الشهيد الحافظ ، 08 يونيو 2024 (واص) - تحل الذكرى الثامنة والاربعون لرحيل مفجرة الثورة ورائد الشهداء مدعاة للتأكيد على أن الحدث ارتبط بشيم الوفاء وصقل العهد على مذبح الاستقلال الوطني مهما كانت الضريبة ، وتلك المرحلة التي أسست لعهد جديد من ملاحم العطاء , فالحدث حلقة بعد نضالي زاخر بصور التضحية وضمانة رئيسية لفتح أوسع الأفاق أمام المشاركة الفعالة لكل أبناء شعبنا في الإبداع الكفاحي ، الذي نستشرف تحت ظلاله رسالة الشهداء , لعلنا نسهم في الحفاظ على مكاسبنا، ولعلنا نبين للغزاة أن قوتنا وصلابتنا واستمرارنا وعزتنا تكمن في وحدتنا واجتماع شملنا على أمر كفاحنا، ثم نربي أجيالنا الناشئة على قيم الشهداء والوحدة والتماسك والتعاون فيما بينها .
في يوم الشهداء واستحضارا لقيمهم ومثلهم ، وانسجاما مع منهج الثورة طويلة الامد ، تشخص امامنا معطيات المرحلة وتحدياتها لا سيما بعد الثالث عشر من نوفمبر 2020 ، وما حمله من رسائل التصوف في القناعة بأن الرجال العظام خلقوا للمتاعب ولتعبيد طريق شعوبهم , ففي رحيل الشهيد الولي مصطفى السيد نقرأ أن للحرب لون ، وللسلم طعم أخر ,وللصبر والصمود مفعول لا يفهمه الا من يعي جيدا كنه مبدأ الثورة طويلة الامد , حيث اللقاء بالشهادة كامتداد لحياة الخلود بعد رحلة استوفى خلالها شروط برور الشعب والوطن .
نعم مع حلول ذكرى الشهداء في ربيعها الثامن والاربعين لا بد من استحضار دور الوحدة الوطنية التي أشرف عميد الشهداء على تأسيسها في نبذ القبلية, فصار لزاما علينا بالأرض المحتلة وفي مخيمات العزة والكرامة وفي الريف والجاليات والشتات إدراك حجم المسؤولية وجسامة الأمانة ، لملمة الكثير من الجراح التي شقتها أيادي الاحتلال الخبيثة في الجسد الصحراوي وأن نظل جسرا متينا مسلحا بقيم الشهادة من اجل تكريس الدولة الصحراوية , فالمواطن الصحراوي المرابط في أرضه وفي عهده غير مستعد لدفع الثمن الذي يريده الاحتلال المغربي مما يستلزم نظرة تأمل من جميع الزوايا الوطنية ليظل الاستقلال الوطني جوهر المرافعة عن فضائل إثبات الذات والحق وضخ التضحيات في سبيل تحقيقهما .(واص)