الجزائر 30 سبتمبر 2020 (واص)- أكد ممثل جبهة البوليساريو لدى الأمم المتحدة، سيدي محمد عمار، في حوار لإذاعة الجزائر الدولية اليوم، أن الحل العادل والدائم والسلمي لقضية الصحراء الغربية بما يكفل للشعب الصحراوي ممارسة حقه في تقرير المصير والاستقلال، هو وحده ما يستطيع ضمان أمن واستقرار وتنمية منطقة شمال أفريقيا والساحل برمتها.
ففي رده على سؤال لمراسل الجزائر الدولية حول تأثير وتأثر القضية الصحراوية بالوضع في منطقة الساحل وشمال أفريقيا، أكد الدبلوماسي الصحراوي أن الوضع المقلق في المنطقة نتيجة الأزمات القائمة في ليبيا ومالي، إضافة إلى نشاط الجماعات الارهابية وعصابات الجريمة المنظمة التي تستفيد من تجارة الحشيش المغربي، كلها عوامل تفرض على المنتظم الدولي التفكير الجدي في الدفع نحو تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية.
واعتبر أن التوصل إلى حل عادل ودائم لمسألة الصحراء الغربية بما يحترم حق الشعب الصحراوي غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال وفي استكمال سيادته على كامل تراب الجمهورية الصحراوية سيكون عاملاً أساسياً في استتباب الأمن الإقليمي وخلق أجواء الثقة والتقارب الضروريين لكي تتمكن شعوب المنطقة من التصدي بفعالية لما يواجهها من تحديات مشتركة في مجال التنمية المستدامة وتعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين وتحقيق الاندماج الإقليمي على أساس الاحترام المتبادل ومبدأ حسن الجوار بما يعود بالفائدة على الجميع.
وفيما يخص ما ينتظره الصحراويون من الأمم المتحدة والمنتظم الدولي، أشار سيدي محمد عمار إلى أن القضية الصحراوية قضية تصفية استعمار واضحة ولا غبار عليها، غير أن هناك صراع حقيقي في التعاطي معها على مستوى الأمم المتحدة بين تيارين أساسيين، تيار يرى تغليب قاعدة القوة والمصالح في حين أن التيار الثاني يدفع نحو تغليب قوة الحق.
واعتبر المسؤول الصحراوي أن قاعدة "القوة تصنع الحق" لا يمكن أن تكون خياراً مقبولاً، وإلا لبقيت العديد من الشعوب والبلدان، بما في ذلك بعض الدول الأعضاء في الأمم المتحدة الآن، تحت نير الاستعمار والاحتلال الأجنبي.
ولذلك، يضيف الدبلوماسي الصحراوي، أن الخيار الوحيد المقبول هو السماح للشعب الصحراوي بممارسة حقه في تقرير المصير والاستقلال، وهو مطلب مشروع تدعمه كل المبادئ الديمقراطية الأساسية وقواعد القانون الدولي..
وفيما يخص موضوع الكركرات، اعتبر سيدي محمد عمار أنه مجرد مظهر من مظاهر الحراك الشعبي الصحراوي العفوي والسلمي الرافض للاحتلال المغربي وتعبير عن الاستياء التام الذي يشعر به الشعب الصحراوي إزاء تقاعس الأمم المتحدة وبعثة المينورسو عن القيام بأي فعل في مواجهة الأعمال غير القانونية التي يقوم بها المغرب في الصحراء الغربية المحتلة.
واعتبر أن هذا التقاعس الأممي في تطبيق الخطة المتفق عليها قاد إلى مزيد من فقدان الشعب الصحراوي للثقة في العملية السلمية، وهو ما أفرز مظاهر الحراك الشعبي في الكركرات، الذي هو أحد أوجه التعبير المشروع عن الاستياء مما وصلت اليه الأمور بعد 29 سنة على وقف اطلاق النار الذي كان من المفروض أن يقود إلى اجراء استفتاء تقرير المصير.
وبالتالي، يخلص سيدي محمد عمار، فإن الأمم المتحدة ومجلس الأمن بالخصوص مطالبان اليوم أكثر من أي وقت مضى بتحمل مسؤولياتهما واتخاذ إجراءات ملموسة وجادة من أجل إنهاء الاستعمار من الصحراء الغربية آخِر مستعمرة في أفريقيا..
وفيما يتصل بأخذ تأثيرات الوباء العالمي كحجة لتعطيل جهود الأمم المتحدة في الصحراء الغربية، اعتبر الدبلوماسي الصحراوي أنه لا يمكن أن تتخذ الظروف التي فرضتها جائحة كورونا كحجة لعدم قيام الأمم المتحدة بأي شي للدفع بالعملية السلمية قدماً فقد رأيانا كيف استطاع مجلس الأمن أن يتخذ قرارات وإجراءات عملية وواضحة فيما يتعلق بعمليات أخرى لحفظ السلام عبر العالم.. (واص)
090/500/60 (واص)