بئر لحلو (الأراضي المحررة)، 31 غشت 2017 (واص) -وجه رئيس الجمهورية الأمين العام لجبهة البوليساريو السيد إبراهيم غالي ، رسالة تهنئة إلى المعتقلين السياسيين الصحراويين بالسجون المغربية بمناسبة عيد الأضحى المبارك .
وفيما يلي النص الكامل للرسالة :
رسالة الأخ إبراهيم غالي إلى المعتقلين السياسيين الصحراويين في السجون المغربية ومن خلالهم إلى كافة الشعب الصحراوي بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، 09 ذو الحجة 1438، الموافق لـ 31 أغسطس 2017.
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها المعتقلون السياسيون الصحراويون في السجون المغربية؛ محمد بانى ـ عبد الله ابهاه ـ محمد البشير ـ إبراهيم الإسماعيلى ـ عبد الله لخفاونى ـ سيد أحمد لمجيد ـ عبد الجيل لعروسى ـ أحمد السباعي ـ النعمة الأسفارى ـ الشيخ بنكة ـ محمد بوريال ـ محمد خونا ببيت ـ حسنة الداه ـ الحسين الزاوى ـ محمد لمين هدى ـ محمد امبارك لفقير ـ البشير خدا ـ محمد التهليل ـ عبد الله التوبالى ـ بوجمعة ازا ـ السالك لعسيرى ـ محمد البصراوى ـ يهديه شكراد ـ محمد البمبارى ـ حسان اشويعر ـ أيوب مستغفر ـ مجاهيد ميارة الهيبة قيس ـ عبد الله بوكيوط ـ يحي محمد الحافظ إيعزة لرباس الشرقاوى ـ خالد شكراد ـ امبارك الداودى ـ عبد الخالق المرخى ـ نور الدين العركوبى ـ اخلهن الفك ـ وليد السالك البطل محمد دادة ـ عبد المولى الحافظى ـ البر الكنتاوى ـ عزيز الواحدى ـ ناصر امنكورـ أحمد اباعلى ـ السالك بابير ـ مصطفى بوركعة ـ عمر بجينى ـ عالي الشرقى ـ إبراهيم المسيّـيح ـ الوافي الوكارى ـ عمر لعجينة ـ حمزة الرامى ـ محمد اركيبى ـ أحمد احميدات ـ لغظف لكان ـ عالي السعدونى ـ صلاح بصير ـ السالك بارِك لله ـ بلعيد ببيت ـ حمزة الانصارى ـ إبراهيم بوشلكة،
يحل عيد الأضحى المبارك هذه السنة وأنتم تخوضون فصلاً جديداً من فصول المقاومة والصمود في غياهب سجون الاحتلال المغربي، بعيدين عن أرضكم وشعبكم، محرومين من أجواء العيد واللحظات المتميزة في كنف العائلة والأحباب، ولكنكم في الوقت نفسه قريببن كل القرب من جماهير شعبكم، حاضرين في قلوبها وعقولها وضمائرها، رموزاً حية للكفاح من أجل الحرية والاستقلال الوطني.
إن كل منازل الصحراويين وخيمهم وهي تستقبل بهجة العيد لتستحصر في هذه للحظات صوركم وشعاراتكم ومواقفكم ووقفاتكم وأنتم تجسدون بالفعل والممارسة بطولة وشموخ وأنفة وعزة الشعب الصحراوي، وترسمون بمداد المعاناة والصبر والتضحية لوحات رائعة من الصمود والنضال المستميت الذي لا مكان فيه للتخاذل أو التردد أو التراجع، رغم كل أساليب البطش والتنكيل والتعذيب والمعاملات المهينة التي يتفنن فيها جلادو دولة الاحتلال المغربي.
لقد لقنتم دولة الاحتلال المغربي وقدمتم للعالم أجمع أرقى الدروس في التعامل مع همجية عمياء وغطرسة عشواء، في تحمل ممارسات بشعة ودنئية وضغوط مكثفة ومقيتة، فلا يكاد الغزاة يتوصلون إلى نهج قمعي جديد حتى تطلعون عليهم بمشهد بطولي جديد، تبددون فيه كل آمالهم في التأثير قيد أنملة على إرادتكم أو النيل من مواقفكم.
فلا عجب إذن أن تتحول المحاكمات الصورية التي تلجأ إليها دولة الاحتلال المغربي في حقكم، بتهمها الجاهزة وملفاتها المفبركة وشهاداتها المزورة ومحاضرها المطبوخة في مخافر التعذيب، إلى محاكمات للاحتلال نفسه على جرائمه وممارسته القمعية الوحشية وانتهاكاته الجسيمة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
لقد كان معتقلو ملحمة اقديم إيزيك ومعتقلو الصف الطلابي أبطالاً صناديد وهم يحملون شارات النصر ويرددون شعارات الثورة الصحراوية في عقر دار العدو، بشجاعة منقطعة النظير، على مرأى ومسمع من سلطات وقوات الاحتلال، في اعتزاز بانتمائهم للوطن الصحراوي، للشعب الصحراوي، في تشبث بقناعاتهم ومواقفهم المبدئية وتمسك بميثاق وقرارات الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي.
لقد قدم هؤلاء المعتقلون وكل المعتقلين السياسيين الصحراويين في السجون المغربية وجماهير انتفاضة الاستقلال أروع مثال وأنصع دليل على قوة وإرادة وعزيمة وإصرار الشعب الصحراوي ورفضه النهائي والأبدي للوجود الاستعماري المغربي على ترابه الوطني وتشبثه بخياراته المقدسة التي لا رجعة فيها في الحرية والاستقلال.
أيها المعتقلون السياسيون الصحراويون في السجون دولة الاحتلال داخل المغرب في سجن العرجات، وسجن سلا1، وسجن ايت ملول، والسجن المحلى تيزنيت، وسجن بوزكارن، وسجن الوداية بمراكش، والسجن المحلى طاطا، وفي السجن لكحل بمدينة العيون المحتلة،
القضية الوطنية تتقدم بثبات، ومكانة الدولة الصحراوية تتعزز وطنياً وجهوياً وقارياً ودولياً، وانتصارات شعبنا تتزايد على كل الساحات وفي كل المجالات. الحقيقة الصحراوية تتجذر كواقع وانتماء وهوية واختيار في ظل وحدة الشعب الصحراوي وإجماعة على أهدافه الوطنية والتفافه حول طليعة كفاحه التحرري، الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، وإفشاله لخطط العدو ودسائسه الموجهة إلى الجبهة الداخلية. جيش التحرير الشعبي الصحراوي يتقوى ويطور قدراته ويعزز استعداده وجاهزيته لاستكمال مهمته الأولى ألا وهي التحرير، والتصدي لكل المخاطر والتهديدات، وخاصة تلك الناجمة عن سياسات العدو لزعزعة الأمن والاستقرار بالمخدرات وإلإرهاب. وانتفاضة الاستقلال، كتجسيد ميداني للمقاومة السلمية، لا تتوقف عن إبداع الأساليب ورفع التحديات والانتشار في ربوع الوطن المحتل وفي جنوب المغرب والمواقع الجامعية.
كلها حقائق دامغة يدركها العدو قبل الصديق، ما جعل دولة الاحتلال المغربي تقدم على ممارسات وسلوكات فظة وغير مسؤولة، تنم عن نرفزة وتوتر وتعكس فشلاً صريحاً ونهائياً في فرض منطق التوسع والعدوان وانتهاك الشرعية الدولية، إزاء صمود الشعب الصحراوي وتشبث المجتمع الدولي بالوضع القانوني للصحراء الغربية كبلد منفصل تماماً عن المملكة المغربية، وهو ما عززه قرار محكمة العدل الأوروبية في 26 ديسمبر 2016.
وفي هذا السياق بالذات، تأتي الأحكام الجائرة التي أصدرتها المحكمة المغربية الصورية في حق مجموعة معتقلي اقديم إيزيك، والتي بالكاد تختلف عن تلك الصادرة عن المحكمة العسكرية المغربية، بل هي تأكيد لتوجه انتقامي مقيت، يرمي عبثاً إلى اجتثاث روح المقاومة المتأصلة في نفوس كل الصحراويات والصحراويين.
وإن ما شهده مؤتمر الشراكة بين الاتحاد الإفريقي واليابان في العاصمة الموزمبيقية مابوتو، منتصف شهر أغسطس، ليشكل دليلاً قاطعاً على حالة من الهستيريا أصابت الدبلوماسية المغربية بعد فشلها في التأثير على الموقف الإفريقي.
فقد تحول الوفد المغربي إلى مجموعة عناصر تمارس البلطجة، وتريد أن تفرض بالقوة ما يرفضه القانون والشرعية، مما يؤكد بالملموس بطلان كل المزاعم المغربية بالالتزام بالقانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي، ويعكس نية مبيتة وخطيرة لاستهداف وحدة المنظمة القارية وانسجامها وأهدافها، كمكسب تاريخي بل ووجودي لشعوب إفريقيا وبلدانها.
أيها المعتقلون السياسيون الصحراويون في السجون المغربية،
في مناسبة كهذه، لا بد من أن نتذكر بترحم وإجلال وتقدير كل شهداء القضية الوطنية الأبرار الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجل كرامة وعزة ورفعة وحرية الشعب الصحراوي، مثلما نستحضر كل المفقودين الصحراويين وكل الجرحى والمعطوبين جراء الغزو الهمجي المغربي لبلادنا منذ 31 أكتوبر 1975. كما نقف وقفة خاصة، ملؤها التقدير والتضامن والمؤازرة مع كل عائلات هؤلاء الشهداء والمفقودين والضحايا، ونوجه تحية خاصة إلى عائلاتكم الأبية التي عانت لتكون معكم اينما حللتم، وكلها إيمان وصبر ويقين بالنصر والفرج، وإلى كل الجماهير الصامدة التي لم ولن تتخلى عن مرافقتكم في معركتكم التي هي معركتها المقدسة، وهي تكرر بحماس : لن تنام لنا جفون وإخواننا في السجون . معتقل يا رفيق سنواصل الطريق . لا ملل لا كلل، الاستقلال هو الحل.
أنتم اليوم نخبة من المناضلين، تتقدم الصفوف في معركتنا المصيرية الوجودية من أجل الحرية والاستقلال. وإنه لمن دواعي التحية والتقدير والامتنان أن نتوجه إليكم ومن خلالكم، باسم قيادة الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب وحكومة الجمهورية الصحراوية، إلى كل الشعب الصحراوي ،في كل مواقع تواجده، في الأرض المحتلة وجنوب المغرب، في الأراضي المحررة ومخيات العزة والكرامة، في الأرياف والجاليات، بأصدق التهانئ وأحر التبريكات بحلول عيد الأضحى المبارك، أعاده الله على شعبنا بالخير واليمن البركات والنصر المؤزر، باستكمال سيادة دولته، الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، على كامل ترابها الوطني.
دمتم ودمنا أفياء لعهد الشهداء، وما ضاع حق وراءه مطالب، وقوة وتصميم وإرادة، لفرض الاستقلال والسيادة.