مدريد ( إسبانيا ) 09 ماي 2016 ( واص ) - تحت عنوان العار "يصلون إلى 150 ألفا وطوال 40 عاما يعيشون تحت خيم للاجئين ، وموت المواطن الصحراوي إبراهيم صيكا تحيّي كفاحا منسيّا" كتبت الصحفية الإسبانية روسا مونتيرو بجريدة الباييس الإسبانية الصادرة الأحد تقول:
" داخل البئر الأكثر عمقا بخانة نسياننا يوجد الصحراويون ، والآن أقرأ أنه بتاريخ 15 أبريل يموت النقابي الصحراوي إبراهيم صيكا بمستشفى أغادير بالمغرب والبالغ من العمر 32 سنة ، ألقيّ عليه القبض يوم الفاتح أبريل عندما خرج من منزله من أجل المشاركة في مظاهرة سلمية، اقتيد إلى مخفر للشرطة بمدينة أكليميم، أين تمّ تعذيبه طوال ساعات ، عندها فكّر إبراهيم في الشروع في خوض إضراب عن الطعام احتجاجا على سوء المعاملة ، وأعتقد أنهم تركوه في وضعية سيئة، على أساس أنه بعد مرور خمسة أيام فقط ، استدعت حالته نقله إلى المستشفى.
" شاب قوي ، توفي بسرعة فائقة ، وعلى ما يبدو رفضت السلطات المغربية إجراء عملية تشريح للجثة
أكتب هذا المقال بعد أربعة أيام على وفاته ، وإلى حدّ الساعة لم يظهر الخبر بوسائل الإعلام، باستثناء البعض على شبكة المعلومات الدولية
" أتصوّر أن إبراهيم صيكا يلجأ إلى وسيلة الكفاح الوحيدة المتمثلة في الموت بواسطة الجوع، على أمل أن تكون صيحة اليأس مسموعة في نهاية المطاف، ولكن على ما يبدو لا شيء يصلنا
" والآن يعود إليّ أنا رفع الصوت في الوقت الذي أكتب هذا المقال، لأن الصحراويين أيضا محوني من الذاكرة تقريبا، علما بأنني زرت مخيمات اللاجئين مرتين، وشعرت أنني قريبة جدا من القضية الصحراوية، وكتبت حوالي عشرين ريبورتاجا ومقالا حول الصحراويين
" غير أن السنوات تمضي كالسحاب، والسياسة القمعية المغربية إلى جانب لا مبالاة المجموعة الدولية، عوامل ساعدت على إقبار حياة هذا الشعب الصغير البطل
"والأسوأ من هذا ليس فقط النسيان على مستوى الحكومات، بل أيضا على مستوى المنظمات التي تدّعي أنها تقدمية، ونعرف أنه بخصوص الفلسطينيين يتمّ الحديث كثيرا، ولكن بشأن الصحراويين الضعفاء لا أحد يقول شيئا، رغم أن وضعيتهم مازالت على جانب كبير من الخطورة ، ومن الواضح أن قلة قليلة من البشر لا تحوز على البترول ولا مصلحة جيوـإستراتيجية ومعاناتها لا تهمّ أحدا
" يا للخجل، إنني أشعر بالخجل الشخصي بخصوص ذاكرتي، ولكن على وجه التحديد، أشعر بخجل جماعي لا متناهي، لأن إسبانيا هي المسؤولة عن هذه المأساة ، وخلال حوالي مئة عام من الاستعمار، طوال هذه المدة الزمنية كلها وصل صحراوي واحد فقط إلى الجامعة، وتخرّج طبيبا وبحلول منتصف العام 1975 تعهدت الدولة الإسبانية بمنح الاستقلال، وثق الصحراويون الأبرياء بهذا الوعد
" وبعد مضيّ ثلاثة شهور وبتاريخ 14 نوفمبر، تمّ التوقيع على اتفاق مدريد ، وقسّمت الصحراء الغربية بين المغرب وموريتانيا، وخلال الأسابيع الأولى من الاحتلال قتل آلاف الأطفال بسبب الأمراض والجوع، وفي نهاية المطاف فتحت الجزائر أرضها للاجئين الفارين من قنبلة المغرب بالنابالم
"إنهم 150 ألف لاجئ، وقد مضت عليهم أربعون سنة يعيشون تحت خيم مؤقتة كلاجئين، مسالمون ومتمسكون بالعقل، وقد جرّبوا كل شيء دون اللجوء إلى الإرهاب، ونحن نجازيهم بهذه الطريقة، بإنكار حقوقهم ومعاناتهم
" وها نحن نرى المغرب لا يطبّق مرة أخرى قرارات الأمم المتحدة بل اقترف جميع أنواع الخطايا، وإسبانيا تواصل تقبيل هذا الملك العلوي الذي يحبّه عرشنا
" ولا يقتصر الأمر على أننا لم ندافع عن الصحراويين أبدا، بل بقينا دائما نبيع الأسلحة إلى المغرب، وبهذه الأخيرة يتمّ القضاء على الصحراويين-تقول الصحفية الإسبانية روسا مونتيرو في مقالها-
(واص) 090/400/100