بئر لحلو (الأراضي المحررة)، 23 سبتمبر 2015 (واص) - هنأ رئيس الجمهورية الأمين العام لجبهة البوليساريو السيد محمد عبد العزيز ، كافة المعتقلين السياسيين الصحراويين بالسجون المغربية ، بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك.
وأوضح رئيس الجمهورية اليوم في رسالة للمعتقلين ، أن عيد الأضحى المبارك يحل هذا العام على الشعب الصحراوي وأنتم قابعون في الزنازن الموحشة، ليس فقط لأن دولة الاحتلال المغربي أرادت حرمانكم من كل ما يتيحه هذا اليوم من أجواء الفرح ولقاء الأهل والأحبة، ولكن لأنكم رفضتم الخنوع والخضوع، وأبيتم الذل والاستكانة والإهانة والخيانة، وتشبثتم بالحق والقانون وعهد الشهداء.
وأكد محمد عبد العزيز ، أن المناسبة تحل عل المعتقلين السياسيين وعلى الشعب الصحراوي قاطبة في واحدة من تلك اللحظات التاريخية والمحطات البطولية التي طالما خبرها على مدار معركته التحريرية المتواصلة ، حين ترتقى التضحية من أجل الوطن والشعب والقضية إلى أعلى مراتبها.
"لستم محاصرين في غياهب السجون المغربية في ظل التضييق والتعذيب فقط لأن تلك إرادة دولة الاحتلال المغربي، فذلك ديدن المستعمرين الطغاة، ولكن لأنكم حملتم بقناعة متجذرة وإيمان راسخ مشعل المقاومة السلمية البطولية في وجه غطرسة وعجرفة الغزاة، وأعلنتم مواقفكم المبدئية على الملأ، بلا خوف ولا تردد، ورفضتم المساومة والإغراء واحتقرتم التهديد والوعيد والترهيب" يوضح رئيس الجمهورية في رسالته.
نص الرسالة:
بسم الله الرحمن الرحيم
"إن تنصروا الله فلا غالب لكم"
صدق الله العظيم
أيها المعتقلون السياسيون الصحراويون: أحمد السباعي، النعمة الأسفاري، محمد بوريال، سيد أحمد لمجيد، إبراهيم الإسماعيلي، بنكة الشيخ، الحسين الزاوي، الديش الداف، عبد الله التوبالي، سيدي عبد الله ابهاه، عبد الله لخفاوني، عبد الجليل لعروسي، محمد امبارك لفقير، محمد خونا ببيت، حسان الداه، محمد التهليل، محمد لمين هدي، البشير خدة، محمد البشير بوتنكيزة، محمد باني، البكاي العرابي، إيزا بوجمعة، محمد الديحاني، يحي محمد الحافظ، أيوب مستغفر، إبراهيم الدوادي، محمد عالي البصراوي، السالكم لعسيري، عالي كاش، حسان الشويعر، يهديه شكراد، حسان الغزواني، نور الدين الزاوي، محمد سالم الوركاوي، أبراهيم امحيتي، محمد ياسين، بومرزوق رشيد، امبارك الداودي، زغام غالي، خالد شكراد، محمد الداودي، المجاهيد ميارة، عبد الله بوكيوط، الهيبة قيس، عبد الخالق المرخي، سيدي بوعمود، المحفوظ كروم، صلاح بصيري، محمد البمباري.
تحل مناسبة عظيمة أخرى، هي عيد الأضحى المبارك، وأنتم قابعون في الزنازن الموحشة، ليس فقط لأن دولة الاحتلال المغربي أرادت حرمانكم من كل ما يتيحه هذا اليوم من أجواء الفرح ولقاء الأهل والأحبة، ولكن لأنكم رفضتم الخنوع والخضوع، وأبيتم الذل والاستكانة والإهانة والخيانة، وتشبثتم بالحق والقانون وعهد الشهداء ومبادئ وأهداف شعبكم في الحرية والاستقلال، بقيادة الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب.
لستم محاصرين في غياهب السجون المغربية في ظل والتضييق والتعذيب فقط لأن تلك إرادة دولة الاحتلال المغربي، فذلك ديدن المستعمرين الطغاة، ولكن لأنكم حملتم بقناعة متجذرة وإيمان راسخ مشعل المقاومة السلمية البطولية في وجه غطرسة وعجرفة الغزاة، وأعلنتم مواقفكم المبدئية على الملأ، بلا خوف ولا تردد، ورفضتم المساومة والإغراء واحتقرتم التهديد والوعيد والترهيب.
أنتم في سجون الاحتلال المغربي لأنكم صحراويون وطنيون مخلصون صادقون لا يخشون في الحق لومة لائم، صنعتم مع مناضلات ومناضلي انتفاضة الاستقلال المباركة محطات ناصعة من النضال والاستبسال في اقديم إيزيك وفي العيون وفي السمارة وفي الداخلة وفي بوجدور وفي قلاع الصمود الأخرى في جنوب المغرب والمواقع الجامعية المغربية وغيرها.
أنتم في السجون ليس بحكم تلك التهم الجاهزة الملفقة والملفات المفبركة والمحاكمات الصورية والأحكام الجائرة التي تصدرها محاكم الاحتلال، ولكن لأنكم مناضلون مسالمون، أبطال أفذاذ، رفضوا واقع الظلم والاحتلال وتشبثوا بحقوق مشروعة عادلة، يكفلها ميثاق وقرارات الأمم المتحدة؛ في مقدمتها تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه، غير القابل للتصرف، في تقرير المصير والاستقلال، عبر استفتاء حر، عادل ونزيه، وحماية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية ورفع الحصار عن شعبها ووقف النهب المغربي لثرواته الطبيعية.
أنتم لستم كما يريد أن يصوركم الاحتلال عبثاً مجرد سجناء حق عام، فأنتم معتقلو قضية وطنية سامية وأسرى نضال مستميت مشروع ورموز شامخة لشعب بأكمله، والجماهير الصحراوية في كل مواقع تواجدها تحفظكم في القلوب والأذهان والوجدان، لأنكم قلب نابض بمشاعرها وطموحاتها، تقدمون التضحيات الجسام في معركتها المصيرية من أجل التحرير واستكمال سيادة الدولة الصحراوية على كامل ترابها الوطني.
أيها المعتقلون السياسيون الصحراويون في سجون دولة الاحتلال المغربي في سلا والقنيطرة، ومراكش وأكادير، أيت ملول، وتيزنيت، وتارودانت، وفي سجونها في الأرض المحتلة في الحبس لكحل بالعيون السجن المحلي بالداخلة.
إنكم تمثلون اليوم صورة من صور الكفاح والمقاومة التي يخوضها الشعب الصحراوي في كل المواقع وعلى مختلف الجبهات في حرب تحريرية ضروس، تتعاقب عليها الأجيال. فبعد أن خلد مرور أربعين عاماً على تأسيس تنظيمه الوطني الطلائعي، الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، ها هو اليوم مقبل على تخليد أربعين عاماً على إعلان الوحدة الوطنية، كخيار استراتيجي وجودي إذا ما غاب، فلن تقوم للصحراويين قائمة.
وأنتم في مواقفكم وفي نضالاتكم وفي تضحياتكم وفي تلاحمكم واتحادكم تبعثون برسالة إلى الصديق قبل العدو بأن هذه الوحدة الوطنية راسخة وبنيانها مرصوص بدماء الشهداء الأبرار الزكية الطاهرة وعرق المناضلات والمناضلين المخلصين وتضحيات ومعاناة المعتقلين والمفقودين وعائلاتهم، وبأن لا شيء في الوجود قادر على كسر إرادة الشعب الصحراوي في الحرية والكرامة والاستقلال.
وفي هذه المناسبة، لا يمكن إلا أن نتقدم إليكم، باسم كل الصحراويات والصحراويين، أينما تواحدوا، بأحر التهاني وأخلص عبارات المؤازرة والتضامن وأصدق مشاعر الفخر والاعتزاز.
ننقل لكم رسالة التضامن والمؤازرة مع عائلاتكم التي رافقتكم وترافقكم في رحلة المقاومة والصمود والكفاح والنضال، رغم كل ما عانته وتعانيه من مشاق السفر والتنقل لمسافات طويلة، في ظل التضييق والملاحقة والضغط والترهيب.
رسالة ترحم على كل شهداء القضية الوطنية، وفي مقدمتهم شهيد الحرية والكرامة، الولي مصطفى السيد، ورسالة تضامن مع عائلات شهداء انتفاضة الاستقلال الذين اغتالتهم دولة الاحتلال المغربي غدراً ودفنتهم عنوة، في مسعى إلى إقبار حقيقة جريمتها البشعة.
في مثل هذه المناسبة العظيمة عند الخالق عز وجل، نجدد معاً قسم الوفاء لعهد الشهداء والمضي على درب التحرير والاستقلال، مهما كلف ذلك من ثمن ومهما اقتضى من زمن.
"نصر من الله وفتح قريب"
وما ضاع حق وراءه مطالب
عيدكم سعيد مبارك
الدولة الصحراوية المستقلة هي الحل
والسلام عليكم
محمد عبد العزيز،
رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية،
الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب. (واص)