الشهيد الحافظ 30 أبريل 2022 (وأص)- تشارك الجمهورية الصحراوية في أشغال الدورة الواحدة والسبعون للجنة الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب المنعقدة إفتراضيا، والتي تتدارس أوضاع حقوق الإنسان والشعوب في القارة الإفريقية، خلال الفترة ما بين 21 أبريل و13 ماي 2022.
وفي إطار مداخلات الدول الإطراف في الميثاق، قدم ممثل الجمهورية الصحراوية والمنسق مع اللجنة الإفريقية السيد وداد المصطفى، مداخلة يوم أمس الجمعة 29 أبريل، أطلع من خلالها أعضاء اللجنة والحاضرين من ممثلي دول وحكومات الاتحاد الإفريقي وممثلي المؤسسات الوطنية والمجتمع المدني على الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة الصحراوية في جميع المجالات التخصصية من أجل تعزيز وحماية حقوق الإنسان في نطاق سلطتها مع الحفاظ على كل الالتزامات التي يتطلبها ذلك.
وفي إطار تفعيل جميع الصكوك الإفريقية ذات الصلة بحقوق الإنسان، شارك ممثل الدولة الصحراوية مع الحاضرين الخطوات الثمينة التي أقدمت عليها الجمهورية الصحراوية والمتمثلة في مصادقتها على البرتوكول المرفق بالميثاق الإفريقي لحقوق الإنسان والشعوب بشأن حقوق المرأة في إفريقيا وكذلك مصادقتها وانضمامها للمعاهدة المؤسسة لإنشاء وكالة الأدوية الإفريقية.
ممثل الدولة الصحراوية والمنسق مع اللجنة وخلال تطرقه لوضعية حقوق الإنسان بالأراضي المحتلة من الجمهورية الصحراوية، شدد على خطورة هذه الوضعية وتدهورها، حيث تقوم يوميا قوات الاحتلال بمداهمة المنازل والاعتداء بوحشية على النساء والأطفال ومحاصرة منازل النشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان ومواصلة المحاكمات الصورية وغير القانونية وقمع المظاهرات السلمية، ومعاملة المعتقلين المدنين الصحراويين بأبشع أنواع المعاملة داخل السجون المغربية وترحيلهم تعسفا إلى مناطق بعيدة عن أماكن تواجد عائلاتهم مما جعل العديد منهم يدخلون في إضرابات عن الطعام لمدد مختلفة، مؤكداً على أن كل هذا يحدث في خرق سافر لنصوص ومضامين اتفاقيات جنيف وميثاق الأمم المتحدة والميثاق التأسيسي للاتحاد الإفريقي والميثاق الإفريقي لحقوق الإنسان.
حيث مؤخراً، قامت أجهزة الاحتلال المغربية بحصار أمني جائر لمنازل مجموعة من النشطاء الصحراويين في مدينة بوجدور المحتلة، لمنعهم من زيارة ومناصرة الناشطة الحقوقية سلطانة سيد إبراهيم خيا وعائلتها، التي تقبع تحت الإقامة الجبرية داخل منزلها المحاصر منذ 19 نوفمبر 2020، متعرضةً وعائلتها لشتى الممارسات الهمجية من تعذيب وإغتصاب ومنع الزيارة وقطع الكهرباء، فقد تعرض هؤلاء النشطاء عند محاولتهم الزيارة للضرب المبرح وللإساءة البدنية واللفظية على أيدي عناصر من الأجهزة القمعية المغربية، كما تم منع متضامنين أجانب من زيارتها بل وتم ترحيلهم بالقوة وإرجاعهم لبلدانهم، كما تم استعمال القوة الوحشية ضد مجموعة من المدنيين الصحراويين بمدينة السمارة المحتلة كانوا يحتجون سلمياً من أجل التعبير عن رفضهم لاستمرار الاحتلال المغربي غير الشرعي وللانتهاكات السافرة والمهينة لحقوق الإنسان ونهب الموارد الطبيعية الصحراوية. وتعرض العديد من المتظاهرين للضرب المبرح وتعين نقل بعضهم إلى المستشفى.
السيد وداد المصطفى، لفت انتباه الحضور إلى موضوع خطير وهو استعمال الاحتلال المغربي للطائرات المسيرة في قتل المدنيين بما فيهم الصحراويين والأجانب بالأراضي الصحراوية المحررة، والتي راح ضحيتها إلى حد اليوم أكثر من 30 مدني صحراوي ناهيك عن آخرين من دول الجوار، معربا عن شديد الإدانة لاستعمال التكنولوجيات الحديثة ضد المدنيين ومحملاً الدولة المغربية المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم المصنفة كجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
كما طالب اللجنة باعتبارها الهيئة الإفريقية المنوط بها حماية حقوق الإنسان والدفاع عنها إلى التدخل العاجل والمساهمة في منع المزيد من تدهور أوضاع حقوق الإنسان المنتهكة بالأراضي المحتلة من الجمهورية الصحراوية، والضغط على الدولة المغربية من أجل الإفراج الفوري عن جميع السجناء السياسيين الصحراويين، المعتقلين في سجون دولة الاحتلال والعمل على تفكيك جدار العار العسكري المغربي، ونزع الألغام منه، والتي تحصد يوميا أرواح المدنيين الأبرياء.
المنسق مع اللجنة السيد وداد المصطفى، وفي ختام مداخلته، ذكر اللجنة من جديد بضرورة تنفيذ مقررات المجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي، القاضية بزيارة اللجنة للجزء المحتل من بلادنا والاطلاع عن قرب على الأوضاع المزرية التي يعيشها شعبنا هناك والتقرير عنها.
وأص 090/110