بيتوريا (الباسك)، 29 يونيو 2022 (واص) - تمت أمس الثلاثاء بمدينة بيتوريا الباسكية عملية تسليم واستلام المهام الدبلوماسية بين الممثل السابق لجبهة البوليساريو ببلاد الباسك السفير محمد ليمام محمد عالي سيد البشير والممثلة المعينة حديثا السيدة خديجتو المخطار سيد احمد.
وفي رسالة وداع أصدرتها البعثة الدبلوماسية الصحراوية ببلاد الباسك، تقدم السفير المنتهية مهامه، بجزيل الشكر والعرفان لكافة الأطياف السياسية، والمدنية والإعلامية الباسكية، معربا عن امتنانه لعموم الأحزاب السياسية والنقابات العمالية وأرباب العمل ببلاد الباسك، وكذا لحركة التضامن وجمعيات أصدقاء الجمهورية الصحراوية على مواقفهم الثابتة والعابرة للتوجه السياسي والإيديولوجي في دعم ومساندة الشعب الصحراوي سياسيا وإنسانيا وتعليميا وصحيا وإنمائيا.
كما أشادت رسالة المسؤول الصحراوي بكافة الجهود التي تبذلها السلطات الجهوية الباسكية ممثلة في رئيس الحكومة الليندكاري السيد انييغو اركويو و شركائه الحكوميين في دعم نضال الشعب الصحراوي والمساهمة في توسيع شبكة التضامن مع حقوقه المشروعة في الحرية وتقرير المصير.
وتعرف بلاد الباسك بكونها تحتضن واحدة من أكبر وأوسع حركات التضامن مع القضية الصحراوية في الدولة الإسبانية، حيث توجد أغلبية اجتماعية وسياسية واسعة في الاقليم مافتئت تعبر بنشاط وحيوية عن دعمها وتضامنها مع الشعب الصحراوي.
وفي السنوات الثلاث الأخيرة شهد الاقليم حضورا سياسيا ودبلوماسيا لافتا في التعريف بالقضية الصحراوية ونضال شعبها والتحسيس بكفاحه المشروع وصموده الاسطوري على مدى عقود في المنفى.
فقد تم استقبال السفير محمد ليمام محمد عالي سيد البشير في ثلاث مناسبات متفاوتة من قبل رئيس حكومة الاقليم الليندكاري. كما نسجت البعثة الدبلوماسية الصحراوية ببيتوريا قنوات اتصال وتنسيق دائم مع مختلف الاحزاب السياسية بالمنطقة، واساسا تلك الممثلة بالبرلمان الاقليمي وفي مقدمتها الحزب القومي الباسكي EAJ/PNV، الائتلاف القومي اليساري الباسكي EH Bildu، الحزب الشعبي PP، اليسار الموحد الباسكي- بوديموس والحزب الاشتراكي الباسكي PSE-EE. وظل طاقم البعثة في تشاور مستمر مع قياداتها.
وهي الاحزاب التي صادقت بالإجماع شهر مارس الفارط على مقترح تشريعي (باستثناء الحزب الاشتراكي الباسكي) يندد بشدة بالانقلاب الخطير والخيانة التاريخية لرئيس الحكومة الاسبانية بيدرو سانشيز، وطالب الحكومة بالاعتراف بالجمهورية الصحراوية وتقديم الدعم الجاد للعملية السياسية التي ترعاها الامم المتحدة قصد تمكين الشعب الصحراوي من اختيار مستقبله بكل حرية وشفافية.
وشهدت عدة مدن ومجالس بلدية باسكية احتضان ندوات وملتقيات وإبرام اتفاقيات و إصدار توصيات و بيانات مؤسساتية تجسيدا لروح التضامن والالتزام السياسي الباسكي مع نضال الشعب الصحراوي، كان اخرها عقد الندوة الاولى للمدن والبلدات الباسكية المتوأمة مع الشعب الصحراوي مطلع شهر ديسمبر من العام الفائت.
وظلت منظمات المجتمع المدنى والوكالات الرسمية الانمائية على غرار دائرة التعاون الباسكي، منظمة "ايوسكال فوندوا"، منظمة "موندوبات"، معهد إكوا و جمعيات التضامن وغيرها متشبثة بالتحسيس بانتهاكات حقوق الانسان بالمناطق الصحراوية المحتلة، وملتزمة ببرامج المناصرة عن رموز الانتفاضة والمدافعين الصحراويين عن حقوق الانسان، حيث توجت الناشطة الحقوقية سلطانة خيا شهر ديسمبر الفارط بجائزة الرابطة من اجل حقوق الإنسان باسبانيا، كما تحظى الاسيرة المدنية السابقة محفوظة بمبا لفقير منذ اطلاق سراحها من زنازن الاحتلال المغربية العام 2020 برعاية برنامج حماية الباسك لحقوق الانسان. فضلا عن مساهمة تلك المنظمات في التخفيف من معاناة اللاجئين الصحراويين وعدم التقشف في تمويل البرامج المخصصة لهم رغم الازمة الاقتصادية الناتجة عن تفشي وباء كورونا.
وبقيت القضية الصحراوية حاضرة بقوة على الواجهة الثقافية والإعلامية والأكاديمية من خلال الحضور البارز للبعثة الدبلوماسية الصحراوية بمختلف الوسائط الاعلامية الحكومية والمستقلة، ناهيك عن عقد محاضرات وندوات فكرية وثقافية بمختلف الصروح التعليمية الباسكية حول مختلف جوانب الصراع في الصحراء الغربية.
وساهمت جلسات الاستماع ولقاءات التواصل المنعقدة تحت قبة البرلمان الباسكي من فك العزلة والحصار عن نشطاء الانتفاضة والمدافعين الصحراويين عن حقوق الانسان بالأرض المحتلة. وتحولت لجنة حقوق الانسان والمساواة والإنصاف الى اداة تضامن سياسي دائم مع الشعب الصحراوي، وعزز دور المجموعة البرلمانية المشتركة "السلام والحرية للشعب الصحراوي" من زيادة الوعي لدى ممثلي الشعب الباسكي وبخاصة حول المسؤولية التاريخية والقانونية والأخلاقية الملقاة على عاتق الدولة الاسبانية تجاه تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية.
ومع الخرق السافر لاتفاق وقف اطلاق النار من قبل جيش الاحتلال المغربي يوم 13 نوفمبر 2020 وإعلان الرئيس الصحراوي في اليوم الموالي عن تحلل جبهة البوليساريو من الاتفاق المذكور واندلاع الكفاح المسلح، عقد السفير محمد ليمام محمد عالي عدة لقاءات اخبارية مع مختلف القوى السياسية الباسكية بدءا من رئيس حكومة الاقليم الليندكاري وكافة رؤساء الاحزاب السياسية والكتل النيابية الممثلة بالبرلمان الجهوي، اين قدم لهم إحاطة شاملة حول قرار جبهة البوليساريو القاضي باستئناف الكفاح المسلح، كرد فعل طبيعي على الاستهتار المغربي بصبر الشعب الصحراوي وثقته في مسار التسوية الاممي.
وضمن جهود الدولة الصحراوية في تعزيز الاواصر الثقافية وتوثيق عرى الانتماء الهوياتي بين ابناء الجالية الصحراوية بالخارج وشعبها، ساهمت البعثة الدبلوماسية الصحراوية ببلاد الباسك في المشاركة والتنظيم والتنسيق لبرامج مختلف جمعيات الجالية بالمنطقة، وتم قبل اشهر تدشين مركز ثقافي لجمعية النور ذات البرامج التعليمية والصناديق التكافلية.
وتمكنت الدبلوماسية الصحراوية من تحقيق مكاسب وانجازات هامة ببلاد الباسك، حيث نشأت علاقة مؤسساتية قوامها الشفافية والمصداقية مع مختلف الشركاء الحكوميين ومنظمات المجتمع المدني وحركة التضامن وجمعيات الجالية، وهي ذات المكاسب التي ازعجت دولة الاحتلال المغربية عبر قنصليتها بمدينة بلباو التي مافتئت تشن حملة استهداف ممنهج لتجميل الوجه القبيح للاحتلال، وتسعي الى تقويض الإجماع الواسع للأحزاب السياسية والنقابات العمالية وأرباب العمل وقوى المجتمع المدني الباسكية في دعم حق الشعب الصحراوي غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال.
جدير بالذكر ان الممثلة الجديدة لجبهة البوليساريو ببلاد الباسك السيدة خديجتو المخطار سيد احمد، سبق لها ان تقلدت عدة مناصب تنظيمية ودبلوماسية سابقة، حيث عملت مكلفة بقسم العلاقات الخارجية والتعاون بالاتحاد الوطني للمرأة الصحراوية، كما شغلت منصب ممثل جبهة البوليساريو بجمهورية البيرو قبل سنوات. وكان اخر منصب شغلته هو نائب الممثل بمنطقة مدريد الاسبانية.(واص)
090/105