نيويورك (الأمم المتحدة) 12 أكتوبر 2023 (واص) – ألقى نهار أمس المندوب الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، السفير عمار بن جامع، كلمة خلال أشغال لجنة المسائل السياسية الخاصة وإنهاء الاستعمار (اللجنة الرابعة) التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وفي مستهل كلمته، ذكر مندوب الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة بدعم الجزائر الثابت لنشطاء المؤتمر الوطني الأفريقي الذين كانوا يناضلون بشجاعة ضد الفصل العنصري، ومن أجل التحرر في جنوب أفريقيا، وأشار إلى أنه وبعد ثلاثة عقود لا زال الاستعمار موجوداً في قارتنا الأفريقية، حيث لا تزال الصحراء الغربية تمثل آخر مستعمرة في أفريقيا.
وذكر الدبلوماسي الجزائري أيضا بتاريخ الالتزامات المغربية الرسمية بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير وباستفاء تقرير المصير التي تم التراجع عنها وكأن دولة الاحتلال كانت تخطو خطوة إلى الأمام وخطوتان إلى الوراء في نفس الوقت.
وفي هذا السياق، ذكر بإعلان الملك المغربي في نيروبي في عام 1981 عن موافقته الرسمية والعلنية على إجراء الاستفتاء في الصحراء الغربية، وهو نفس الالتزام الذي أكده في سبتمبر 1983 أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عندما أعلن أن المغرب يريد الاستفتاء وأنه يتعهد رسميا بأن يعتبر نفسه ملزما بنتائج الاستفتاء.
كما تناول السفير بن جامع المراحل التي مرت بها خطة التسوية المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة الوحدة الأفريقية وكذلك العراقيل التي وضعتها دولة الاحتلال المغربي في طريق إجراء الاستفتاء مما قاد إلى شل عملية السلام حتى يومنا هذا.
ثم تساءل الدبلوماسي الجزائري لماذا إذن يرفض المغرب الاستشارة الحرة وغير المقيدة لشعب الصحراء الغربية بشأن مستقبله، مجيباً أنه من الواضح جدا للجميع أنه على الرغم من نصف قرن من الاحتلال، لم يتمكن المغرب من كسب قلوب الصحراويين الذين ما زالوا متمسكين بحقهم غير القابل للتصرف في الحرية.
وأمام مناورات النظام المغربي ومحاولاته تحوير الطبيعة القانونية لقضية الصحراء الغربية، أكد المندوب الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة أن المجتمع الدولي، والدول الحرة في هذا العالم، وخاصة تلك التي عانت من القمع والاستعمار، لن تسمح بحدوث ذلك.
وفي الختام، دعا الدبلوماسي الجزائري اللجنة الرابعة إلى أن تظل متيقظة في مواجهة هذه المناورات وطالب الدول الأعضاء بضرورة تحقيق العدالة في أقرب وقت ممكن لشعب الصحراء الغربية الذي عانى كثيرا من القمع الاستعماري وإنكار هويته وإنكار تطلعاته إلى الحرية والديمقراطية.
وكانت لجنة المسائل السياسية الخاصة وإنهاء الاستعمار (اللجنة الرابعة) التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة قد تبنت نهار أمس قراراً بدون تصويت حول قضية الصحراء الغربية تحت البند 58 من جدول أعمالها المتعلق بتنفيذ إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمَرة، أعادت فيه التأكيد على الإطار القانوني لمسألة الصحراء الغربية كقضية تصفية استعمار وعلى مسؤولية الهيئة الأممية تجاه الشعب الصحراوي.(واص)