Aller au contenu principal

القمة 22 لرؤساء دول وحكومات الاتحاد : من منظمة الوحدة الإفريقية الى الاتحاد الإفريقي ( ورقة )

Submitted on

الشهيد الحافظ 29 يناير 2014 ( واص )- بعد 38 سنة من تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية يوم 25 ماي سنة 1963، وميلاد الاتحاد الأفريقي يوم 26 ماي 2001 ، كوريث لمنظمة الوحدة الإفريقية وكهيكل مؤسسي إفريقي قاري يتميز بالشمولية والمرونة ، ويضم آليات قارية أكثر استجابة للتعاطي مع تحديات القرن الحادي والعشرين ، وتوفر إطارا شاملا لعرض رؤية فاعلة للنهضة الإفريقية الجديدة.

 

لقد كان ميلاد منظمة الوحدة الإفريقية بأديس أبابا سنة 1963، حدثا بالغ الأهمية في تلك المرحلة، لتعطي أملا لشعوبها ولحكوماتها، بإنشاء نظام مبني على التعاون والتضامن ولتثبت جدارتها في كفاحها ضد الاستعمار والتفرقة العنصرية، ومحاربة الجهل والفقر أو في سعيها إلى إعادة بناء نفسها، بالتنمية الاقتصادية في ظل الأمن والسلام.

 

وقد تأسست المنظمة في 25 مايو 1963 في أديس أبابا، عاصمة اثيوبيا، بموجب توقيع رؤساء ثلاثين دولة إفريقية مستقلة على ميثاق المنظمة ، بيد أن المملكة المغربية لم تشارك في مؤتمر توقيع الميثاق ، احتجاجا على اشتراك وزير خارجية موريتانيا لعدم اعتراف المغرب بموريتانيا ومطالبته بضمها آنذاك.

 

وقد وقع فيما بعد كل من المغرب والتوغو التي لم تشارك هي الأخرى في المؤتمر المذكور، وعدتا من الدول المؤسسة التي أصبح مجموع أعضائها آنذاك 32 دولة، لتنضم لاحقا 20 دولة بينها الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية عام 1984، وكانت آخر دولة انضمت جنوب إفريقيا عام 1994، لتصبح بذلك العضو الثالث والخمسين في منظمة الوحدة الأفريقية.

 

وقد حاولت المنظمة الإفريقية منذ نشأتها، حل مشاكل القارة، الإقليمية والعالمية، السياسية، الاقتصادية والاجتماعية عبر ، تعزيز الوحدة والتضامن بين الدول الأفريقية و تنسيق التعاون وتعزيزه بين دول القارة وكذا جهودها في تحقيق حياة أفضل لشعوبها، اضافة الى الدفاع عن سيادة دول القارة وسلامة أراضيها واستقلالها

 

إلا أن مجمل هذه الأهداف لم تتحقق في الغالب، واصطدمت بالكثير من العوائق والعراقيل، مما يرجعه البعض إلى أسباب عديدة، قد تكون خارجة عن سلطات هذه المنظمة ومسؤولياتها، من بينها عدم امتلاك المنظمة آلية لتحقيق الأهداف، وتنفيذ السياسات، بل يقتصر دورها على وضع الاستراتيجيات المختلفة، والتنسيق بين الآراء، والتقريب بين وجهات النظر إقليميا وعالميا

 

وإذا كان الاتحاد الإفريقي قد ولد سياسيا وقانونيايوم 26 ماي 2001 بعد التصديق على القانون التأسيسي له ، إلا أن الإعلان عن ولادته العملية قد أُجل إلى آخر مؤتمر لمنظمة الوحدة الإفريقية الذي بدأت أعماله في 9 يوليو 2001 بالعاصمة الزامبية لوزاكا.

 

وقد جاء الإعلان عن الاتحاد ليشكل فضاء جهويا وتكتلا قاريا، إلى جانب التكتلات الجهوية الأخرى في أمريكا وأوروبا وآسيا ، من شأنه أن يمنح إفريقيا القدرة على تجسيد إرادتها سياسيا واقتصاديا ويمدها بالبنى المؤسسية والبرامج التي تمكنها من إحراز التقدم والتنمية المستدامة والقضاء على الأمراض وأسباب التخلف والفتن والحروب ، وصولا إلى تحقيق الحلم الإفريقي الكبير المتمثل في إقامة الولايات المتحدة الإفريقية.

 

ويضم الاتحاد الإفريقي حاليا 53 دولة عضو ، بما فيها الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية التي تعد دولة مؤسسة للاتحاد كونها كانت من جملة الدول الأوائل التي صادقت على القانون التأسيسي للاتحاد والدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي

 

 ويعد المغرب البلد الإفريقي الوحيد الذي ليس عضوا في الاتحاد الإفريقي ، حيث كان قد انسحب من منظمة الوحدة الإفريقية ( سلف الاتحاد الإفريقي ) عام 1984 إثر حصول الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية على العضوية الكاملة في المنظمة. وقد مثل ذلك الحدث الرد الإفريقي القوي على المغرب لخرقه مبادئ ومقاصد ميثاق منظمة الوحدة الإفريقية الداعي لاحترام حق الشعوب في الحرية والاستقلال وكذا الحدود الموروثة عن الاستعمار.

 

وتشارك الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية بنحو دائم وفعال في انشطة وبرامج الاتحاد الافريقي، إن على مستوى القمم الرئاسية واجتماعات المجلس التنفيذي أواجتماعات لجنة الممثلين الدائمين. كما تشارك باستمرار في الاجتماعات الوزارية والتقنية التي تعقدها مؤسسات الاتحاد المختلفة في مقر الاتحاد أو في إحدى الدول الاعضاء. كما تساهم في تعزيز الإطار المؤسسي والقانوني للاتحاد من خلال التوقيع والمصادقة على الاتفاقيات والبروتوكولات التي تتبناها أجهزة الاتحاد العليا ، حيث وقعت الدولة الصحراوية إلى حد الآن على 19 اتفاقية وبروتوكولا وصادقت على 9 منها.

 

المنظمة الإفريقية وقضية الصحراء الغربية

 

 لقد ظلت منظمة الوحدة الإفريقية داعما قويا لكفاح الشعب الصحراوي المشروع لنيل الاستقلال والحرية منذ اللحظات الأولى لاندلاعه ضد المستعمر الإسباني.

وقد تنامت وتيرة الدعم الإفريقي بعد ذلك لتتوج بانضمام الجمهورية الصحراوية للمنظمة القارية في عام 1984، اعترافا من إفريقيا بمشروعية كفاح الشعب الصحراوي وحقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال، وردا قويا على سياسية المغرب التوسعية وخرقه السافر لمقتضيات ميثاق منظمة الوحدة الإفريقية.

 

 وقد بذلت منظمة الوحدة الإفريقية جهودا هائلة لتسهيل وتفعيل مهمة الأمم المتحدة لتصفية الاستعمار من الصحراء الغربية.

وفي الواقع، يرجع الفضل في بدأ عملية السلام الحالية في الصحراء الغربية الى المساهمة النشطة والكاملة لمنظمة الوحدة الإفريقية. وبوجه خاص، كانت اللائحة 104 المتبناة في القمة التاسعة عشرة لرؤساء دول وحكومات منظمة الوحدة الإفريقية، المنعقدة بأديس أبابا في الفترة من 6 إلى 12 يونيو عام 1983، قد شكلت حجر الزاوية في جهود الأمم المتحدة اللاحقة لحل النزاع في الصحراء الغربية.

وكما هو معلوم، فقد نصت هذه اللائحة رسميا على "حث طرفي النزاع، المملكة المغربية وجبهة البوليساريو، على إجراء مفاوضات مباشرة لتحقيق وقف إطلاق للنار لتهيئة الظروف اللازمة لإجراء استفتاء سلمي وعادل لتقرير المصير لشعب الصحراء الغربية.

 

وينبع موقف الاتحاد الإفريقي فيما يتعلق بمسألة الصحراء الغربية من التاريخ الطويل لكفاح الشعوب الإفريقية ضد الاستعمار والاحتلال الأجنبي والفصل العنصري.

وهو موقف مبدئي يستند إلى الدعم الثابت لحق الشعب الصحراوي غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال وفقا لمقتضيات الشرعية الدولية ومبادئ الأمم المتحدة المتعلقة بتصفية الاستعمار.

 

 

وينعكس هذا الموقف الراسخ في العديد من القرارات التاريخية التي اتخذتها منظمة الوحدة الإفريقية والاتحاد الإفريقي فيما بعد بدءا من اللائحة 104 إلى غاية " خطة عمل طرابلس " التي اعتمدتها الدورة الخاصة لمؤتمر الاتحاد الإفريقي المتعلقة بدراسة وحل الصراعات في إفريقيا ، المنعقدة بالعاصمة الليبية طرابلس في 31 غشت 2009. وقد أكد الاتحاد، من خلال خطة عمل طرابلس، دعمه للتوصل إلى حل يقوم على حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، ودعا إلى تكثيف الجهود الرامية إلى إجراء استفتاء لتمكين شعب الصحراء الغربية من الاختيار بين خيار الاستقلال أو الانضمام للمملكة المغربية.

 

 

 وقد أكدت الدورة العادية السادسة عشر لمؤتمر الاتحاد الافريقي، المنعقدة بمقر الاتحاد الإفريقي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا ، نهاية يناير 2010 ، على موقف الاتحاد الثابت المتضمن في خطة عمل طرابلس وقرارات الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة ذات الصلة.

 

 

 وللتذكير ، فقد حثت الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، خلال القمة المذكورة، الاتحاد الإفريقي على القيام بدور استباقي كشريك كامل لاغنى عنه للأمم المتحدة في عملية السلام في الصحراء الغربية ، تماشيا مع قرارات الاتحاد والمبادئ التوجيهية الواردة في خطة عمل طرابلس لعام 2009.

وفي هذا السياق، دُعي الاتحاد إلى لعب دور الريادة في الدفع بالأمم المتحدة إلى الإيفاء بالتزاماتها من حيث إجراء استفتاء حر ونزيه لتقرير المصير في الصحراء الغربية ، وبالتالي تصفية الاستعمار من آخر مستعمرة في إفريقيا.

( واص ) 088/090