Aller au contenu principal

نص بيان الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو

Submitted on

الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب
الأمانة الوطنية
الدورة العادية العاشرة
02 ماي 2019
بيـــــان
برئاسة الأخ إبراهيم غالي، رئيس الجمهورية، الأمين العام للجبهة، عقدت الأمانة الوطنية للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب دورتها العادية العاشرة، يومي 2 و3 ماي 2019، حيث ركز جدول أعمالها على تقرير مكتبها الدائم لتقييم الفترة الممتدة منذ الدورة العادية الماضية، ورسم آفاق المرحلة القادمة، إضافة إلى تقارير وعروض تكميلية أخرى، في ميادين مختلفة.
توقفت الأمانة بارتياح عند ما حققه الشعب الصحراوي بكفاحه البطولي وصموده من مكاسب وإنجازات على مختلف الواجهات، داخلياً وخارجياً، ما انعكس في وتيرة جيدة لإنجاز البرامج والاستحقاقات الوطنية. وقد أشادت الأمانة الوطنية بهذا الخصوص بالتعاطي الإيجابي بين المؤسستين التشريعية والتنفيذية والجهود المبذولة لضمان الخدمات وحفظ النظام العام.
حيت الأمانة الوطنية جماهير انتفاضة الاستقلال في الأرض المحتلة وجنوب المغرب والمواقع الجامعية، وما تبديه من مقاومة سلمية باسلة، بروح التحدي والإصرار، رغم التصعيد القمعي الوحشي والحصار والتضييق الذي تمارسه دولة الاحتلال المغربي.
الأمانة الوطنية التي هنأت أمبارك عمار إبراهيم، بعد انتهاء اعتقاله الظالم، على غرار مجموعة رفاق الشهيد الولي، جددت المطالبة بالإسراع بإطلاق سراح معتقلي أقديم إزيك ويحي محمد الحافظ إعزة وجميع المعتقلين السياسيين الصحراويين في السجون المغربية، والكشف عن مصير المفقودين، وإزالة الجريمة ضد الإنسانية التي يجسدها جدار الاحتلال المغربي.
توجهت الأمانة بتحية خاصة إلى جيش التحرير الشعبي الصحراوي، المرابط في الجبهات الأمامية، المصر على استكمال مهمة التحرير، والذي يجسد ممارسة الدولة الصحراوية لسيادتها على أراضيها المحررة، ويتصدى للمخاطر الناجمة بشكل خاص عن التسريب المكثف والممنهج لمخدرات المملكة المغربية والتهديد الذي يمثله للمنطقة برمتها، من خلال دعم وتشجيع عصابات الجريمة المنظمة والجماعات الإرهابية.
ولدى تطرقها لتطورات القضية الوطنية على المستوى الدولي، سجلت الأمانة الوطنية تشبث مجلس الأمن الدولي بالمحددات الرئيسية للنزاع، كقضية تصفية استعمار، وتأكيده على قاعدة الحل المبني على إلزامية ممارسة الشعب الصحراوي لحقه في تقرير المصير، انسجاماً مع  كون المجتمع الدولي لا يعترف بأية سيادة للمملكة المغربية على الصحراء الغربية، وأن عهد الاستعمار قد ولَّى.
وذكرت الأمانة الوطنية بأن جبهة البوليساريو انبثقت من إرادة الشعب الصحراوي في التحرر من براثن الاستعمار، ولا يمكنها بأي حال من الأحوال قبول أي تسوية لا تنسجم مع ميثاق وقرارات الأمم المتحدة، الخاصة بمنح الاستقلال للشعوب والبلدان المستعمرة.
وأكدت الأمانة الوطنية بأن الحل الشرعي الوحيد، الواقعي والدائم، هو ذلك الذي يمنح شعبنا، حقه غير القابل للتصرف، في تقرير المصير والاستقلال، بكل حرية وديمقراطية.
وفي هذا الإطار ولأجل هذا الهدف، رحبت الأمانة الوطنية باستئناف المسار التفاوضي، عبر جولتي الطاولة المستديرة، وجددت استعداد الطرف الصحراوي للتعاون الكامل والمساهمة البناءة في إنجاح مهمة المبعوث الشخصي، الرئيس هورست كوهلر.
وعبرت الأمانة الوطنية عن عرفان الشعب الصحراوي لغالبية أعضاء المجلس، وبشكل خاص كل من روسيا وجنوب إفريقيا، لحرصهم على احترام المعايير والمبادئ الأساسية لتصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، ورفضهم استمرار الوضع القائم.
وبعد أن أشارت إلى أن مجلس الأمن لم يتوصل بعد إلى تمكين بعثة المينورسو من مكون لحماية حقوق الإنسان، أدانت الأمانة الوطنية بشدة الخروقات المغربية لوقف إطلاق النار وانتهاكاته الجسيمة لحقوق الإنسان الصحراوي وعراقيله أمام عمل البعثة، الموثقة في تقرير الأمين العام الأخير، لما تمثله من موقف تصعيدي، يعرقل مسار التسوية، ويعكس لجوء النظام المغربي إلى تصريف الأزمات الداخلية الخانقة بمزيد من التعنت والهروب إلى الأمام.
الأمانة الوطنية، وبعد أن عبرت عن الأسف إزاء موقف فرنسا التي لا تزال توفر الغطاء والحماية، وخاصة على مستوى مجلس الأمن الدولي، للسياسات العدوانية والتوسعية المغربية، وما تمثله من تهديد للسلم والاستقرار في المنطقة، طالبت الحكومة الفرنسية بمراجعة موقفها، بما ينسجم مع مكانتها ومسؤوليتها كعضو دائم في مجلس الأمن الدولي.
وأدانت الأمانة الوطنية بقوة قيام الاتحاد الأوروبي، بتشجيع من فرنسا وإسبانيا، على وجه الخصوص، بالتوقيع على اتفاقيات مع المملكة المغربية، تشمل الأجزاء المحتلة من الصحراء الغربية، في عملية نهب وسرقة موصوفة للثروات الطبيعية الصحراوية، تعرقل جهود التسوية الدولية، تطيل معاناة الشعب الصحراوي، وتنتهك بشكل صارخ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
الأمانة الوطنية ذكرت بأن الصحراء الغربية والمملكة المغربية بلدان منفصلان ومتمايزان، وبأنه لا يمكن استغلال ثروات الصحراء الغربية إلا بمواقفة الشعب الصحراوي، كما نصت على ذلك محكمة العدل الأوروبية، وأكدت بأن جبهة البوليساريو، التي أودعت طعناً لدى هذه المحكمة في تلك الاتفاقيات المجحفة والظالمة، ستبقى ملتزمة بالدفاع عن سيادة الشعب الصحراوي على ثرواته الطبيعية بكل السبل المشروعة، وكلها ثقة في أحكام العدالة.
ووجهت الأمانة الوطنية تحية التقدير والعرفان إلى كل الحلفاء والأشقاء والأصدقاء في العالم، وفي مقدمتهم الجزائر الشقيقة، بمواقفها المبدئية الراسخة إلى جانب الشعب الصحراوي وكل الشعوب المكافحة من أجل حريتها وكرامتها.
وأشادت الأمانة الوطنية بامتنان بتنظيم المجموعة الإنمائية لدول إفريقيا الجنوبية (صادك) في بريتوريا، عاصمة جنوب إفريقيا الشقيقة، لقمة دولية للتضامن مع الجمهورية الصحراوية، وما تمضخت عنه من قرارات تتماشى مع مبادئ وأهداف الاتحاد الإفريقي، وخاصة إلزام أعضائه باحترام الحدود الموروثة غداة الاستقلال ، وعدم حيازة الأراضي بالقوة العسكرية وحل الخلافات بالطرق السلمية.
وفي هذا السياق، جددت الأمانة الوطنية استعداد الطرف الصحراوي للتعاون مع الترويكا الإفريقية الخاصة بالصحراء الغربية من أجل التوصل إلى إنهاء الاحتلال المغربي اللاشرعي لأجزاء من تراب الجمهورية الصحراوية.
وحيت الأمانة الوطنية بحرارة الحركة التضامنية في العالم وفي أوروبا وإسبانيا، وعبرت عن أملها في أن تستغل الحكومة الإسبانية المنبثقة عن الانتخابات الأخيرة الفرصة الجديدة للتكفير عن الجريمة المرتكبة في حق الشعب الصحراوي، ولتتحمل مسؤوليتها التاريخية، القانونية والأخلاقية تجاه الشعب الصحراوي وحقه في تقرير المصير والاستقلال.
كما جددت الأمانة الوطنية الإرادة الصادقة في توطيد علاقات الأخوة والتعاون والتنسيق بين الجمهورية الإسلامية الموريتانية والجمهورية الصحراوية، والعمل معاً وفي الإطار الدولي والإفريقي لترسيخ السلم والأمن والاستقرار في المنطقة.
وتوجهت الأمانة الوطنية في الأخير بالتهنئة إلى الشعب الصحراوي، مع اقتراب حلول شهر رمضان المعظم، ودعت جماهير الشعب الصحراوي، في كل مواقع تواجدها، وهي تستعد لتخليد الذكرى السادسة والأربعين لتأسيس رائدة كفاحها الوطني، الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، إلى مزيد من رص الصفوف والوحدة والالتحام، مزيد اليقظة والاستنفار لمواجهة مؤامرات العدو ودسائسه، والمضي على درب الكفاح والمقاومة والصمود، درب الوفاء لعهد الشهداء، بروح التضحية والعطاء، بثقة مطلقة في النصر الحتمي، حتى استكمال سيادة الجمهورية الصحراوية، دولة كل الصحراويات وكل الصحراويين، على كامل ترابها الوطني.
                       قوة، تصميم وإرادة، لفرض الاستقلال والسيادة
( واص ) 090/500/100