Aller au contenu principal

لقد شاءت القدرة وديناميكية الكفاح أن تتوفر للشهيد حسنة الوالي أسباب النضج والوطنية لتقديم نفسه قربانا على مذبح الحرية ( رئيس الجمهورية )

Submitted on

الشهيد الحافظ 30 سبتمبر 2014 ( واص ) – أكد رئيس الجمهورية الأمين العام لجبهة البوليساريو السيد محمد عبد العزيز ، أن القدرة وديناميكية الكفاح الوطني الصحراوي ، شاءت أن تتوفر للطفل حسنة الوالي كل أسباب النضج والوطنية والاستعداد لتقديم نفسه قربانا على مذبح الحرية ؛ فقد ولد لعائلة صحراوية أصيلة ينبعث من جنبات منزلها عنفوان التحدي والارتباط بالوطن ورفض الاحتلال ، وترعرع في مدينة تتبوأ مكانة ريادية في جغرافيا الكفاح والتضحية الوطنيين ، وهو بعد كل هذا ينتمي إلي جيل ولد تحت الاحتلال لكنه يكافح بكل استماتة من أجل رؤية نور الولادة الحقيقي ؛ نور الاستقلال والحريّة.

 

 

وأضاف رئيس الجمهورية اليوم الثلاثاء في رسالة إلى عائلة الشهيد حسنة الوالي ،

أنه وعلى الرغم من الرسائل والإنذارات والبيانات العديدة التي أصدرتها الحكومة الصحراوية ومختلف المنظمات الحقوقية المدنية الصحراوية ونداءات ومطالب عائلة الشهيد، والتي دقت من خلالها أجراس الخطر الذي بات يتهدد حياة الشهيد ، إلا أن سلطات الاحتلال المغربية أدارت ظهرها لكل ذلك، وأرادت، من خلال منع الشهيد من الحصول على حقه الطبيعي في العلاج المناسب، الدفع به إلى الموت البطيء ، في أُسلوب مقيت، شوفيني وحاقد، يحمل كل مواصفات الاغتيال السياسي الممنهج.

 

 

 وأوضح السيد محمد عبد العزيز في رسالته ، أن أضلاع مثلث العائلة الصغيرة ، المدينة الشامخة وسياق الاحتلال ، أنتجت الفتي الشجاع الوطني المخلص والناشط المثابر الذي كان اسمه حاضراً في كبريات أحداث انتفاضة الاستقلال بمدينة الداخلة، وظل حريصا على التواجد في المقدمة أمام ووسط الجماهير ، حتى لحظة اعتقاله شامخا مع كوكبة من الرفاق المخلصين بعيد انتفاضة سبتمبر 2011 التاريخية ، لتشكل فترات السجن بالعيون والداخلة المحتلتين وجلسات المحاكمة محطات سيشهد الشعب الصحراوي إلى الأبد على البلاء الملحمي الذي أبلاه الشهيد رفقة رفاقه، والذي ظل صامدا، واثقا من حتمية النصر، إلى أن استشهد، غيلة وغدراً، فأسلم روحه الطاهرة للبارئ عز وجل

 

نص رسالة رئيس الجمهورية الأمين العام لجبهة البوليساريو إلى عائلة الشهيد حسنة الوالي :

 

 

 

باسْم الله الرحمن الرحيم

 (( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي )) صدق الله العظيم

 

الأم ارتيبة منت بوسيف والإخوة والأخوات، أفراد عائلة الشهيد حسنة الوالي،

لقد تلقينا ببالغ الحزن والتأثر والأسى ، خبر استشهاد ابنكم وابن الشعب الصحراوي البار الشهيد حسنة ولد الطالب بويا ولد الوالي ليلة الأحد 28 سبتمبر 2014 ، في سجون الاحتلال المغربي بمدينة الداخلة الشامخة بسبب الإهمال واللامبالاة الممنهجة والرغبة في الانتقام والتشفي التي عمدت إليها سلطات الاحتلال القمعية ، وخاصة منذ تدهور حالته الصحية مؤخراً إثر مضاعفات التعذيب والتنكيل الذي يتعرض له ورفاقه منذ سبتمبر2011.

 

 فعلى الرغم من الرسائل والإنذارات والبيانات العديدة التي أصدرتها الحكومة الصحراوية ومختلف المنظمات الحقوقية المدنية الصحراوية ونداءات ومطالب عائلة الشهيد ، والتي دقت من خلالها أجراس الخطر الذي بات يتهدد حياة الشهيد خلال الأسابيع الأخيرة، إلا أن سلطات الاحتلال المغربية أدارت ظهرها لكل ذلك، وأرادت ، من خلال منع الشهيد من الحصول على حقه الطبيعي في العلاج المناسب، الدفع به إلى الموت البطيء، في أُسلوب مقيت، شوفيني وحاقد، يحمل كل مواصفات الاغتيال السياسي الممنهج.

 

باسمي الشخصي، وباسم كافة أفراد الشعب الصحراوي المكافح وقيادته الوطنية، أتقدم إليكم ومن خلالكم إلى جماهير مدينة الداخلة الشامخة ومناضليها الميامين، وإلى كل الصحراويات والصحراويين في كل مكان، بأحر التعازي، راجياً من العلي القدير أن يتغمد الشهيد حسنة الوالي بين الشهداء والأنبياء والصديقين، وأن يلهمكم ويلهمنا جميعا جميل الصبر والسلوان.

 

الأم ارتيبة منت بوسيف والإخوة والأخوات أفراد عائلة الشهيد حسنة الوالي :

إن المملكة المغربية وهي ترى مشروعها الاستعماري في الصحراء الغربية يتهاوي بشكل متسارعٍ ومدوٍ أمام صمود ونضالات وبطولات الشعب الصحراوي وتضحياته الجسام والاتساع المطرد لرقعة التضامن الدولي مع قضيته العادلة، وتزايد الأصوات المنادية جَهْرًا ، على مستوى الأمم المتحدة ومستوى التجمعات القارية وعلى مستوى الدول والمنظمات الحقوقية والبرلمانية ، بتسريع تصفية الاستعمار من الصحراء الغربيّة ، وكعادة كل القوى الاستعمارية المنكسرة، لن تتوانى في استنهاض شوفينيتها  وحقدها علي الشعب الصحراوي ومحاولة تصفية حساب الهزيمة من خلال السعي لاغتيال كل ما يرمز إلي الوطنية الصحراوية ، حيث لا أرفع ولا أكبر من أمثال حسنة الوالي في التعبير عن مُثل هذه الوطنية وعن قيم البذل والتضحية والفداء.

 

لقد شاءت القدرة وديناميكية الكفاح الوطني الصحراوي أن تتوفر للطفل حسنة الوالي كل أسباب النضج والوطنية والاستعداد لتقديم نفسه قربانا علي مذبح الحرية. فقد ولد لعائلة صحراوية أصيلة ينبعث من جنبات منزلها عنفوان التحدي والارتباط بالوطن ورفض الاحتلال ، وترعرع في مدينة تتبوأ مكانة ريادية في جغرافيا الكفاح والتضحية الوطنيين ، وهو بعد كل هذا ينتمي إلي جيل ولد تحت الاحتلال لكنه يكافح بكل استماتة من أجل رؤية نور الولادة الحقيقي، نور الاستقلال والحريّة والكرامة الوطنية.

 

لقد أحاطت أضلاع هذا المثلث؛ العائلة الصغيرة، المدينة الشامخة وسياق الاحتلال لتنتج الفتى الشجاع ، الوطني المخلص والناشط المثابر الذي كان اسمه حاضراً في كبريات أحداث انتفاضة الاستقلال بمدينة الداخلة ، وظل حريصا على التواجد في المقدمة أمام ووسط الجماهير ، حتى لحظة اعتقاله شامخا مع كوكبة من الرفاق المخلصين بعيد انتفاضة سبتمبر 2011 التاريخية. بعدها ، شكلت فترات السجن بالعيون والداخلة المحتلتين وجلسات المحاكمة محطات سيشهد الشعب الصحراوي إلى الأبد على البلاء الملحمي الذي أبلاه الشهيد رفقة رفاقه، والذي ظل صامدا، واثقا من حتمية النصر، إلى أن استشهد، غيلة وغدراً، فأسلم روحه الطاهرة للبارئ عز وجل، فحق فيه قول الشاعر:

سارَ في منهجِ العـُلا            يطرقُ الخـُـلدَ منزلا

لا يبالي، مكبـَّـلا                   نالَه ام مجدَّلا

فهو رهنٌ بما عزم

 

الأم ارتيبة منت بوسيف والإخوة والأخوات، أفراد عائلة الشهيد حسنة الوالي،

مثلما كانت حياة الشهيد حسنة الوالي درسا مجسدا لكل قيم الوطنية الصحراوية والتضحية من أجل رفعة وكرامة الشعب الصحراوي فان استشهاده أيضا، ونحن قاب قوسين أو أدنى من تتويج عقود الكفاح الوطني بنتيجته الحتمية، الاستقلال لوطني، يجب أن يكون مصدر إلهام للشعب الصحراوي ليس على مستوى انتفاضة الاستقلال فحسب، وإنما على مستوى مختلف مكونات الجسم الوطني الصحراوي ، من أجل التأهب للقيام بالوثبة الأخيرة لاستكمال سيادتنا الوطنية على كامل تراب الجمهورية  العربية الصحراوية الديمقراطية.

 

لقد شق الشهيد حسنة الوالي ، ومن قبله باقي شهداء الكفاح الوطني، طريق الشرف المحفوف بشموع البذل، والمؤدي إلى الخلود في ذاكرة الشعب وإلى جزاء الشهداء الذين قال فيهم الله تعالي: " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون، فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم، ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون، يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين" صدق الله العظيم.

 

تلكم هي طريق الرجال الشرفاء الذين يموتون واقفين، بثبات وعنفوان، ولا نامت أعين الجبناء ممن حشروا أنفسهم مع الاحتلال في جـُحر الرذالة والخيانة، فاستحقوا ازدراء الشعب ولعنة الخالق.

 

ونحن إذ نعزيكم، ونعزي الشعب الصحراوي قاطبة في فقدان أحد أبنائه البررة، فإننا نحمل الحكومة المغربية المسؤولية كاملة حيال استشهاد الشهيد حسنة الوالي داخل سجونها في مدينة الداخلة المحتلة، وندعو الأمم المتحدة وبعثتها في الإقليم، المينورسو، وكافة المنظمات الحقوقية الدولية لفرض الإجراءات والضغوط اللازمة لإجراء تحقيق محايد، نزيه وشفاف، لكشف ملابسات الجريمة.

 

حسنة الوالي، إن دعت الضرورة، لن يكون بالتأكيد آخر شهداء الشعب الصحراوي، الذي يتسابق فتيته وكهوله، نساؤه وعجائزه إلى الظفر بشرف الشهادة منذ أربعة عقود ، انطلاقا من إيمانهم الراسخ وثقتهم الثابتة في أن ليالي الاحتلال "تمضي ونحن الدهور"، يرددون مع الشاعر العربي قوله:

 

سألوني عن الغزاة فجاوبت : رياحٌ هبت ونحن ثبير

سألوني عن الغزاة فجاوبت :  رمال تسفي ونحن صخور ‏

سألوني عن الغزاة فجاوبت : ليال تمضي ونحن الدهور ‏

 

تقبلوا أسمى مشاعر العزاء وآيات التقدير والمحبة والاحترام

 

محمد عبد العزيز ، رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية،

الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب

 

( واص ) 090/100/400