يعيد السادس من نوفمبر الى الأذهان حدث المسيرة السوداء التي نظمها النظام المغربي سنة 1975 للتغطية على جرائمه في حق الشعب الصحراوي ، والتي مازالت فصولها متواصلة ، فقد نتج عن اجتياح آلاف المغاربة للصحراء الغربية حرب ابادة للصحراويين ، وطرد للآلاف منهم خارج وطنهم ، حيث قصفتهم الطائرات العسكرية المغربية بقنابل النابالم والفسفور وهم في طريقهم الى أرض اللجوء. ومن تبقى منهم داخل الصحراء الغربية عاش كل أنواع المأساة بمرارة , فقد زج بالمئات منهم في السجون المغربية الرهيبة وقضوا سنوات من الاختفاء القسري و مورست عليهم كافة أشكال التعذيب والإذلال ، ومنهم من قضى نحبه داخل تلك السجون .ومايزال مصير مئات المفقودين الصحراويين مجهولا حتى اليوم ، بينما يقبع في سجون الاحتلال عشرات المعتقلين الصحراويين بسبب دفاعهم عن حق شعبهم في الحرية والاستقلال.
معاناة وويلات جلبتها تلك المسيرة السوداء لايمكن أن تصفها الكلمات ، والمؤامرة الكبرى للقضاء على الشعب الصحراوي مستمرة ، فهناك حصار مطبق على المناطق الصحراوية المحتلة واعتقالات وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسا ن ومنع المراقبين والوفود الحقوقية من المنظمات والهيئات من زيارة المناطق الصحراوية المحتلة للوقوف على تلك الانتهاكات.
نستحضر الذكرى الأليمة اليوم ، ولايفصلنا عن الذكرى الرابعة لتفكيك مخيم اكديم ازيك سوى يومين , الحدث الذي شكل اكبر تحد للمحتل المغربي ، واظهر بشاعة الاحتلال في مواجهة المقاومة السلمية والاحتجاج السلمي للصحراويين الرافضين لسياسة الاحتلال والمطالبين بحريتهم واستقلالهم.
39 سنة مرت على الحدث الأليم، استطاع الشعب الصحراوي خلالها اقامة دولته وبناء مؤسساته الوطنية ، وافشال كل مؤامرات وحيل الغزو المغربي ، وهو يقف اليوم أكثر تلاحما ووحدة واصرارا على تحقيق النصر في ظل مكاسب وانجازات حققتها دولته الفتية ـ العضو الفعال في الإتحاد الإفريقي ـ ، والتي فرضت على المغرب ـ الغارق في الأزمات الداخليةـ عزلة دولية ومواجهة مباشرة مع المنتظم الدولي بعد أن بات واضحا أنه الطرف الوحيد المعرقل لمخطط التسوية الأممي والضارب بالحائط للعهود والمواثيق الدولية التي وقعها بشأن تمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير.
(واص) 090/ 120