Aller au contenu principal

النص الكامل لكلمة رئيس الجمهورية ، الأمين العام للجبهة خلال تخليد يوم الشهداء

Submitted on

الشهيد الحافظ ، 09 يونيو 2020  (واص) - ألقى رئيس الجمهورية ، الأمين العام لجبهة البوليساريو السيد إبراهيم غالي كلمة بمناسبة تخليد يوم الشهداء .
وفيما يلي النص الكامل للكلمة :
كلمة الأخ إبراهيم غالي، رئيس الجمهورية، الأمين العام للجبهة، خلال تخليد يوم الشهداء، بمناسبة الذكرى الرابعة والأربعين لاستشهاد الشهيد الولي مصطفى السيد.
مقر اتحاد شبيبة الساقية الحمراء ووادي الذهب، 09 يونيو 2020
--------------------------------------
 
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول عز وجل : " وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ". صدق الله العظيم.
ويقول سبحانه وتعالى : " وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ ۖ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا". صدق الله العظيم.
 
الأخوات والإخوة،
بإجلال وتقدير واحترام يليق بالمقام، نحتفي باليوم الوطني لكل شهداء وشهيدات مسيرتنا التحريرية، متزامنة مع الذكرى الرابعة والأربعين لرحيل شهيد الحرية والكرامة، القائد الرمز، مفجر ثورة العشرين من ماي المجيدة، الولي مصطفى السيد.
إننا نقف أمام ذلك الرمز الوطني الخالد، ابن الشعب المخلص البار، صاحب العبقرية الفذة والفكر الثاقب، والفطنة والقدرة الخارقة على المبادرة واستغلال الفرص، الشديد الحرص على أهمية الوقت، والمقاتل المقدام الذي لا يخشى المنايا، ولا تنال من عزيمته المصاعب والتحديات، مهما كان حجمها، والقيادي الشجاع، الملهم والحكيم، السياسي ذي الأفق الواسع، الدبلوماسي المحنك والفعال، الإعلامي النشط والمثابر، الخطيب المفوه، الموفق في إبلاغ رسالته، وإقناع المتلقي، وصاحب التجربة المتميزة في أهمية الإطار، والأستاذ البارع، من خلال ملتلقيات الأطر وتجربة الديمقراطية المباشرة، من خلال المؤتمرات الشعبية.
لقد كان لنا الشرف أن شاركنا الشهيد الولي تلك البدايات العسيرة، حيث كان دائماً نعم الأخ ونعم الرفيق ونعم الدليل في النصح والتوجيه، ينطلق من فهم عميق للمجتمع وثقافته وذهنيته، واضطلاع واسع على تاريخ وواقع المنطقة والعالم.
 
لقد كانت الإمكانيات شبه معدومة، والظروف والمواقف الوطنية والجهوية والدولية معقدة، وغير واضحة المعالم، لكن الشهيد الولي لم يكن يؤمن بالمستحيل، أمام جلاء الحق وصلابة الإيمان وصدق الإرادة وثبات العزيمة وقوة الشكيمة. ولن تمر هذه السانحة دون أن نذكر بواحدة من الحكم والأقوال المأثورة، ذات الدلالات العميقة، التي قالها الشهيد الولي، آمن بها وتجسدت فعلياً، من قبيل : " "الثورة في الساقية الحمراء ووادي الذهب أعلنت اعتمادا على أشياء حتمية الوقوع، وليس على أشياء كانت موجودة بالفعل".
كلمات وتعابير وأوصاف الدنيا لن تفيه حقه، لأننا أمام شخصية فريدة، تتجاوز التصنيف والتقييم العادي إلى مصافِ الصورة الناصعة، الخالدة والمستحقة، في الذاكرة الجماعية لشعب بأكمله. إنها قناعة راسخة ومتجذرة لدى كل مناضلات ومناضلي الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، لا ترقى إليها الشكوك ولاتشوبها المزايدات.
إنه مهندس المحطات الحاسمة، بفكره ونباهته واندفاعه وحماسه واستماته وإصراره وإرداته الفولاذية التي لا تلين. كيف لا ونحن نتحدث عن محطات مثل تأسيس الجبهة، رائدة الكفاح الوطني، مروراً بإعلان الوحدة الوطنية، الصرح الراسخ الشامل الجامع لكل الصحراويين، وصولاً إلى قيام الدولة الصحراوية، مجسدة الإرادة الشعبية في الحرية والاستقلال.
وحتى استشهاده البطولي كان رسالة سامية التقطتها جماهير شعبنا، في كل مواقع تواجدها، ولم تزدها إلا مزيداً من الالتفاف حول الجبهة ودعم صفوفها وشحذ عزيمة المناضلين والمناضلات لمزيد من التضحية، فكان لكل ذلك الفضل في تجاوز المحنة بروح من التحدي قل نظيرها، حيث أثمر دينامية جديدة، مهدت لهجمة الشهيد الولي، عسكرياً، وفي كل الجبهات، لا يتسع المجال هنا للإحاطة بما تحقق خلالها من مكاسب عظيمة.
وكما قال هو نفسه، فإن القدرة قد خلدته لأنها اختارته لخدمة الجماهير، فأبلى أحسن البلاء ورحل قائداً عزيزاً مكرماً خالداً، مع كل شهيدات وشهداء هذا الوطن الحبيب.
الحضور الكريم،
كل المناسبات الوطنية تستحق التخليد والاحتفال، ولكن يوم الشهداء ليس ككل الأيام، ويستحق تخليداً متميزاً واستثنائياً يليق، ليس فقط بمكانتهم ومقدارهم ورصيدهم وتضحياتهم، ولكن بالدلالات العميقة والمغازي الثرية التي يحملها.
منذُ أيام خلدنا الذكرى الرابعة لرحيل الرئيس الشهيد محمد عبد العزيز، ويوم أمس أنهينا مراسم دفن وتأبين الشهيد امحمد خداد، ولائحة الشهداء طويلة، وستبقى مفتوحة حتى يحقق شعبنا أهدافه في الحرية وقيام دولته المستقلة على كامل ترابها الوطني.
فسيرة الشهداء هي السراج الوهاج الذي ينير درب الجماهير وسبيلها إلى انتزاع حقها. فالشهداء هم المثال والنبراس لكل المجتمع و، بشكل خاص، للشباب والأجيال الصاعدة التي يجب أن تستلهم العبر والدروس من تاريخ هؤلاء الأبطال. فليس عبثاً قول الشهيد الولي " إذا أردت حقك، يجب أن تسخى بدمائك".
فرسالة هذه المناسبة هي قبل كل شيء الوفاء لعهد الشهداء، والالتزام بالمضي على ذلك الدرب الذي اختطوه بأرواحهم الطاهرة ورسموه بدمائهم الزكية، في كنف الوحدة الوطنية والإجماع حول أهداف وثوابت ومبادئ الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، رائدة الكفاح، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي.
وإذا كانت جائحة كورونا قد أثرت على سير البرامج في كافة أنحاء العالم، فإن علينا أن نتعامل معها بكل ما تتطلبه من مسوؤلية وصرامة وحيطة وحذر، وأن نمضي قدماً في التجسيد الملموس لروح وأولويات المؤتمر الخامس عشر للجبهة، مؤتمر الشهيد البخاري أحمد بارك الله، لتحقيق نقلة نوعية ضرورية، على كافة واجهات الكفاح الوطني، لحشد عوامل وعناصر رفع التحديات والتعجيل بيوم النصر الحتمي، بعون من الله.
المجد والخلود للشهداء والهزيمة والعار والخزي للأعداء.
كفاح، صمود وتضحية لاستكمال سيادة الدولة الصحراوية. (واص)
090/105/500.