نيويورك (الأمم المتحدة) 12 فبراير 2022 (واص) - عبرت جبهة البوليساريو عن تنديدها باستمرار سياسة الأرض المحروقة التي ينتهجها الاحتلال المغربي في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية.
جاء ذلك في رسالة بعثها اليوم عضو الأمانة الوطنية ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة والمنسق مع المينورسو، الدكتور سيدي محمد عمار، إلى الأمين العام للأمم المتحدة، السيد أنطونيو غوتيريش، أعرب فيها عن إدانة السلطات الصحراوية الشديدة لاستمرار سياسة الأرض المحروقة التي تنتهجها دولة الاحتلال المغربية في المناطق الصحراوية المحتلة.
ولفت الدكتور سيدي محمد عمار الانتباه إلى ما تقوم بها سلطات الاحتلال المغربية هذه الأيام من حملة ترهيب وعلى نطاق واسع ضد العديد من العائلات الصحراوية وتجريدهم من ممتلكاتهم.
وفي هذا السياق، ذكر ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة والمنسق مع المينورسو بدعوات جبهة البوليساريو المتكررة وتشديدها على ضرورة أن تقوم الأمم المتحدة بتحمل مسؤوليتها تجاه الصحراء الغربية وشعبها بشكل كامل وفعال كما أكدت الجمعية العامة للأمم المتحدة على ذلك مراراً وتكراراً.
وفيما يلي النص الكامل للرسالة التي توصلت وكالة الأنباء الصحراوية بنسخة منها:
السيد أنطونيو غوتيريش
الأمين العام للأمم المتحدة
الأمم المتحدة، نيويورك
نيويورك، 12 فبراير 2022
السيد الأمين العام،
بناء على تعليمات من سلطات بلدي، أكتب إليكم بقلق بالغ للفت انتباهكم وانتباه مجلس الأمن إلى استمرار سياسة الأرض المحروقة التي تنتهجها دولة الاحتلال المغربية منذ بداية احتلالها العسكري غير الشرعي للصحراء الغربية في 31 أكتوبر 1975 بهدف معلن هو إبادة الشعب الصحراوي ومصادرة أرضه وخيراته.
وتشير آخر التقارير الواردة من المناطق الصحراوية المحتلة إلى أن سلطات الاحتلال المغربية تقوم باتباع سياسة الأرض المحروقة على نطاق واسع ضد العديد من العائلات الصحراوية التي تعيش خارج المدن الصحراوية الكبرى المحتلة.
وتشمل هذه السياسة، التي تنسقها وتنفذها قوات الأمن المحتلة، تدمير المنازل وسبل العيش وتخريب الممتلكات وقتل الماشية بهدف معلن يتمثل في اجتثاث العائلات الصحراوية من ديارها وأراضيها.
إن جبهة البوليساريو لتدين بشدة استمرار سياسة الأرض المحروقة التي تنتهجها دولة الاحتلال المغربية وما تقوم به مؤخراً من حملة ترهيب وتجريد للصحراويين من ممتلكاتهم في المناطق المحتلة.
فمنذ اليوم الأول من احتلالها غير الشرعي للصحراء الغربية، استخدمت قوات الاحتلال أفظع أساليب القتل الجماعي فدفنت الناس أحياء وألقت بهم من طائرات الهليكوبتر بالإضافة إلى القصف العشوائي للمدنيين بالأسلحة المحظورة مثل النابالم والفوسفور الأبيض.
وتواصل سلطات الاحتلال المغربية فرض حصار عسكري وتعتيم إعلامي على المناطق الصحراوية التي لا تزال محاطة بجدار الذل والعار المغربي البالغ طوله 2700 كيلومتر والذي يعتبر أكبر جدار فاصل في العالم. إن جدار الذل والعار المغربي المحصن بملايين الألغام الأرضية، بما في ذلك الألغام المضادة للأفراد المحظورة دولياً، لا يزال يقسم الصحراء الغربية وشعبها ويقتل المدنيين ومواشيهم ويلحق الدمار بأسباب معيشتهم.
كما تستمر سلطات الاحتلال المغربية في القيام بأعمال ترهيبية وانتقامية ضد المدنيين الصحراويين ونشطاء حقوق الإنسان والصحفيين في الأراضي الصحراوية المحتلة. إن مستوى العنف والوحشية الذي يتعرض له الصحراويون يومياً هو إهانة حقيقية للضمير الإنساني ولكل المبادئ والقيم التي ترمز إليها الأمم المتحدة.
ومنذ أن نسفت دولة الاحتلال المغربية وقف إطلاق النار لعام 1991 في 13 نوفمبر 2020، تستخدم قوات الاحتلال المغربية جميع أنواع الأسلحة، بما في ذلك الطائرات المسيّرة، لقتل العشرات من المدنيين الصحراويين من دون وازع وأيضاً لقتل مدنيين ومواطنين من بلدان مجاورة أثناء عبورهم الأراضي الصحراوية المحررة.
وفي رسائل سابقة، بما في ذلك الرسالة (S/2020/66) التي وزعت كوثيقة لمجلس الأمن في 28 يناير 2020، شددت جبهة البوليساريو على ضرورة أن تقوم الأمم المتحدة بتحمل مسؤوليتها تجاه الصحراء الغربية وشعبها بشكل كامل وفعال كما أكدت الجمعية العامة للأمم المتحدة على ذلك مراراً وتكراراً.
وتستلزم هذه المسؤولية ضمان حماية الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للشعب الصحراوي، بما في ذلك حقه في السيادة الدائمة على موارده الطبيعية، وتقديم تقارير منتظمة عن الوضع في الإقليم إلى هيئات الأمم المتحدة ذات الصلة.
إننا ندعوكم، السيد الأمين العام، إلى العمل على وجه السرعة لوضع حد للوحشية والإرهاب اللذين يتعرض لهما يومياً المدنيون الصحراويون ونشطاء حقوق الإنسان، بمن فيهم سلطانة سيد إبراهيم خيا وعائلتها، على يد دولة الاحتلال المغربية في المناطق الصحراوية المحتلة. كما ندعوكم إلى ضمان الإفراج الفوري وغير المشروط عن السجناء السياسيين الصحراويين، بمن فيهم مجموعة أكديم إزيك، المعتقلين في سجون دولة الاحتلال.
إن استمرار دولة الاحتلال المغربية في ارتكاب جرائمها البشعة ضد المدنيين الصحراويين، بدون محاسبة أو عقاب، يقوض بشكل خطير آفاق عملية السلام ويغلق الباب أمام الحل السلمي المنشود.
وإننا ندعوكم وندعو مجلس الأمن على وجه السرعة إلى استخدام السلطة الممنوحة لكم بموجب ميثاق وقرارات الأمم المتحدة لضمان وضع حد لحرب دولة الاحتلال المغربية العدوانية المستمرة ضد شعبنا والتي—إن لم يُوضع لها حد—فإنها سوف تغرق المنطقة كلها في مزيد من العنف وعدم الاستقرار.
وتفضلوا، السيد الأمين العام، بقبول أسمى عبارات التقدير والاحترام.
الدكتور سيدي محمد عمار
ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة
المنسق مع المينورسو.(واص)
090/105