Aller au contenu principal

جبهة البوليساريو ساهمت في تحقيق آمال الشعب الصحراوي وتواصل الاجيال ( نص كلمة )

Submitted on

ولاية أوسرد ( مخيمات اللاجئين الصحراويين ) 29 ديسمبر 2013 ( واص )ـ أكد رئيس الجمهورية الأمين العام لجبهة البوليساريو السيد محمد عبد العزيز، ان هذه الاخيرة ساهمت في تحقيق امال الشعب الصحراوي مبرزا في كلمة خلال افتتاح المؤتمر الثامن لاتحاد شبيبة الساقية الحمراء ووادي الذهب، دورها في "تواصل" الاجيال مع اعطاء للشباب المكانة "المستحقة المنسجمة مع دوره الطلائعي، كونه قلبها "النابض والمحرك و الضامن، في الحاضر والمستقبل، لمسيرة التحرير والبناء ."

وشدد رئيس الجمهورية في افتتاح فعاليات المؤتمر الثامن لاتحاد الشبيبة مساء اليوم  الاحد بولاية أوسرد، على أن جبهة البوليساريو تنطلق قبل كل شيء من كونها "خياراً شعبياً"، أطرت وعبأت ب"نجاح مشهود" كل فئات المجتمع بلا استثناء ولا تمييز، وأعطت للشباب المكانة المستحقة المنسجمة مع دوره الطلائعي، كون الشباب هو قلبها "النابض" والمحرك وهو الضامن، في الحاضر والمستقبل، لمسيرة التحرير والبناء.

ولاحظ السيد محمد عبد العزيز، أن الشعب الصحراوي طيلة أربعين سنة من عمر جبهة البوليساريو، "صنع تجربة متميزة" في كفاحات التحرر الوطني، فسجل مقاتلوه ملاحم "بطولية تجاوزت الاعتبارات والحسابات العسكرية المعهودة"،متوقفا عند تعزيز أسس المجتمع العصري والممارسة الديمقراطية وبناء المؤسسات الوطنية وكيف احتلت المرأة الصحراوية مكانة "رائدة"، بصمودها ومشاركتها للرجل في تسيير الشأن الوطني
كما أثنى الأمين العام لجبهة البوليساريو على انتفاضة الاستقلال في الأرض المحتلة وجنوب المغرب والمواقع الجامعية،مؤكدا أنها تقدم "دليل التواصل وبرهان الإصرار"، وتصنع بفصولها المتلاحقة ملاحم جديدة، تضرب في "أعماق عدو مرتبك"مما جعله "يكرر الوقوع في جرم الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، في ظل عزلة ناجمة عن انكشاف نهائي فاضح لحقيقته كقوة احتلال عسكري لا شرعي."

نص الكلمة :

بسم الله الرحمن الرحيم

الإخوة والأخوات أعضاء المؤتمر الثامن لاتحاد شبيبة الساقية الحمراء ووادي الذهب،

الضيوف الكرام،

ينعقد المؤتمر الثامن للشبيبة الصحراوية، مؤتمر الشهيد الشيخ أبلال محمود، بالتزامن مع اختتام تخليد الشعب الصحراوي لسنة الذكرى الأربعين لتأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب واندلاع الكفاح المسلح. نهنئ الشعب الصحراوي بهذه المناسبة الوطنية التي تلخص أربعين سنة من النضالات والتضحيات والمعاناة والمكاسب والإنجازات.

وهذه مناسبة لنقف معاً وقفة ترحم وإجلال على أرواح شهدائنا البررة، وفي مقدمتهم الشهيد الشاب الولي مصطفى السيد، هذا النبراس والمثال الساطع أمام الشباب الصحراوي وشباب العالم الذي أسس الجبهة وقاد الكفاح المسلح وأعلن الوحدة الوطنية والدولة الصحراوية واستشهد في ميدان الشرف وهو في ريعان الشباب.

وجبهة البوليساريو التي تنطلق قبل كل شيء من كونها خياراً شعبياً، أطرت وعبأت بنجاح مشهود كل فئات المجتمع بلا استثناء ولا تمييز، وأعطت للشباب المكانة المستحقة المنسجمة مع دوره الطلائعي، كون الشباب هو القلب النابض وهو المحرك وهو الضامن، في الحاضر والمستقبل، لمسيرة التحرير والبناء.

ولم يكن غريباً والحال هذه أن نشهد حضور الشباب الصحراوي منذ الانطلاقة الأولى لهذه المسيرة في مختلف جبهات الكفاح، منذ الحركة الوطنية بقيادة الفقيد محمد سيد إبراهيم بصيري، مروراً بتأسيس الجبهة، من أمثال المحفوظ أعلي بيبا والخليل سيد أمحمد وسيدي حيذوك ولوشاعة عبيد وغيرهم كثير، في صفوف الجيش الصحراوي وفي قطاعات الإدارة والتعليم والصحة و العمل السياسي والدبلوماسي وغيره، وفي انتفاضة الاستقلال المجيدة.

وهذه مناسبة أيضاً لنقف وقفة مع التاريخ ونستذكر معاً تلك الظروف القاسية والاستثنائية التي تأسست فيها الجبهة وتلك التي تأسس فيها اتحاد الشبيبة الصحراوية، في ظل تكالب استعماري أفضى إلى الاجتياح العسكري المغربي سنة 1975، وأدى إلى مأساة اللجوء والتشريد.

لقد صنع الشعب الصحراوي تجربة متميزة في كفاحات التحرر الوطني، فسجل مقاتلو جيش التحرير الشعبي الصحراوي ملاحم بطولية تجاوزت الاعتبارات والحسابات العسكرية المعهودة، وتعززت أسس المجتمع العصري والممارسة الديمقراطية وبناء المؤسسات الوطنية، واحتلت المرأة الصحراوية مكانة رائدة، بصمودها ومشاركتها إلى جانب أخيها الرجل في تسيير الشأن الوطني.

وها هي انتفاضة الاستقلال في الأرض المحتلة وجنوب المغرب والمواقع الجامعية تقدم دليل التواصل وبرهان الإصرار، وتصنع بفصولها المتلاحقة ملاحم جديدة، تضرب في أعماق عدو مرتبك، يكرر الوقوع في جرم الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، في ظل عزلة ناجمة عن انكشاف نهائي فاضح لحقيقته كقوة احتلال عسكري لا شرعي، وتخبط في أوضاع سياسية واجتماعية واقتصادية لا يحسد عليها.

من على هذا المنبر نتوجه بالتحية إلى كل بطلات وأبطال انتفاضة الاستقلال، إلى معتلقي ملحمة اقديم إيزيك، المدنيين العزل، بمن فيهم النشطاء الحقوقيون، ضحايا المحاكمة العسكرية الجائرة، وإلى كل المعتقلين السياسيين الصحراويين في السجون المغربية وإلى كل الضحايا والمعطوبين وعائلاتهم، ونعلن لهم بأن الشعب الصحراوي، وفي مقدمته الشباب، أكثر إصراراً وأقوى عزيمة على المضي في ذلك الدرب الكفاحي حتى النصر والتحرير، مهما تفننت دولة الاحتلال المغربي في صنوف التنكيل والقمع الوحشي.

السيدات والسادة،

آفاق العمل والنضال والكفاح مفتوحة على مصراعيها أمام كل مناضلات ومناضلي الشعب الصحراوي، بكل فئاتهم وفي كل مواقع تواجدهم، للانخراط في مراكز الفعل الوطني وكل مؤسسات الدولة الصحراوية، على كل المستويات، لأن التواصل والاستمرارية بين الأجيال المتلاحقة، ليس مكوناً أصيلاً من فلسفة جبهة البوليساريو فحسب، بل هو واقع حتمي، ميداني حاضراً، وضروري مستقبلاً.

نحن مصرون على المضي على هذا النهج الاستراتيجي وإعداد وتنفيذ الخطط اللازمة له، في سياق واضح لا يغفل الصعوبات الموضوعية الناجمة عن هذا الجمع الاستثنائي بين التحرير والبناء ولا عن واقع الاحتلال واللجوء والتشريد والموارد المحدودة وانعكاسات الأزمة الاقتصادية العالمية والمعطيات السياسية والأمنية الراهنة، جهوياً ودولياً.

بعد أربعين عاماً يحق للشعب الصحراوي أن يفخر ويعتز بالقفزة النوعية التي قادتها جبهة البوليساريو ومثلت تحولاً جذرياً عميقاً، واستثماراً كبيراً في بناء الإنسان، يكفي للتدليل عليه كون الطلبة وخريجي الجامعات والمعاهد يعدون اليوم بالآلاف، في مختلف الاختصاصات، بعد أن كانوا يُعدون على رؤوس الأصابع.

إن هذه الطاقات والكفاءات، الشابة في أغلبها، من الذكور والإناث، مطالبة بامتشاق مشعل الاستمرارية، بكل حكمة وتبصر، واضعين نصب الأعين الأولويات، دون خلط أو تسرع، التي يفرضها سياق كفاحنا الوطني وحددها المؤتمر الثالث عشر للجبهة، وفي مقدمتها، وبلا منازع، تصعيد المقاومة، بكل السبل وعلى كل الجبهات، من أجل انتزاع حقوق شعبنا في الحرية والاستقلال وإقامة دولته على كامل ترابه الوطني.

هذا المنطلق، الذي يشكل أحد الأهداف التي حددها المؤتمر الثامن للشبيبة الصحراوية يعني، من بين ما يعني، أن انتفاضة الاستقلال سوف تحظى بالأسبقية في النقاش والتحليل والدعم والمساندة، على غرار مؤسسة جيش التحرير الشعبي الصحراوي التي، بطبيعة الحال، ستكون موضع اهتمام لمدها بكل ما تسحق من دعم لمقدراتها البشرية والعلمية.

السيدات والسادة،

ليس هناك أي حل لنزاع الصحراء الغربية غير ذلك الذي يتيح للشعب الصحراوي اختيار مستقبله، بكل حرية وشفافية. ومن هنا، فإننا نطالب الأمم المتحدة بالتعجيل بتحديد تاريخ لتنظيم استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي. فالأمم المتحدة، المسؤولة عن تصفية الاستعمار من آخر مستعمرة في إفريقيا، مطالبة بتمكين بعثة المينورسو من حماية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية ومراقبتها والتقرير عنها ووضع حد لنهب ثروات الشعب الصحراوي الطبيعية وإزالة جدار الاحتلال المغربي، وإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين الصحراويين والكشف عن مصير المفقودين.

إننا نتوجه إلى الشعب المغربي عامة، والشباب المغربي خاصة، لنؤكد له بأن هذا الحل الديمقراطي العادل ينبغي أن يكون هدفاً مشتركاً لنا جميعاً، لأن مستقبل الأمن والاستقرار في المنطقة مقترن بإنهاء حالة الظلم والاحتلال التي يعاني منها شقيقكم الشعب الصحراوي، لنبني معاً الأساس المتين للتعايش المشترك في ظل التعاون والتكامل بين الشعبين المغربي والصحراوي وكل شعوب وبلدان المغرب العربي.

في مناسبة كهذه، وإذ نحيي هذه الوفود الشبانية التي جاءت من إسبانيا وأوروبا وإفريقيا ومختلف أنحاء العالم، دفاعاً عن الحرية والعدالة، فإننا نتوجه بعبارات الشكر والعرفان إلى كل أعضاء الحركة التضامنية مع القضية الصحراوية، مذكرين الدولة الإسبانية بمسؤوليتها القانونية والتاريخية تجاه الشعب الصحراوي.

ونخص بالذكر هنا الجزائر الشقيقة، بقيادة فخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، التي تشبثت وتتشبث بتطبيق مقتضيات الشرعية الدولية وحق الشعوب في تقرير المصير ووقفت، دون تردد، إلى جانب كفاح الشعب الصحراوي العادل وفتحت ذراعيها لعشرات الآلاف من النساء والأطفال والمسنين اللاجئين الصحراويين الفارين من بطش القوات الملكية المغربية، واحتضنتهم فوق ترابها الطاهر وقدمت لهم بسخاء الدعم المادي والمعنوي وفتحت لهم مستشفياتها ومدارسها، وما بدلت تبديلا.

السيدات والسادة،

إن كل ما يعتري واقع صراعنا مع العدو من تفاوت في القوة والإمكانيات، لم ولن يثنينا، بأي حال من الأحوال، عن المضي في معركتنا التحريرية، التي قطعت أشواطاً كبيرة على مدار أربعين سنة من عمر التنظيم الطلائعي القائد للشعب الصحراوي، الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب.

فبعد أربعين عاماً من الكفاح والصمود، من تعزيز الوحدة والإجماع، لم يعد هناك أي مجال للتردد أو التراجع أو التشكيك في المشروع الوطني الصحراوي.

لقد حزم الشعب الصحراوي أمره واتخذ قراره وحدد خياره في إقامة دولته الجمهورية الصحراوية المستقلة على كامل ترابها الوطني.

وأمام هذا الجمع الشباني المحترم، نقول بأن الشباب الصحراوي، مدعو اليوم كما كان دائماً لتحمل المسؤولية لاستكمال ما تبقى من هذه المسيرة المظفرة، فالنصر حتمي وأكيد وقريب.

والدولة الصحراوية المستقلة هي الحل، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

( واص ) 100/088/090