نيروبي (كينيا) 18 جويلية 2021 (واص)- قال السفير الصحراوي بكينيا، السيد اباه المد عبدالله، في حوار أجرته معه جريدة “بلادي نيوز” الجزائرية اليوم الأحد أن الهيستريا التي يتصرف بها نظام المخزن مؤخرا مع الجميع في تسييره للعلاقات الدولية هو دليل على فقدانه موازين القوة، معتبرا أنه يعرقل السلام ويقوض دور الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي.
واعتبر الدبلوماسي الصحراوي أن نظام الاحتلال المغربي اخطأ بتحويله على تغريدة ترامب، التي اعترف فيها بالاحتلال المغربي للصحراء الغربية، كما أخطأ بسقوطه في أحضان الكيان الصهيوني، وفي الطريقة التي انتهجها ضد اسبانيا في عملية ابتزاز مكشوفة.
كما تناول الحوار جملة من المواضيع الأخرى المتعلقة بآخر تطورات القضية الصحراوية، والذي ننشره كاملا أدناه:
----------------------
جريدة بلادي نيوز، الأحد 18 جويلية 2021
السفير الصحراوي بكينيا: مانراه من هيستيريا مغربية اليوم دليل على فقدان المغرب لموازين القوة
ورفضه كل الأسماء المرشحة لمنصب المبعوث الخاص دليل على التهرب من الحل
حاوره: إسلام فؤاد
اعتبر سفير الجمهورية الصحراوية لدى كينيا، السيد اباه المد، أن التصرفات المغربية الأخيرة تجاه مختلف الدول الأوروبية، وخاصة المانيا واسبانيا، والنرفزة التي ميزت تصريحات ومواقف الدولة المغربية مؤخرا دليل على إفلاس نظام الاحتلال المغربي، وعلى قرب نهاية الاحتلال من الصحراء الغربية، مشير في حوار أجرته معه “بلادي نيوز” إلى التطورات التي عرفتها القضية الصحراوية منذ استئناف الحرب شهر نوفمبر الماضي، وما ينتظره الصحراويون حقا من الأمم المتحدة.
سؤال: لو طرحتم، السيد السفير، قراءنا الكرام في الوضع العام الذي تعرفه القضية الصحراوية خلال الأشهر الأخيرة، وتعاطي الأمم المتحدة معها، وماهو واقع الحال الآن؟ ومن الذي يتحمل المسؤولية عنه في رأيكم؟
جواب: ما تعيشه القضية الصحراوية اليوم هو ما استشرف له مناضلوا الجبهة في مؤتمرهم الأخير عندما قرروا مراجعة التعاطي مع الأمم المتحدة والعملية السياسية برمتها، وقد تم تحيين هذا القرار لفسح المجال أمام المساعي الأممية حتى تتفطن للتساهل الذي أبدته في مواجهة الاستفزازات التي تقوم بها دولة الاحتلال وتمادت فيها بشكل قزم دور البعثة الأممية للاستفتاء في الصحراء الغربية مينورسو.
واقع الحال هو حالة الحرب مع المحتل الذي فسر سكوت الأمم المتحدة عن تجاوزاته ونقضه للعهود بأنها فرصة ليزيد من اتنهاكاته لحقوق الانسان ونهب الثروات وتنصله من وقف إطلاق النار المبرم بوساطة أممية لقضم مزيد من أراضي الجمهورية الصحراوية.
مجلس الأمن الدولي، بممارسات بعض أعضائه، فقد الكثير من المصداقية عندما عجز عن فرض إرادته ومشروعه للسلام الذي قبله الطرفان، المملكة المغربية وجبهة البوليساريو، وتم إنشاء بعثة لهذا الغرض ومنحها التفويض لتنظيم الاستفتاء (وقف اطلاق النار، تحديد الهيئة الناخبة، عودة اللاجئيين، تنظيم الاستفتاء وإعلان نتائجه).
المغرب لم يدخر جهدا لتفكيك هذه المهمة، ففي مرحلة أغرق لجنة تحديد الهوية بسيل من الطعون وجلب المستوطنين للمثول أمامها، لينصرف بعد ذلك إلى التشكيك في جدية الاستفتاء ومحاولة الاستعاضة عنه بحلول أخرى خدمة لاطماعه. هذا الضعف الأممي أوقع المغرب في الخطأ الاستراتيجي الذي لا تمتلك لا الأمم المتحدة ولا بعثتها أن تدفع عنه نتائجه، فكان الرد المفاجئ من قبل الدولة الصحراوية والجيش الشعبي الصحراوي، لدولة الاحتلال وللأمم المتحدة اللتين خلصتا إلى أن خطة السلام في الصحراء الغربية كل لا يتجزأ وبأن وقف القتال في العام 91 كان لفسح المجال للاستفتاء وتنظيمه لا غير.
مانراه اليوم من هستيريا داخل النظام المغربي بدءا بالاعتداء على المدنيين في ثغرة الكركرات غير الشرعية وهرولته مع المطبعين وحالة العداء مع أوربا بالاضافة إلى تقويضه لجهود الاتحاد الافريقي إنما يثبت أن المملكة المغربية خسرت كل موازين القوة وغير مستعدة للانخراط في أي مسعى أممي لحل المشكل وهو ما تجلى برفضها لكل الأسماء التي اقترحت لشغل منصب المبعوث الشخصي للامين العام.
سؤال: ماهي قراءتكم للأزمة التي يبدو أنها ما تزال قائمة بين المغرب وبعض الدول الأوروبية، خاصة اسبانيا؟ وكيف تقرؤون المتعاطي المغربي مع حلفائه الأوروبيين؟
جواب: سعي المملكة المغربية الى افتكاك الوضع الممتاز لدى الاوربيين ليس وليد اليوم، الحسن الثاني عندما طردته افريقيا سنة 1984 ركز كل جهوده للانضمام الى الاتحاد الاوربي منذ أواخر الثمانينات وعندما فشلت مساعيه اسس لعقيدة الابتزاز التي عادت على المغرب بأموال طائلة تحت مسميات مكافحة الهجرة والمخدرات والارهاب، كما ساهمت في خلق الملاذات الضريبية للفرنسيين والاسبان تحديدا، حيث لم ترق الخلافات أبدا إلى ماتشهده اليوم. وقد خيل للمغرب أن تغريدة ترامب وجهره بالتطبيع مع اسرائيل قد يشكل سانحة للضغط على اسبانيا ومن خلالها على دول الاتحاد الاوربي لتسير في نفس المنحى، فقد دفعته الرعونة إلى المجاهرة بقطع علاقاته مع المانيا ثم اسبانيا من أجل التأثير على قرارها السيادي في مسألة الصحراء الغربية سياسيا وقضائيا، حيث ملف الشراكة الذي يشمل اقليم الصحراء الغربية قيد النظر من قبل محكمة الاتحاد. وبخلاصة هذه الأزمة لا تعدو كونها زوبعة في فنجان .
سؤال: هل ترون أن معطى العودة للكفاح المسلح سيساعد على الدفع نحو الحل، ويغير من تعاطي الأمم المتحدة مع الملف؟
جواب: الصحراويون متمسكين بحقهم غيرالقابل للتصرف في الحرية والاستقلال، واليوم استعادوا اصرارهم على تحرير الأرض المغتصبة بالكفاح المسلح لينضاف عامل قوة على درجة من الأهمية، فالمنتظم الدولي من خلال مجلس الأمن أصبح يولي اهتمام ويعيد التفكير في قراراته بعد أن أعلنت الجبهة بأن العمل القتالي المشروع لطرد الغزاة لن يتوقف الا لتنظيم الاستفتاء ووفق رزنامة محددة وواضحة.
سؤال: ولماذا في رأيكم يتصرف المخزن بالطريقة التي يعتبرها الكثيرون فجة، وغير منطقية، وغير دبلوماسية في أحيان كثيرة مع الجميع؟
جواب: صحيح، دولة الاحتلال بما أقدمت عليه من مواقف تصعيدية لم يسلم منها لا الامم المتحدة ولا اوربا ولا الاتحاد الافريقي ولا حتى جيرانها، وهذا دليل على استنفاذها لوسائل الضغط وعوامل التأثير. وفي الحقيقة قرارات المخزن غير المسؤولة في الآونة الاخيرة أشبه بالديك المذبوح الذي يعتقد من يراه وهو في نزعه الأخير بأنه يرقص. إذا هذه بشائر نهاية الاحتلال وإلى غير رجعة ككل القوى الاستعمارية .
سؤال: بصفتكم سفير الجمهورية في كينيا، ماذا تتوقعون من هذا البلد الأفريقي خلال السنوات القليلة القادمة؟
جواب: نتطلع الى ان تلعب كينيا العضو غير الدائم في مجلس الأمن الدولي دورا مميزا، ويشجعها على ذلك الموقف الأفريقي الموحد الذي يعتبر الجمهورية الصحراوية آخر مستعمرة في افريقيا، فضلا عن الموقف الحكومي الجد متقدم في الدفاع عن حق الشعب الصحراوي الافريقي في تقرير المصير والاستقلال." (واص)
090/500/60 (واص)
[[{"fid":"34203","view_mode":"default","fields":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false},"type":"media","field_deltas":{"1":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false}},"link_text":null,"attributes":{"height":455,"width":696,"class":"media-element file-default","data-delta":"1"}}]]