الإحباط والاغتراب السياسي والمجتمعي.
أما عن سبل المواجهة، فقد أكد المتحدث عن ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية، وأهمية الاستخدام الفعال لوسائل الإعلام والاتصال، بالإضافة إلى الحوار المجتمعي القائم على إشراك مختلف الفواعل في القرارات المحلية والوطنية.
وبالإسقاط على القضية الصحراوية، أكد رئيس اللجنة، بأن حركات التحرر في العالم ضد القوى الاستعمارية كانت السباقة لاستخدام هذا النوع من الحروب، مستندة على شرعية نضالها، وإرادة شعوبها، وهو حال جبهة البوليساريو في كفاحها ضد الاستعمار المغربي.
مؤكدا على أن النظام الاستعماري المغربي يحاول إلى اليوم نزع صفة الحركة التحررية على جبهة البوليساريو، وإلصاق تهم الإرهاب والجريمة المنظمة والانفصالية على أبناء الشعب الصحراوي، وهو المسعى الذي خاب فيه، وهو دليل التخبط المغربي في كيفية التعامل مع ملف، أكدت فيه هيئات أممية بأنه ملف مطبوع بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، بناطقه الشرعي الوحيد جبهة البوليبساريو.
في الأخير، حيا رئيس اللجنة نضال وصمود الشعب الصحراوي، مؤكدا بأن النصر وإن طال قادم لا محال.
(واص) 120/ 090