Aller au contenu principal

النص الكامل لكلمة رئيس الجمهورية الأمين العام للجبهة خلال إشرافه على الإحتفال بالذكرى الـ 47 للوحدة الوطنية

Submitted on

ولاية أوسرد ، 12 أكتوبر 2022 (واص) - ألقى رئيس الجمهورية ، الأمين العام لجبهة البوليساريو السيد إبراهيم غالي كلمة خلال إشرافه على الاحتفال بالذكرى الـ 47 للوحدة الوطنية ، تطرق فيها الى دلالات الحدث بالنسبة للشعب الصحراوي ،بالاضافة إلى آخر المستجدات التي تعرفها القضية الوطنية .
وفيما يلي النص الكامل للكلمة :
كلمة الأخ إبراهيم غالي، رئيس الجمهورية، الأمين العام للجبهة، بمناسبة الذكرى السابعة والأربعين لإعلان الوحدة الوطنية
آوسرد، 12 أكتوبر 2022
بسم الله الرحمن الرحيم
الآباء الأجلاء،
الحضور الكريم،
يخلد الشعب الصحراوي اليوم الذكرى السابعة والأربعين لإعلان الوحدة الوطنية. في مثل هذا اليوم من سنة 1975، شهدت منطقة عين بنتيلي اجتماعاً حاسماً في تاريخ الشعب الصحراوي المعاصر، قدر له أن يكون من ضمن الركائز الأساسية التي يقوم عليها كفاحه وصموده، وضمانة وجوده وانتصاره الحتمي، بقيادة الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب.
بعد مرحلة تأسيسها ثم إعلانها الكفاح المسلح، سارعت الجبهة الشعبية،  بحكمة وعبقرية فذة، بقيادة مفجر الثورة، شهيد الحرية والكرامة، الولي مصطفى السيد، إلى دعوة أبناء الشعب الصحراوي إلى كلمة سواء، إلى توحيد الرؤى ورص الصفوف لمواجهة المؤامراة الخبيثة الخطيرة الواضحة المعالم، الرامية إلى تقسيم البلاد والعباد، والقضاء قضاءً مبرماً على الوجود الصحراوي، كهوية وككيان بل ومحوه من تاريخ وجغرافية العالم.
وفي خضم ذلك التجاوب الواعي لجماهير شعبنا، شيباً شباباً، نساء ورجالاً، نستحضر بكل تقدير وعرفان الدور الحاسم للأباء الأجلاء، الأعيان الصحراويين، في تجسيد ذلك الخيار الوطني التاريخي، والذين استشعروا الخطر الداهم وتحملوا المسؤولية إزاء خطورة المرحلة، واضعين نصب أعينهم مصير شعبهم ومستبقل وطنهم الذي كانت تتهدده المؤامرات من كل حدب وصوب.
ونحن نحي بحرراة أولئك الذين ما زالوا يواصلون المسيرة اليوم على خطى السابقين، فإن هذه مناسبة لنقف وقفة ترحم وإجلال وتقدير على أرواح الذين قضوا نحبهم على درب النضال والوفاء،ومن خلالهم كل شهداء القضية الوطنية الذين مضوا وما بدلوا تبديلاً، من أمثال الرئيس الشهيد محمد عبد الغزيز.
واليوم، يحق للشعب الصحراوي أن يفخر كل الفخر ويعتز كل الاعتزاز بما حققه من مكاسب وانتصارات، على كل الصعد والواجهات، وبالأشواط الكبيرة التي قطعها على درب بناء دولته ومؤسساتها ومكانتها في العالم، وهو يخطو بثبات نحو استكمال سيادتها على كامل ترابها الوطني.
كل ذلك بفضل صموده وإصراره وتضحياته الجسام ولكن، قبل كل شيء، بفضل وحدته وتماسكه وإجماعه على أهدافه الوطنية، بقيادة ممثله الشرعي والوحيد، الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب.
الآباء الأجلاء،
الحضور الكريم،
منذ أن نسفت القوات المغربية اتفاق وقف إطلاق النار بين الجيشين، الصحراوي والمغربي، في 13 نوفمبر 2020، وجد الشعب الصحراوي نفسه مجبراً على استئناف الكفاح المسلح، كحق تكفله الأمم المتحدة للشعوب المستعمرة للدفاع عن حقوقها المشروعة في تقرير المصير والاستقلال.
لقد كان ذلك الانتهاك تجلياً بارزاً لمسار متواصل من التعنت والتصعيد في هجمة شرسة، جندت لها دولة الاحتلال المغربي تحالفات مشبوهة وأجندات تخريبية تهدد السلم والاستقرار في كامل المنطقة، واستعملت فيها كل وسائل الدمار والخراب، من المخدرات ودعم عصابات الجريمة المنظمة والجماعات الإرهابية، وصولاً إلى الأسلحة المتطورة التي استهدفت بها المدنيين العزل، من صحراويين وموريتانيين وجزائريين وغيرهم.
لكن رد الشعب الصحراوي كان صارماً وحاسماً، رافضاً لسياسات الأمر الواقع ومصراً على انتزاع حقوقه المغتصبة، ودحر الغزاة الدخلاء. ومرة أخرى نتوجه بالإشادة والتنويه إلى تلك الهبة الشعبية المتواصلة التي أبانت عنها جماهير شعبنا، في كل مواقع تواجدها، في وحدة وطنية شاملة، بروح الوطنية والإخلاص والاستعداد لكل ما تطلبه المرحلة من تضحية وعطاء.
ولا بد أن أخص هنا بتحية خاصة وحارة مقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي، أولئك الأبطال الميامين، الذين يتقدمون صفوف المعركة المصيرية، بعزيمة لا تلين وإصرار لا ينكسر، أولئك المحاربين من أجل الحرية والكرامة، لا هدف لهم سوى إحقاق الحق لشعبهم، وتحرير ترابه المغتصب، وتكريس الشرعية واستتباب السلام العادل.
الآباء الأجلاء،
الحضور الكريم،
إن كل الأنشطة السياسية والاقتصادية والثقافية والرياضية وغيرها التي تقوم بها المملكة المغربية في الأجزاء المحتلة من بلادنا، بما في ذلك ما يسمى الانتخابات أو فتح القنصليات، ما هي إلا ممارسات استعمارية لقوة احتلال عسكري لا شرعي، لا تغير قيد أنملة من الوضع القانوني الواضح للصحراء الغربية.
فدولة الاحتلال المغربي تحتل أجزاءَ من بلادنا وتواصل انتهاكاتها الجسيمة لحقوق الإنسان الصحراوي، وتقوم بنهب مكثف وممنهج للثروات الطبيعية الصحراوية، في اعتداء سافر على صاحب السيادة الوحيد على الصحراء الغربية وثرواتها، الشعب الصحراوي. ومن المؤسف أن الأمر يتم بوجود الأمم المتحدة، ممثلة في بعثتها لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية، المينورسو.
لقد آن الأوان لكي يتحمل مجلس الأمن مسؤوليته. ليس هناك أي غموض فيما يخص قضية الصحراء الغربية وحقوق شعبها. ينبغي التوقف عن الكيل بمكيالين واستعمال المعايير المزدوجة. فالظلم ظلم، والاحتلال احتلال، والحق حق، والقانون قانون، وحقوق الإنسان والشعوب واحدة بلا تمييز في أي نقطة من العالم.
والحل العادل الوحيد للنزاع في الصحراء الغربية، المنسجم مع ميثاق وقرارات الأمم المتحدة، هو ذلك الذي يمر بالاحترام الكامل لإرادة الشعب الصحراوي، والشعب الصحراوي وحده، المعبر عنها بكل حرية وديمقراطية وشفافية، لممارسة حقه، غير القابل للتصرف أو المساومة، في تقرير المصير والاستقلال.
المجتمع الدولي لا ينبغي أن يرضى بالقفز على تلك الحقيقة، لأن الأمر سيكون عاراً عليه وإهانة للبشرية ونفاقاً مكشوفاً ومجاملة مخجلة للجلاد على حساب الضحية، وتشجيعاًللظلم والعدوان وطغيان قانونالغاب ومنطق الهمجية.
في هذا السياق، ندعو مجدداً الاتحاد الأوروبي إلى التقيد بالقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والقانون الأوروبي، والامتناع عن توقيع أي اتفاق مع المملكة المغربية يمس أراضي أو مياه أو أجواء الصحراء الغربية المحتلة. حان الوقت لفرنسا والاتحاد الأوروبي عامة ليكون فاعلاً مؤثراً لحل عادل ودائم للنزاع في الصحراء الغربية، في إطار الشرعية الدولية، منسجم مع مصالح وطموحات شعوب أوروبا وشعوب المنطقة، بما يخدم السلم والأمن والرقي والازدهار.
من المؤسف أننا سجلنا في الفترة الأخيرة موقفاً مخجلاً من رئيس الحكومة الإسبانية، يؤيد فيه سياسة التوسع والعدوان التي تنتهجها دولة الاحتلال المغربي في الصحراء الغربية وفي كامل المنطقة. إنه يغرز نفس السكين في نفس الجرح الدامي الذي تسببت به إسبانيا، بطعنة غادرة للشعب الصحراوي، من خلال اتفاقية مدريد التقسيمية الإجرامية المشؤومة سنة 1975.
الأكيد أن إسبانيا، بغض النظر عن بعض المواقف والقرارات المشينة، لا يمكنها التنصل من مسؤوليتها التي تنفرد بها بين دول العالم، قانونياً، سياسياً وأخلاقياً تجاه تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، وتنفيذ التزامها وواجبها كقوة مستعمرة ومديرة بتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير والاستقلال.
لكننا واثقون تماماً من أن تلك المواقف لا تمثل موقف الشعوب الإسبانية التي تربطها بالشعب الصحراوي أقوى علاقات الصداقة والجوار والتاريخ المشترك، والتي تتشبث، على غرار الحركة الضامنية في أوروبا والعالم، بدعم ومساندة الشعب الصحراوي في كفاحه العادل والمشروع.
وكدليل ساطع على هذه الحقيقة الراسخة، تستضيف ولاية آوسرد الطبعة السابعة عشر من المهرجان الدولي للسينما في الصحراء الغربية، فيصحرا، الذي يجسد واحدة من أروع رسائل التضامن والمؤازرة. إننا نحيي بحرارة كل القائمين على هذه الفعالية المتميزة، منظمين ومشاركين، على اختيارهم الموفق لشعار هذه الطبعة ؛  استكمال  تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية.
كما لا يفوتنا أن نتوجه بالمناسبة بالتحية والتقدير إلى كل الأشقاء والأصدقاء والحلفاء عبر العالم، وفي مقدمتهم الجزائر الشقيقة، جزائر الشموخ والإباء، جزائر المواقف المبدئية الراسخة التي لا تتردد في الدعم والمساندة لكل الشعوب المكافحة من أجل الحرية والاستقلال، في انسجام مع مبادئ ثورة الأول من نوفمبر المجيدة ومع ميثاق الأمم المتحدة والقانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي.
ونحن نحيي الشعب الموريتاني، ونجدد اعتزازنا بالعلاقات المتميزة مع موريتانيا الشقيقة، نوجه تحية خاصة إلى جنوب إفريقيا، بلد نلسون مانديلا، ومن خلالها إلى كافة شعوب إفريقيا التي احتضنت القضية الصحراوية وربطت استكمال حريتها بنيل الشعب الصحراوي لحقوقه كاملة في الحرية والاستقلال.
إننا نذكر الاتحاد الإفريقي بضرورة التحرك للتعجيل بتسوية النزاع في الصحراء الغربية، ليس فقط لأنه قضية إفريقية، ولكن لكون الاتحاد شريك للأمم المتحدة في خطة التسوية لسنة 1991، مجددين استعدادنا لتطبيق قرار قمة جوهانزبورغ وقرار مجلس السلم والأمن الإفريقي، في التوصل إلى إنهاء النزاع بين بلدين جارين وعضوين في الاتحاد الإفريقي، الجمهورية الصحراوية والمملكة المغربية، في سياق الاحترام الكامل لمبادئ القانون التأسيسي للاتحاد.
الآباء الأجلاء،
الحضور الكريم،
تستضيف ولاية آوسرد كذلك العديد من الفعاليات المهمة، التي تعكس جوانب من الثقافة الصحراوية وتمسكاً من الصحراويين بهويتهم المتميزة، وإصرارهم على الحفاظ على كيانهم ومكانتهم بين الشعوب والأمم.
كما أن شعبنا يحتفي هذه الأيام باليوم الوطني للخيمة، بكل ما تحمله من دلالات الوحدة والإجماع ومن قيم الكرم والنخوة والشهامة، ومن معاني المقاومة والصمود، عبر تاريخ الشعب الصحراوي عامة، ولكن بشكل خاص منذ 10 أكتوبر 2010، حين نصبت أول خيمة في مخيم إقديم إيزيك. هذا المخيم الذي جسد واحدة من أروع صور التحدي والرفض الأبدي القاطع من طرف كل الصحراويين لواقع الاحتلال المغربي الجاثم على ترابهم الوطني.
ونحن نتذكر بكل إدانة واستنكار ما تعرض له المخيم من هجوم وحشي غادر من الجيش المغربي المحتل، مترحمين على شهدائنا البررة، نرفع آيات التحية والتضامن والمؤازرة مع أسود الملحمة، القابعين في سجون الاحتلال المغربي، ومن خلالهم إلى كل أسرى الحرب المدنيين الصحراويين هناك وإلى عائلاتهم وإلى كل بطلات وابطال انتفاضة الاستقلال المباركة.
إن الشعب الصحراوي، في ذكرى الوحدة الوطنية، ونحن مقبلون على عقد المؤتمر السادس عشر للجبهة، يوجه رسالة إلى العالم أجمع، قوامها تشبثه بوحدته وخياراته الوطنية وإجماعه حول مبادئ وأهداف طليعته الصدامية، ممثله الشرعي والوحيد، الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، وتجنده للمضي قدماً على درب الوفاء للشهداء، حتى استكمال سيادة الجمهورية الصحراوية على كامل ترابها الوطني.
عاشت الوحدة الوطنية الصحراوية،
وحدتنا وحدة من حديد، وستظل سائرة
نموت موحدين ولن نعيش مقسمين
كفاح، صمود، تضحية، لاستكمال سيادة الدولة الصحراوية.
شكراً والسلام عليكم. (واص)
090/105/500