Aller au contenu principal

الشعب المغربي يجهل حقيقة النزاع في الصحراء الغربية نظرا لما يروجه له نظامه بهذا الشأن (فاطمة المهدي)

Submitted on

الجزائر 21 نوفمبر 2018 (واص)- قالت الأمينة العامة للاتحاد الوطني للمرأة ونائب رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي للاتحاد الافريقي السيدة فاطمة  المهدي، يوم الثلاثاء، بالجزائر العاصمة، أن الشعب المغربي غير واع بحقيقة  النزاع في الصحراء الغربية نظرا لما يروجه له نظامه بشأنه وما تتضمنه خطابات الملك محمد السادس وبخاصة تلك الملقاة في الذكرى المشؤومة للاجتياح والنبرة الاستعمارية التي تميزها دوما.
وأعربت السيدة فاطمة المهدي، التي تشارك في الندوة الدولية الثانية للمنظمات الإفريقية العضو في المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة تحت شعار  "إشراك افريقيا في مواجهة أزمة الهجرة"، عن يقينها من انه "في حال وعي الشعب المغربي بحقيقة هذا النزاع فيمكن أن يحدث ذلك تغييرا في مسار القضية  الصحراوية".
وأكدت في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية على أن الشعب الصحراوي "لن يصمت ولن يتخلى  عن قضيته وأن محاولات النظام المغربي طمس هوية الصحراويين فشلت"، منددة  بمواصلة النظام المغربي التغطية على عدم الاستقرار الداخلي الذي تعيشه المملكة  عبر "محاولة اقناع شعبه بوجود تهديد على وحدته الترابية والادعاء بأن الصحراء  جزء من أراضية.
وبخصوص الندوة الدولية الثانية حول "إشراك افريقيا في مواجهة أزمة الهجرة"،  قالت إن الشعب الصحراوي تعرض ل"التهجير القسري" بعدما سلبت منه أراضيه، و  لازال يكافح لتحقيق رغبته في العودة الى وطنه المحتل، وينتظر أن يتحرك المجتمع  الدولي وعلى رأسه الأمم المتحدة لتمكينه من حقه في تقرير المصير، مؤكدة أن  القضية الصحراوية اليوم "لم تعد قضية الصحراويين وحدهم أو المتضامنين معهم مثل  الجزائر و أكثر من 80 دولة تعترف بالجمهورية الصحراوية وبشرعية تمثيل الجبهة  الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (البوليساريو)، بل أصبحت قضية  دولية لكونها سببا في عدم الاستقرار الذي يهدد العالم بأسره وفي عدم تحقيق  وحدة المغرب العربي".
وفي سياق متصل، قالت إن القوى الدولية أصبحت "تحس بالخطر ومصالحها مهددة"، ما أجبرها على الاهتمام بالقضية الصحراوية وتقليص عهدة بعثة المينورسو إلى 6  اشهر، واعتبرت أن "هناك بوادر لانفراج قريب" بوجود مبعوث أممي خاص لديه إرادة  قوية للتقدم بالرغم من المحاولات المغربية لإثنائه عن أجندته، وظهر ذلك جليا  من خلال محاولات النظام المغربي عرقلة مشاوراته مع الدول الافريقية و لكنه لم  ينجح، حيث تمكن هورست كوهلر من لقاء رئيس الاتحاد الافريقي ورؤساء اثيوبيا  ورواندا، البلدان الاكثر تعاملا مع المغرب تجاريا، والجميع أعلنوا استعدادهم  للتعاون مع الجهود الأممية وكذا رفضهم للوضع القائم في الصحراء الغربية.
وأضافت نائب رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي للاتحاد الافريقي، أن المبعوث  الأممي كثف اتصالاته ومشاوراته في إطار المفاوضات و وزنه كرئيس سابق لألمانيا  مكنه من إعطاء نفس جديد للقضية الصحراوية، كما أدرج المناطق الصحراوية المحتلة  ضمن برنامج زياراته وفرض منطق المفاوضات وحدد أطراف النزاع بشكل "صريح"، خصوصا  وأن "المغرب يحرص دائما على اقحام الجزائر في النزاع، وحتى القرارات الأخيرة  لمجلس الأمن بشأن بعثة المينورسو كانت رسالة للمغرب بضرورة إيجاد حل للنزاع".
وبخصوص الموقف الافريقي اتجاه القضية الصحراوية، قالت السيدة فاطمة المهدي،  إن هناك "إجماع لدى الدول التي عاشت الحروب والاستعمار، ومرت بظروف مماثلة،  بينما هناك تباين في المواقف لدى الدول الاخرى، إلا أن موقف الاتحاد الافريقي  "واضح" منذ اعتراف منظمة الوحدة الإفريقية بالجمهورية الصحراوية كعضو مؤسس،  وتم تأكيده في مناسبات عديدة، وهو ما أجبر المغرب على الانسحاب من المنظمة،  و"إنضمامه مؤخرا إلى الاتحاد هدفه تشتيت الأفارقة".
وعن تأثير نضال المجتمع المدني على الحكومات، أكدت أنه "مرهون بمدى احترام  تلك الحكومات للديمقراطية"، وأعطت مثالا عن "اسبانيا التي ترى بأنها مازالت  ترضخ للضغوط المغربية من خلال عدة ملفات على رأسها المخدرات والهجرة وسبتة ومليلية" وقالت "لا ننتظر منها الكثير بالرغم من مسؤوليتها التاريخية في  النزاع"، ولكن في المقابل هناك تضامن من قبل الأقاليم والمجتمع المدني في  اسبانيا مع القضية الصحراوية.
واستضافت الجزائر منذ يوم الاثنين ولغاية اليوم، الندوة الدولية  الثانية للمنظمات الافريقية العضو في المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم  المتحدة تحت شعار "إشراك افريقيا في مواجهة أزمة الهجرة" والتي ينظمها  البرلمان الافريقي بالشراكة مع الجمعية الوطنية للتبادل بين الشباب ومجموعة  مبادرة المذكرة 2063.
090/110/700/115